عرض مصدر قوة الغذاء

في السياسة الدولية، تُعد القوة الغذائية هي استخدام [[زراعة|الزراعة]] كوسيلة للسيطرة السياسية،  عن طريقها تقوم دولة أو مجموعة من الدول بتقديم أو منع سلع من دولة أخرى أو مجموعة من الدول لكى تتمكن من التلاعب بسلوكها. وقد لوحظ أنه يمكن استخدامها كسلاح محتمل بعد استخدام [[أوبك]] في وقت سابق للنفط كسلاح سياسي. الطعام له تأثير كبير على التصرفات السياسية لأي أمة.  وكاستجابة لتأثير القوة الغذائية، فإن الدولة عادةً ما تتصرف لصالح مواطنيها، لتوفير الطعام.
[[ملف:Iowa_harvest_2009.jpg|تصغير|حصاد الذرة في آيوا ، الولايات المتحدة]]
القوة الغذائية هي جزء لا يتجزأ من سياسة الغذاء. تُستخدم فكرة القوة الغذائية في عمليات الحظر، والتوظيف، والسياسات الغذائية ولكي تتمكن دولة من استخدام سلطة الطعام بفاعلية يجب على الدولة أن تقدم وتعرض بفاعلية الاحتياج، وتركيز العرض، وتشتت الطلب، وتتصرف باستقلالية وفاعلية. الدول الأربع الرئيسية التي تقوم بتصدير ما يكفي من المنتجات الزراعية لتكون قادرة على ممارسة القوة الغذائية هي [[الولايات المتحدة]]، و[[كندا|كندا،]] و[[أستراليا]]، و[[نيوزيلندا]].<ref name=":0">{{استشهاد بدورية محكمة|مسار= https://doi.org/10.1177/002234337601300402|عنوان=Scarce Goods as Political Weapons: The Case of Food|تاريخ=1976-12|صحيفة=Journal of Peace Research|العدد=4|DOI=10.1177/002234337601300402|المجلد=13|صفحات=277–298|لغة=en|issn=0022-3433|الأخير=Wallensteen|الأول=Peter|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191212130016/https://journals.sagepub.com/doi/10.1177/002234337601300402|تاريخ أرشيف=2019-12-12}}</ref> وعلى النطاق الأصغر، خاصةً في بعض الدول [[إفريقيا|الأفريقية،]] تم استخدام القوة الغذائية كسلاح من قبل الأطراف المتنازعة في الحروب الداخلية والصراعات ضد شعبهم.
== الخلفية التاريخية ==
هناك أربع دول في العالم تقوم بتصدير ما يكفي من المنتجات الزراعية لممارسة هذه القوة الافتراضية للغذاء: [[الولايات المتحدة]]، و[[كندا|كندا،]] و[[أستراليا]]، و[[نيوزيلندا]].<ref name=":0" /> وقد تضطر الدول المستوردة للأغذية، التي تضطر إلى الاعتماد على هذه الدول في أوقات النقص، إلى مواجهة أزمات غذائية إذا ما احتُجِزت الإمدادات اللازمة. إلا أن الزعماء السياسيين في البلدان المستوردة للأغذية قد أعربوا عن شكوكهم بشأن تبعيتهم <ref name=":0" /> لهذه الدول. فإنه عموما لا تحجب الدول المصدرة الغذاء، حيث أن المنتجين الزراعيين في هذه الدول يضغطون على حكوماتهم للاستمرار في التصدير.<ref name=":1">{{استشهاد بكتاب|مسار=https://books.google.com.eg/books?hl=ar&lr=&id=2wd30pXJxpYC&oi=fnd&pg=PR5&dq=Robert+Paarlberg,+Food+Politics,+The+Oxford+Companion+to+Politics+of+the+World&ots=JLFxC9XAhf&sig=LMye0v5hvYUBir3I1mfaL-WglDw&redir_esc=y#v=onepage&q=Robert%20Paarlberg%2C%20Food%20Politics%2C%20The%20Oxford%20Companion%20to%20Politics%20of%20the%20World&f=false|عنوان=The Oxford Companion to Politics of the World|تاريخ=2008|الأخير=Paarlberg|الأول=Robert| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20150709181331/https://books.google.com.eg/books?hl=ar | تاريخ أرشيف = 9 يوليو 2015 }}</ref>
== السياسة ==
[[ملف:2005food_import.png|تصغير|الواردات الغذائية في عام 2005]]
السياسات الغذائية هي الجوانب السياسية للإنتاج، والرقابة، والتنظيم، والتفتيش، وتوزيع الأغذية. يمكن أن تتأثر السياسة بالنزاعات الأخلاقية، والثقافية، والطبية، والبيئية المتعلقة بالزراعة، والأساليب واللوائح الزراعية والتجارية المناسبة. حيث أن القوة الغذائية هي جزء لا يتجزأ من سياسة الغذاء.
