عرض مصدر غزو الولايات المتحدة لأفغانستان

{{عن|غزو الولايات المتحدة لأفغانستان|لبحث عن غزو أفغانستان|الغزوات على أفغانستان}}
{{معلومات نزاع عسكري
| جزء_من = [[الحرب في أفغانستان (2001–2021)]]
| صورة = Major US Special Forces Operations.jpg
| تعليق = خريطة العمليات الرئيسية للقوات الخاصة الأمريكية من أكتوبر 2001 إلى مارس 2002، ومعها حدود الولايات الأفغانية
| تاريخ = {{تاريخ البدء والانتهاء|2001|10|7|2001|12|17}}
| مكان = [[أفغانستان]]
| نتيجة = انتصار بقيادة الولايات المتحدة
* سقوط [[أفغانستان|حكومة طالبان]]
* تشكيل [[الإدارة الأفغانية المؤقتة]]
* إنشاء [[قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان]] (ISAF)
* انتهاء [[الحرب الأهلية الأفغانية (1996–2001)|مرحلة الحرب الأهلية الأفغانية 1996–2001]]
* بدء [[تمرد طالبان]]
* فشل التحالف بقيادة الولايات المتحدة في قمع [[تمرد طالبان]] بعد 2006
* [[انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان 2021|استمر الوجود الأمريكي حتى 2021]]
| خصم1 = '''{{علم الولايات المتحدة}}'''{{سج}}{{المملكة المتحدة}}{{سج}}{{علم كندا}}{{سج}}{{أستراليا}}{{سج}}{{صورة رمز علم|Flag_of_Afghanistan_(1992-2001).svg}} [[التحالف الشمالي]]{{سج}}'''دعم من:'''
*{{الهند}}
*{{إيران}}
*{{باكستان}}
*{{روسيا}}
*{{طاجيكستان}}
*{{تركيا}}
*{{تركمانستان}}
*{{أوزبكستان}}
| خصم2 = '''{{علم|Islamic Emirate of Afghanistan|name=أفغانستان}}'''{{سج}}{{صورة رمز علم|Flag_of_Jihad.svg}} [[تنظيم القاعدة|القاعدة]]
*[[اللواء 055]]
{{صورة رمز علم|Flag_of_Jihad.svg}} [[حركة أوزبكستان الإسلامية]]{{سج}}
{{صورة رمز علم|Flag_of_Turkistan_Islamic_Party.svg}}[[الحزب الإسلامي التركستاني]]  {{سج}} {{علم باكستان}} {{سج}}
{{صورة رمز علم|Tnsm-flag.svg}} [[حركة تطبيق الشريعة المحمدية]]
| قائد1 = {{علم ديكو|USA}} [[جورج بوش الابن|جورج بوش]]{{سج}}{{علم ديكو|UK}} [[توني بلير]]{{سج}}{{علم ديكو|Canada|pantone}} [[جان كريتيان]]{{سج}}{{علم ديكو|Australia}} [[جون هوارد (سياسي)|جون هوارد]]{{سج}}{{علم ديكو|India}} [[أتال بيهاري فاجبايي]]
{{صورة رمز علم|Flag_of_Afghanistan_(1992-2001).svg}} [[برهان الدين رباني]]
| قائد2 = {{علم ديكو|أفغانستان|طالبان}} [[ملا عمر|الملا عمر]]{{سج}}{{صورة رمز علم|Flag_of_Jihad.svg}} [[أسامة بن لادن]]{{سج}} {{صورة رمز علم|Flag_of_Jihad.svg}} [[محمد عاطف]]{{قفم}}{{سج}}{{صورة رمز علم|Flag_of_Jihad.svg}} [[جمعة نمنغاني]]{{قفم}}{{سج}}{{صورة رمز علم|Tnsm-flag.svg}} [[صوفي محمد]]
| صندوق_حملة = {{صندوق حملة الحرب الأهلية الأفغانية}}
}}
حدث '''غزو الولايات المتحدة لأفغانستان''' بعد [[هجمات 11 سبتمبر|أحداث 11 سبتمبر]] 2001، ودعَمه حلفائها المقربون، فأطاحت بحكومة [[طالبان]]. كانت الأهداف العامة للغزو هي تفكيك [[تنظيم القاعدة|القاعدة]]، المتهمة بتنفيذ هجمات 11 سبتمبر قبل أسابيع من الغزو، وحرمانها من قاعدة آمنة للعمليات في [[أفغانستان]].<ref>{{استشهاد بخبر
| مؤلف1 = Darlene Superville and Steven R. Hurst
| عنوان = Updated: Obama speech balances Afghanistan troop buildup with exit pledge they killed over 4000 americans
| مسار = https://www.cleveland.com/nation/2009/12/obamas_speech_on_adding_30000.html
| وكالة = Associated Press
| ناشر = cleveland.com
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20180612162409/https://www.cleveland.com/nation/index.ssf/2009/12/obamas_speech_on_adding_30000.html|تاريخ أرشيف=2018-06-12}} and {{استشهاد بخبر
| مؤلف1-الأخير = Arkedis
| مؤلف1-الأول = Jim
| عنوان = Why Al Qaeda Wants a Safe Haven
| مسار = https://foreignpolicy.com/2009/10/23/why-al-qaeda-wants-a-safe-haven/
| تاريخ الوصول = 13 June 2014
| ناشر = Foreign Policy
| تاريخ = 23 October 2009
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20140714221054/http://www.foreignpolicy.com/articles/2009/10/23/got_safe_haven|تاريخ أرشيف=2014-07-14}}</ref> كانت [[المملكة المتحدة]] حليفًا رئيسيًا [[الولايات المتحدة|للولايات المتحدة]]، حيث قدَّمت الدعم للعمل العسكري منذ بداية الاستعدادات للغزو. سبق ذلك مرحلة [[الحرب الأهلية الأفغانية (1996–2001)]] بين طالبان ومجموعات [[التحالف الشمالي]]، والتي أدَّت إلى سيطرة [[طالبان]] على 90٪ من البلاد سنة 2001. وأصبح الغزو الأمريكي هو المرحلة الأولى من [[الحرب في أفغانستان (2001–2021)|حرب استمرت 20 امًا في البلاد]].
