عرض مصدر يحيى الأوراسي

{{إعادة كتابة}}{{تدقيق لغوي}}
'''شيخ الأوراس الثائر سيدي يحيى بن سليمان الأوراسي''' المعروف في زمنه بإسم '''يحيى الأوراسي'''<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=منشور الهداية في كشف حال من إدعى العلم و الولاية|مؤلف=عبد الكريم الفكون القسنطيني|ناشر=دار الغرب الإسلامي|سنة=1987|طبعة=1|صفحة=54|لغة=العربية}}</ref>، مفتي [[قسنطينة]] و دار سلطنتها [[الجزائر]] وفقيهها. نصب يحيى الأوراسي للتدريس و الإفتاء في قسنطينة و ربطته صداقة متينة مع أهم اعيانها مثل [[عبد الكريم الفكون القسنطيني|عبد الكريم الفكون]] الجد الذي كانت عائلته تحوز على الرئاسة الروحية في قسنطينة عند سقوط [[الدولة الحفصية]]. عُرف عن الأوراسي هدوءه و إنتماءه إلى [[صوفية|التصوف]]، كما كان له تقاييد في العديد من  المسائل الفقهية و النحوية و البيانية و غيرها. صلة يحيى الأوراسي المتينة مع عائلة الفكون العريقة مكنته من أن يكون أستاذًا لشيخ الإسلام [[عبد الكريم الفكون القسنطيني|عبد الكريم الفكون]]<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=كنز الرواة|مؤلف=عيسى الثعالبي}}</ref> الحفيد الذي يعتبر المصدر الرئيسي لنقل أخبار ثورة الاوراسي ضد [[الحكومة العثمانية]] وإعتصامه [[جبال الأوراس|بجبال الأوراس]]. إستمرت ثورة يحيى الاوراسي لعدة سنوات و هددت النظام العثماني في قسنطينة إلى ان قتل غدراً و إستلم المشعل بعد إغتياله أخوه أحمد الأوراسي ثم إبن أخيه عبّاس إبن أحمد الأوراسي لاحقا.
== حياته ==
ولد يحيى في إقليم الأوراس بدون تحديد في النصف الثاني من [[القرن السادس عشر]] و كان قد تلقى علومه على يد ثلة من نخبة علماء الجزائر و أخذ الطريقة الزروقية عن شيخه طاهر بن زيان الزواوي عن [[أحمد زروق (فقيه)|أحمد زروق]] عن [[عبد الرحمان الثعالبي|عبد الرحمن الثعالبي]]، و دأب يحيى الاوراسي على إلباس الخرقة الصوفية الزروقية - [[شاذلية|الشاذلية]] لعدد من التلاميذ اللامعين منهم عبد الكريم الفكون الحفيد نفسه.<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q124614097|ص=110|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref>
ترأس الأوراسي في كثير من الاوقات حلقات الدروس في قسنطينة و كان التلاميذ يأتون إلى تلك المساجد من نواحي عديدة خاصة من زواوة وغرب الجزائر والأوراس <ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q124614097|ص=58|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref> سعي العثمانيين للتقرب من المرابطين منذ وصولهم بهدف تأليبهم على الحكام المتعاونين مع الصليبيين إستمر لزمن يحيى الأوراسي و سمعة الأخير بين العامة و عطفه على المتوسلين
قربته من دار الإمارة في الجزائر أكثر و أعلت مكانته كما كتب تلميذه عبد الكريم الفكون الحفيد: " ''تصدى للإفتاء بقسنطينة و دار سلطنتها بالجزائر و كان مخالطا لدار الإمارة يعتقدون فيه الصلاح و لا يقطعون دونه أمرًا في كل مهماتهم و حتى أن متلصصة الأعراب لا يامنون إلا بوجوده"'' <ref name="مولد تلقائيا1">{{استشهاد بكتاب|عنوان=منشور الهداية في كشف حال من إدعى العلم و الولاية|مؤلف=عبد الكريم الفكون|ناشر=دار الغرب الإسلامي|سنة=1987|طبعة=1|صفحة=54}}</ref>
== ثورته ==