" الطعام سلاح "، هكذا صرح إيرل بوتز [[وزارة الزراعة (الولايات المتحدة)|وزير الزراعة بالولايات المتحدة الأمريكية]]، عام 1974. طرح استخدام [[أوبك]] للنفط كسلاح سياسي إمكانية استخدام  أمريكا للطعام كأداة ضد الدول الأخرى وأيضًا في صالح خدمة المصالح الأمريكية. وهناك أيضًا استخدامات بديلة لقوة الغذاء. حيث يمكن للمستورد رفض مواصلة الاستيراد ما لم يتم تقديم [[تنازلات سياسية]]. وهذا من شأنه أن يكون له نفس الآثار في حالة رفض المصدر التصدير. مثال على ذلك التخفيض الأمريكي لحصة السكر الكوبية. وبعبارة بسيطة فإن تركيز الطلب (أحد المستوردين هو المشتري المهيمن) وتشتت الطلب (العديد من المصدرين يتنافسون لبيع نفس المنتج) ويمكن للمستورد أن يحاول استخدام هذا التبادل لصالحه سياسيًا، ويكون هذا فعالًا بشكل خاص إذا كان لدي المصدر القليل المتبقي  لذلك التصدير (عمل ذو استقلالية منخفضة).
=== القوة الغذائية والأمن الغذائي ===
[[أمن غذائي|الأمن الغذائي]] وقوة الغذاء ليسا نفس الشيء،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مسار= https://doi.org/10.1016/0306-9192(95)00074-7|عنوان=Food security: a post-modern perspective|تاريخ=1996-05|صحيفة=Food Policy|العدد=2|DOI=10.1016/0306-9192(95)00074-7|المجلد=21|صفحات=155–170|issn=0306-9192|الأخير=Maxwell|الأول=Simon|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191212130037/https://doi.org/10.1016/0306-9192(95)00074-7|تاريخ أرشيف=2019-12-12}}</ref>  مع ذلك فإنهم على الأغلب مرتبطين بصورة مباشرة. الأمن الغذائي هو عندما يكون لدى جميع سكان المنطقة في جميع الأوقات ما يكفي من الطعام لحياة نشيطة، وصحية. ترتبط القوة الغذائية عندما تأخذ حكومة، أو شركة، أو زعيم، أو دولة ..إلخ هذا الأمن بعيدا لتحصل على شئ في المقابل. توظف العديد من الدول استغلال القوة الغذائية لتهديد الأمن الغذائي لدولة أخرى. ترتبط رفاهية الدولة بشكل مباشر مع رفاهية شعبها، وبناءً على ذلك فإن كل دولة تريد الحصول على غذاء ملائم لمواطنيها. ومع ذلك، فإن هذا المسعي يمكن استخدامه بسهولة كنفوذ في سياسة الغذاء، مما يدل على القوة الغذائية.