طالب الرئيس الأمريكي [[جورج بوش الابن|جورج بوش]] بتسلِّيم طالبان [[أسامة بن لادن]] وطرد القاعدة، كان ابن لادن مطلوبًا من قبل [[مكتب التحقيقات الفيدرالي]] منذ 1998. رفضت طالبان [[تسليم المجرمين|تسليمه]] ما لم تُمنح ما اعتبرته دليلًا مقنعًا على ضلوعه في هجمات 11 سبتمبر،<ref>{{استشهاد بخبر
| عنوان = Bush rejects Taliban offer to hand Bin Laden over
| مسار = https://www.theguardian.com/world/2001/oct/14/afghanistan.terrorism5
| تاريخ الوصول = 24 Jan 2015
| صحيفة = The Guardian
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200527230600/https://www.theguardian.com/world/2001/oct/14/afghanistan.terrorism5|تاريخ أرشيف=2020-05-27}}</ref> وتجاهلت مطالب إغلاق القواعد الإرهابية وتسلِّيم مطلوبين آخرين مشتبه بهم مع ابن لادن. رفضت الولايات المتحدة طلب المنح معتبرةً إياه تكتيك مماطلة لا معنى له، وشنَّت مع المملكة المتحدة [[عملية الحرية الدائمة]] في 7 أكتوبر 2001. انضمَّت إليهم قوات [[التحالف الشمالي]] على الأرض.<ref>{{استشهاد بخبر
| مسار = https://www.theguardian.com/world/2001/oct/07/politics.september11
| عنوان = After the September Eleventh Terrorist attacks on America, "It's time for war, Bush and Blair tell Taliban – We're ready to go in – PM&#124;Planes shot at over Kabul"
| عمل = The Guardian
| تاريخ = 7 October 2001
| تاريخ الوصول = 2 August 2011
| مكان = London
| مؤلف1-الأول = Ed
| مؤلف1-الأخير = Vulliamy
| مؤلف2-الأول = Patrick
| مؤلف2-الأخير = Wintour
| مؤلف3-الأول = Ian
| مؤلف3-الأخير = Traynor
| مؤلف4-الأول = Kamal
| مؤلف4-الأخير = Ahmed
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191218230800/https://www.theguardian.com/world/2001/oct/07/politics.september11|تاريخ أرشيف=2019-12-18}}</ref><ref name="Canada in Afghanistan 2001">{{استشهاد بخبر
| عنوان = Canada in Afghanistan: 2001
| مسار = http://afghanistan.nationalpost.com/canada-in-afghanistan-2001/
| تاريخ الوصول = 7 June 2013
| صحيفة = National Post
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191220133016/http://afghanistan.nationalpost.com/canada-in-afghanistan-2001/|تاريخ أرشيف=2019-12-20}}</ref> وأبعدت الولايات المتحدة وحلفاؤها طالبان عن السلطة يوم 17 ديسمبر 2001، وأقامت قواعد عسكرية بالقرب من المدن الرئيسية في جميع أنحاء البلاد. لم يتمْ القبض على معظم أعضاء القاعدة وطالبان الذين فرُّوا إلى [[باكستان]] المجاورة أو انسحبوا إلى المناطق الريفية أو الجبلية النائية خلال [[معركة تورا بورا]].