تزامنت ثورة الأوراسي مع قلاقل كثيرة و عدم إستقرار و حالة الخوف في إقليم قسنطينة و رغم أن شيخ الإسلام عبد الكريم الفكون الحفيد كان معارضا للحركات الثورية التي أشعلها امازيغ بلزمة في [[نقاوس]] أو عرب الذواودة في قسنطينة او حتى [[أمازيغ|امازيغ]] الحنانشة في [[سوق أهراس|سوق اهراس]] الحالية، فإن الفكون قد نظر بعين العطف إلى ثورة شيخه يحيى الأوراسي ضد هؤلاء الحكام <ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=شيخ الإسلام عبد الكريم الفكون داعية السلفية|مؤلف=أبو القاسم سعد الله|ناشر=دار الغرب الإسلامي|مسار= https://shamela.ws/book/123662/172|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230614002217/https://shamela.ws/book/123662/172|تاريخ أرشيف=2023-06-14}}</ref> و كثيرا ما ذكر تبادل الرشوة بين الحكام وسوء السلوك والاعتداء. لكن لم يبين الفكون السبب المباشر لهذه الثورة بل إكتفى بالقول ''" حسده أهل زمانه و اكثروا الوشي به إلى الأمراء و تقولوا عليه خلع البيعة و الإستقلال بالرياسة"''<ref name="مولد تلقائيا1" />
بإعتبار أن الفكون قد إعتبر عنصر الترك كعنصر دخيل و عالة على مجتمع قسنطينة <ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q124614097|ص=19|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref> بجانب أن الأوراسي كان شيخه الذي تلقى على يديه العلم فمن الطبيعي أنه إنحاز إلى صفه فيشير الفكون في كتاباته إلى الترك بعبارات مثل العسكر الظلمة (جمع ظالم) و يصف قضاتهم بقضاة العجم. كما كرر النكير على تواطىء السلطة مع من يسميهم أهل نوادي الفساد والخنا والخمور والدخان ونحوها في المدينة. وهو يقول عن تبادل المصالح بين بعض الأدعياء والحكام واستعمال سلاح الفرقة والتحالف والشرذمة.<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q124614097|ص=130|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref>
أمام ما جرى و إنقلاب مآل يحيى الاوراسي و القول عليه بخلع البيعة فرّ من قسنطينة إلى أوراس، واجتمع عليه الناس و من بين هؤلاء كان عربان أولاد عيسى و قرفة و غيرهم من الممتنعين الذين إنضووا تحت لواء اخيه أحمد الأوراسي<ref name="مولد تلقائيا2">{{استشهاد بكتاب|عنوان=منشور الهداية في كشف حال من إدعى العلم و الولاية|صفحة=55}}</ref>، ووقعت بينهم وبين عساكر [[إيالة الجزائر|ايالة الجزائر]] حروب كثيرة، وبقي كذلك إلى أن قُتل غدرا.
== وفاته ==
أمام عجز عسكر الجزائر عن الإطاحة بالأوراسي لالتفاف الأعراش حوله لجؤوا إلى حياكة مكيدة له و قتله و ذلك بعدما دعته بعض الفرق و بيتته رغم تحذيرات الناس له و يقال أنه علم مكرهم، فبيتوه بعدما أقسموا عليه بجاه سيدنا محمد و غدروه فكان من أمره ما قدر الله، و نعاه تلاميذه كشهيد و ذلك في القرن السابع عشر حيث يقول الفكون أن ثورة عباس إبن أحمد الأوراسي مستمرة إلى غاية تدوينه لكتابه ''"منشور الهداية في كشف حال من إدعى العلم و الولاية" سنة 1659.''
== إرثه بعد وفاته ==
يقول الطالب محمد النقاوسي و هو سمسار كتب في قسنطينة أنه اطلع على كتب قبل قيام ثورة سيدي يحيى ذُكر فيها القائمون من لدن من مضى إلى غابر الدهر مرفوعا إلى النبي محمد و ذُكر فيها ''سيدي يحيى بن سليمان الأوراسي قال "رأيته يقومُ باوراس و يمكث كذا و كذا و يموت شهيدا فوافق الخبر الواقع و هذه بشارة عظيمة بموته شهيدا و كفا بها شرفًا"''<ref name="مولد تلقائيا2" />
== مراجع ==
{{مراجع}}
{{شريط بوابات|الأمازيغ|التاريخ|الجزائر|الحرب|الدولة العثمانية}}
[[تصنيف:ثورات في بايلك الشرق]]
[[تصنيف:تاريخ الجزائر]]
[[تصنيف:أعلام الجزائر]]