=== القوة الغذائية والحظر ===
[[ملف:Fidel_Castro_-_UN_General_Assembly_1960.jpg|تصغير|فيدل كاسترو في اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة]]
[[الحظر]] ليس هو نفسه القوة الغذائية، ومع ذلك فإن قوة الطعام من الممكن استخدامها في عملية الحظر.<ref>Robert A. Doughty and Harold E. Raugh, Embargoes in Historical Perspective, Parameters, 1991, pg. 24</ref> في الواقع عادة ما يفشل الحظر الذي لا يشتمل على الغذاء في قائمة المواد المحظورة.<ref name=":4">Robert A. Doughty and Harold E. Raugh, Embargoes in Historical Perspective, Parameters, 1991, pg. 26</ref> وعلى سبيل المثال، في 20 من أغسطس 1914، بدأت [[حلفاء الحرب العالمية الثانية|قوات الحلفاء]] فرض حظر على المواد المهمة التي يتم شحنها لألمانيا.<ref name=":4" /> وعلى الرغم من ذلك لم يكن الحظر كاملًا، أو فعالًا حتي تم إضافة الطعام إلى قائمة المواد المحظورة.<ref name=":4" /> الطعام له قوة حقيقية. بعدما تم إضافة الطعام بدأ الحظر في زعزعة اقتصاد [[ألمانيا]] لأنهم كانوا يعتمدون على الواردات في مجال الأغذية.<ref name=":4" /> ولأن قوات الحلفاء استخدمت قوة الغذاء في الحظر، اضطرت ألمانيا إلى اللجوء إلى تدابير يائسة وفشلت في النهاية رغم ذلك.<ref>Robert A. Doughty and Harold E. Raugh, Embargoes in Historical Perspective, Parameters, 1991, pg. 27</ref>
في أوائل الثمانينات، فرضت الولايات المتحدة [[حظرا على الحبوب]] ضد [[الاتحاد السوفيتي]].<ref name=":1" /> بحيث كانت هذه محاولة من الولايات المتحدة لاستخدام القوة الغذائية، وعلى الرغم من ذلك لم يتم تأكيدها.<ref name=":1" /> وبالتالي استورد السوفييت الحبوب من موردين مختلفين، مما أدى إلى زيادة واردات الحبوب خلال هذه الفترة، ولكن بتكلفة أعلى.<ref name=":1" /> وقد فرض [[مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة|مجلس الأمن]] في عام 1990 حظر جديد غير ناجح في محاولة لاستغلال قوة الغذاء على [[العراق]].<ref name=":1" />
ومثال أخر على الحظر هو الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة ضد كوبا، والذي لا يزال جاريًا إلى الآن. وبسبب تدهور الوضع وصحة الشعب الكوبي، كان الحظر خاضعًا لاحتجاجات كثيرة.<ref>Rémy Herrera, The Effects of the U.S. Embargo Against Cuba, Alternatives, 2003</ref>
== الاستخدام ==
=== الشروط الأساسية ===
يمكن استخدام القوة الغذائية بفاعلية فقط في حالة تطبيق شروط هيكلية معينة:
1.الندرة: إذا كان الطلب مرتفعًا والعرض محدود فإن قيمة [[سلعة|السلعة]] المُقدمة تزداد. يعكس السعر عادةً إمكانية استخدام السلع كسلاح. حيث أنه يشير إلى الأهمية المتعلقة بها. مثال: إذا كان المستهلك مستعدًا لدفع سعر مرتفع مقابل الشروط المالية، فقد يكون مستعدًا أيضًا لدفع ثمن باهظ للامتيازات السياسية.
2.تركيز التوريد : يجب أن يكون العرض في أيدي عدد قليل من المنتجين/البائعين، لأن ذلك يجعل من المنافسة المحدودة، أو إصلاحات الأسعار، أو احتمال [[احتكار|الاحتكار]] ممكنة.
3.تشتت الطلب: يسمح للبائعين باللعب ضد المستهلكين - بعضهم ضد بعض - أو زيادة الأسعار أو وضع شروط.  وهذا يخدم استخدام السلع الاقتصادية للغذاء كسلاح.
4.استقلالية العمل: لضمان قدرة البائع / المنتج على التحكم بشكل كبير في أصوله الخاصة بفاعلية. يجب أن يكون كلًا من البائع / المنتج قادرًا على التحكم في عملية الإنتاج، ربما من خلال الرقابة الحكومية على الشركات التي تقوم بالإنتاج، أو ينبغي أن يكون لديه إمكانية الوصول إلى وسائل في الأبعاد الأخرى لضمان قدرته على الحفاظ أو بسط سيطرته على أصوله.<ref>Wallensteen 1976, p. 279</ref>
يجب أن تكون الشروط الأربعة المذكورة أعلاه موجودة في آن واحد من أجل تحويل الأصول الاقتصادية للطعام إلى أداة سياسية. وهذا لا يعني بالضرورة أنه سيتم استخدام الأصل كلما توافرت الشروط الأربعة الموجودة أعلاه. لن يُنظر في هذا القرار إلا أذا كانت هناك شروط أخرى، على سبيل المثال: طبيعة النزاع ووجود حكم معين، وأهداف، ووسائل بديلة، والحكم على المنفعة.<ref name=":5">Wallensteen 1976, p. 280.</ref>
=== التوظيف كسلاح اقتصادي ===
هناك العديد من الاستخدامات لتوظيف الأسلحة الاقتصادية ضد دولة وأخرى. هناك استخدام واحد لتوظيف الأسلحة الاقتصادية يتعلق بمساومة البائع / المشتري على شروط عقد العمل.<ref name=":5" /> وهذا يتضمن السعر، والنقل، والجدول الزمني للإيداع والدفع ..إلخ . وعلى الرغم من أن هذا مثال على التطبيق الناجح للقوة الغذائية، إلا أنه ليس هدفًا سياسيًا.<ref name=":5" /> بحيث يوجد استخدام أخر يتعلق بالأهداف الاقتصادية غير أولئك المتعلقين بالتعاملات التجارية للبضائع، وهي السياسة الاقتصادية العامة للمشتري.<ref name=":5" /> والتي تتمثل في ميزان المدفوعات، والمشاكل العامة، مثل: التضخم أو الضرائب، وحيازة الأراضي. ما يميز هذا عن الأول أنه لا يوجد رابط بين الشروط الموضوعة ونقل المنتج.<ref name=":5" /> بحيث تشير الشروط إلى المجال الاقتصادي للحياة. الاستخدام السياسي سيكون واحدًا بحيث يرتبط بالسياسات الخارجية وسياسات الدفاع للمشتري. ويعتقد الكثيرون وجود عتبة أخلاقية بين الاقتصاد والسياسة، مما يجعل استخدام الوسائل الاقتصادية لتحقيق منافع سياسية موضع تساؤل. أمثلة على استخدام الأسلحة الاقتصادية لأغراض سياسية هي المقاطعة ضد دول معينة وكذلك شراء الأصوات في الأمم المتحدة.<ref name=":5" /> وهناك هدف رابع يتعلق بالافتراض الأساسي للفئة الثالثة: الحكومات لم تعد تقبل بعضها البعض باعتبارها شرعية . لم يعد يُنظر إلى الأهداف الاقتصادية كوسيلة للتأثير على حكومة الخصم، بل كتحفيز للمعارضة، وتحقيق الإطاحة بالحكومة، أو جعلها تستسلم.<ref name=":5" />
=== الولايات المتحدة ===
[[ملف:Barley.jpg|تصغير|الشعير هو محصول رئيسي للعلف الحيواني.]]
خلال الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة هي الأكثر هيمنة في جميع المجالات مثل المجالات العسكرية، والطاقة، والصادرات..إلخ، لم يفكر أحد في استغلال القوة الغذائية.<ref name=":6">{{استشهاد بدورية محكمة|مسار= http://www.jstor.org/stable/1173726|عنوان=Food as an Instrument of Foreign Policy|تاريخ=1982|صحيفة=Proceedings of the Academy of Political Science|العدد=3|DOI=10.2307/1173726|المجلد=34|صفحات=25–39|الأخير=Paarlberg|الأول=Robert L.|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20160314232817/http://www.jstor.org/stable/1173726|تاريخ أرشيف=2016-03-14}}</ref> ومع ذلك، بما أن بعض هذه القوى تضاءلت منذ ذلك الحين، ظهرت القوة الغذائية على الساحة.<ref name=":6" /> في مجال الغذاء، لازالت الولايات المتحدة في القمة، دون منازع.<ref name=":6" /> تتمتع الولايات المتحدة بكونها أكبر منتج ومصدر للغذاء.<ref name=":7">Paarlberg 1982, p. 26</ref> بينما بدأت دول أخرى، أغلبها دول نامية، ولكن أيضًا بعض أغنى الدول المصدرة للنفط،<ref name=":6" /> تعاني من نقص الطعام وأصبحت تعتمد أكثر فأكثر على الطعام المستورد من الولايات المتحدة، مما يزيد من سلطتها أكثر فأكثر.<ref name=":6" /> وهذا يسمح للولايات المتحدة أن تتوقع سلوكًا وديًا من قبل الدول التي تستورد الطعام الأمريكي.<ref name=":7" /> ومن المرجح أيضًا أن الولايات المتحدة لها نوع من التأثير على هذه الدول.<ref name=":7" /> حتى أن أفقر دول [[أوبك|الأوبك]] أصبحت معتمدة على القمح الأمريكي.<ref name=":8">Paarlberg 1982, p. 29</ref> لذلك، هناك احتمال أن الولايات المتحدة من الممكن ان تمنع صادراتها الغذائية لأغراض سياسية.<ref name=":8" /> يمكن أن تستخدم الولايات المتحدة هذه القوة الغذائية كوسيلة لممارسة الضغط على دول الأوبك.<ref name=":8" /> ستكون قوة الغذاء أكثر فاعلية في أوقات نقص الغذاء أو المجاعة، لأن هذا هو الوقت الذي تكون فيه تلك الدول التي لديها بعض الاعتماد على الولايات المتحدة أكثر بؤسًا .<ref name=":7" />
تستخدم الولايات المتحدة قوتها الاقتصادية في كثير من الأحيان لمعاقبة دول أخرى. إحدى هذه الطرق بقيامها بالامتناع عن تصدير الطعام. وتتنوع أسباب قيامها بمعاقبة بلد أخر، ومع ذلك يمكن تقسيمها إلى مجموعتين رئيسيتين: هدف الاحتواء الخارجي وتنمية السوق / الأهداف الإنسانية.<ref name=":9">Wallensteen 1976, p. 292.</ref> يميل هدف الاحتواء الأجنبي إلى معاقبة الدول التي تهدد الولايات المتحدة. مثال على ذلك، تهديد الدول التي تخضع لأشكال أخرى من الحكم. ومزيد من الامثلة التي ترتبط بهدف الاحتواء عدم مساعدة الدول الشيوعية، والحكومات الاشتراكية، الدول التي تدعم الأنظمة الراديكالية، والأنظمة ذات الديمقراطية غير الملائمة التي تعد ضعيفة جدًا لمواجهة الشيوعية (بصورة فعالة)، والدول التي لن تقبل الاتفاقيات الأمريكية.<ref name=":9" /> مثال على تطوير السوق والأهداف الإنسانية يقع ضمن فئة الدول التي تحاول التنافس مع الولايات المتحدة اقتصاديًا. ستنفذ الولايات المتحدة عقوبات المعونة الأجنبية ضد الدول التي تحاول تأميم ممتلكات شركات أمريكية، والدول التي ترغب في تولي مهام شركات أمريكية، والدول التي تحاول إطلاق سياسات اقتصادية وطنية.<ref name=":9" />
عدلت الولايات المتحدة موقفها منذ السبعينات، عندما أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية تقارير تستكشف إمكانيات حظر الغذاء.<ref>{{استشهاد بكتاب|مسار=https://books.google.com/books?id=Yu8NAAAAQAAJ&pg=PA27&dq=food+embargoes+kissinger+state+department&as_brr=3&cd=2#v=onepage&q=food%20embargoes%20kissinger%20state%20department&f=false|عنوان=The International Grain Trade: Problems and Prospects|تاريخ=1986|ناشر=Croom Helm|ISBN=9780709942184|لغة=en|الأخير=Butler|الأول=Nick| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200427143425/https://books.google.com/books?id=Yu8NAAAAQAAJ&pg=PA27&dq=food+embargoes+kissinger+state+department&as_brr=3&cd=2 | تاريخ أرشيف = 27 أبريل 2020 }}</ref> أزال مشروع قانون الكونغرس HR 5426، [[قانون إصلاح العقوبات التجارية وتعزيز الصادرات لعام 2000]]، عقوبات التصدير الزراعية المطبقة على ليبيا، والسودان، وكوريا الشمالية (ظلت التجارة الزراعية مع كوبا تحت بعض القيود) واستخدم الكونغرس حق النقض (الفيتو) ضد الإجراءات الرئاسية الأحادية في ما يتعلق بهذا الشأن.<ref>{{استشهاد ويب| مسار  = http://www.nationalaglawcenter.org/wp-content/uploads/assets/crs/RL33499.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20160304112756/http://www.nationalaglawcenter.org/wp-content/uploads/assets/crs/RL33499.pdf | تاريخ أرشيف = 4 مارس 2016 }}</ref><ref>{{استشهاد ويب
| مسار = http://www.fas.usda.gov/itp/cuba/cuba.asp
| عنوان = Trade With Cuba
| تاريخ = 2010-01-14
| تاريخ الوصول = 2018-09-09
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200519210114/https://web.archive.org/web/20100114054224/http://www.fas.usda.gov/itp/cuba/cuba.asp
| تاريخ أرشيف = 19 مايو 2020
| حالة المسار = dead
}}</ref>
=== أفريقيا ===
تختلف السياسات الغذائية في أفريقيا عنها في أمريكا الشمالية وأوروبا حيث أن القوة الغذائية تُستخدم في حيز ضيق في أفريقيا، لاسيما في السودان.<ref name=":10">{{استشهاد بدورية محكمة|مسار= https://doi.org/10.1080/03056249608704194|عنوان=The politics of food and starvation|تاريخ=1996-06|صحيفة=Review of African Political Economy|العدد=68|DOI=10.1080/03056249608704194|المجلد=23|صفحات=169–195|لغة=en|issn=0305-6244|الأخير=Bush|الأول=Ray|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191212130041/https://doi.org/10.1080/03056249608704194|تاريخ أرشيف=2019-12-12}}</ref> يقول بعض الخبراء أن حالات المجاعة، وانعدام الأمن الغذائي في أفريقيا ترجع إلى النتائج المُتضاربة لإنتاج الغذاء وتراجع التفاعل بين النمو السكاني والاستدامة البيئية.<ref name=":11">Bush 1996, p. 170.</ref> ولكن عند النظر بتمعن، يتضح أن الطبيعة ليست هي العامل الوحيد المحفز في العديد من قضايا انعدام الأمن الغذائي في أفريقيا.<ref name=":11" />
==== السودان ====
[[ملف:Sudan_sat.jpg|تصغير|صورة للسودان بالقمر الصناعى]]
تتشكل [[مجاعة|المجاعة]] بشكل عام في نظريتين. الأولى هي نظرية انخفاض مدى إتاحة الغذاء.<ref name=":10" /> ويُعد هذا نتيجة للجفاف، أو الحرب، أو تغيير جذري في النظام الزراعي.<ref name=":12">Bush 1996, p. 171.</ref> حيث أن هذا هو السبب الطبيعي للمجاعة. وتتناول النظرية الأخرى في المقام الأول قدرة السكان على الوصول إلى الغذاء أو الحصول عليه.<ref name=":10" /> وفي هذه الحالة فإن القوة الغذائية يتم استخدامها في حيز ضيق، حيث تتنافس القوى السياسية المتعارضة في السودان على أصوات الناس عن طريق التحريض على المجاعة أو تشجيعها.<ref name=":10" />
على سبيل المثال، المجاعة السودانية في الثمانينات كانت مُتعَمَدة بشكل كامل، وكانت بيدقًا لمجموعة متنوعة من النخبة المختلفة لتحسين أوضاعها السياسية والاقتصادية.<ref name=":13">Bush 1996, p. 189</ref> وعلى الرغم من هذا هذه الأحزاب السياسية لم تكن المستفيدة الوحيدة. كان التجار معروفين أيضًا بتخزين الحبوب وشراء الماشية بأسعار منخفضة بشكل غير مناسب عندما غيرت المجاعة شروط التبادل التجاري.<ref name=":12" /> وُصف التجار السودانيون الغربيون خلال مجاعة عام 1987 بأنهم بلا قلب لأنهم رفضوا بيع الحبوب للقرى المحتاجة في [[دارفور]] بأسعار معقولة.<ref name=":10" /> ومن ثم، فإن المجاعة السودانية كانت مثالًا أخرًا لقوة الغذاء التي كان يستخدم فيها الغذاء كسياسة، والتي تجاهلت تمامًا احتياجات الناس، وعززت النوايا السياسية المتعطشة للسلطة من القوى المتضادة المتحاربة في البلاد.<ref name=":13" />
كانت المجاعة في السودان عام 1998 كارثة انسانية نتجت بشكل أساسي نتيجة لانتهاكات [[حقوق الإنسان]]، فضلًا عن [[قحط|الجفاف]] وفشل [[المجتمع الدولي]] في الاستجابة لمخاطر [[مجاعة|المجاعة]] بسرعة كافية.<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://www.hrw.org/reports/1999/sudan/SUDAWEB2.htm#P374_19682
| عنوان = FAMINE IN SUDAN, 1998
| موقع = www.hrw.org
| تاريخ الوصول = 2018-09-09
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170222052852/https://www.hrw.org/reports/1999/sudan/SUDAWEB2.htm | تاريخ أرشيف = 22 فبراير 2017 }}</ref> وكانت المنطقة الأكثر تضررًا هي [[بحر الغزال]] في جنوب غرب [[السودان]] . حيث مات في هذه المنطقة أكثر من 70,000 شخص خلال المجاعة.<ref>{{استشهاد بكتاب|مسار=https://books.google.com/books?id=LoN2XkjJio4C&pg=PA24|عنوان=Famine: A Short History|تاريخ=2009|ناشر=Princeton University Press|ISBN=0691122377|لغة=en|الأخير=Grada|الأول=Cormac O.|الأول2=Cormac Ó|الأخير2=Gráda| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190823112950/https://books.google.com/books?id=LoN2XkjJio4C | تاريخ أرشيف = 23 أغسطس 2019 }}</ref>
== مراجع ==
{{مراجع}}
{{قوة دولية}}
{{علم الغذاء}}
{{شريط بوابات|مطاعم وطعام|علاقات دولية|السياسة}}
[[تصنيف:سياسات غذائية]]
[[تصنيف:سياسة تجارية]]