في ديسمبر 2001 أنشأ [[مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة]] [[قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان]] (ISAF)؛ للإشراف على العمليات العسكرية في البلاد وتدريب [[قوات الأمن الوطنية الأفغانية]]. في [[مؤتمر بون]] في ديسمبر 2001، تمَّ اختيار [[حامد كرزاي]] لرئاسة [[الإدارة الأفغانية المؤقتة]]، التي أصبحت بعد اجتماع ال[[لويا جيرغا]] في [[كابل|كابُل]] 2002 الإدارة الأفغانية الانتقالية. في [[انتخابات الرئاسة الأفغانية 2004]]، تمَّ انتخاب كرزاي رئيسًا للبلاد، وسُمِّيت حينها [[جمهورية أفغانستان الإسلامية]].<ref name="dx">{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف1-الأخير=Felbab-Brown|مؤلف1-الأول=Vanda|مؤلف-وصلة=Vanda Felbab-Brown|سنة=2012|عنوان=Slip-Sliding on a Yellow Brick Road: Stabilization Efforts in Afghanistan|مسار=|صحيفة=Stability: International Journal of Security and Development|المجلد=1|العدد=1|صفحات=4–19|doi=10.5334/sta.af|doi-access=free}}</ref> وفي أغسطس 2003 بات [[حلف شمال الأطلسي]] منخرطًا في التحالف، وتولَّى قيادة قوة [[قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان|الإيساف]].<ref>{{استشهاد بخبر |الأول=Alyssa J. |الأخير=Rubin |مسار=https://www.nytimes.com/2009/12/23/world/asia/23afghan.html |عنوان=NATO Chief Promises to Stand by Afghanistan |صحيفة=The New York Times |تاريخ=December 22, 2009 |تاريخ الوصول=January 29, 2014| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210423104336/https://www.nytimes.com/2009/12/23/world/asia/23afghan.html | تاريخ أرشيف = 23 أبريل 2021 }}</ref> قسمٌ واحدٌ من القوات الأمريكية في أفغانستان يعمل تحت قيادة الناتو، والباقي تحت القيادة الأمريكية المباشرة. أعاد زعيم طالبان [[ملا عمر|الملَّا عمر]] تنظيم الحركة، وأطلق في 2002 [[تمرد طالبان|حركة تمرُّد]] ضد الحكومة وقوة [[قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان|الإيساف]]، وفي النهاية نجحت طالبان من [[تسليم كابل|الإطاحة بالحكومة الأفغانية]] في 2021 وإعادة تأسِّيس حكمٍ لها داخل أفغانستان.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://www.cfr.org/publication/10551/|عنوان=The Taliban Resurgence in Afghanistan|حالة المسار=dead |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20060927101915/http://www.cfr.org/publication/10551/|تاريخ أرشيف=September 27, 2006}}</ref><ref name="rothstein">{{استشهاد بكتاب |مسار=https://books.google.com/books?id=w7fmg1cCjskC&q=Al+Qaeda |عنوان=Afghanistan: and the troubled future of unconventional warfare By Hy S. Rothstein|isbn=978-81-7049-306-8|مؤلف1=Rothstein, Hy S|تاريخ=August 15, 2006| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210815235806/https://books.google.dk/books?id=w7fmg1cCjskC&q=Al+Qaeda&redir_esc=y | تاريخ أرشيف = 15 أغسطس 2021 }}</ref>
== جذور الحرب الأهلية الأفغانية ==
{{مفصلة|الحرب في أفغانستان (1978–إلى الآن)}}
بدأ النظام السياسي في أفغانستان في الانهيار مع الإطاحة بالملك [[محمد ظاهر شاه|ظاهر شاه]] على يد ابن عمه [[محمد داود خان]] في انقلاب سلمي سنة 1973. وكان داود خان يشغل منصب رئيس الوزراء منذ 1953، ودعَم التحديث الاقتصادي وتحرير المرأة والقومية البشتونية. وشكّل هذا تهديدًا لباكستان المجاورة، التي تواجه سكانها البشتونيين الذين أثاروا اضطرابات. في منتصف السبعينيات بدأ رئيس الوزراء الباكستاني [[ذو الفقار علي بوتو]] في تشجيع القادة الإسلاميين الأفغان مثل [[برهان الدين رباني]] و[[غلبدين حكمتيار|قلب الدين حكمتيار]] على محاربة النظام. وفي 1978 [[ثورة ثور|قُتل داود خان في انقلاب]] قام به [[الحزب الديمقراطي الشعبي الأفغاني|الحزب الشيوعي الأفغاني]] (PDPA) شريكه السابق في الحكومة. دفع الحزب الشيوعي من أجل التحول الاشتراكي من خلال إلغاء [[زواج مدبر|الزيجات المرتبة]] وتعزيز [[محو الأمية]] الجماعية وإصلاح ملكية الأراضي. أدى هذا إلى تقويض النظام القبلي التقليدي وأثار معارضة من القادة الإسلاميين في جميع أنحاء المناطق الريفية، ولكن قمع PDPA ساهم خصوصًا في اندلاع التمرد، وبالذات [[انتفاضة هرات 1979|انتفاضة هرات]] بقيادة [[محمد إسماعيل خان|إسماعيل خان]]. وأحاطت بحزب الشعب الديمقراطي الأفغاني خلافات قيادية داخلية، وأضعفه انقلاب داخلي في 11 سبتمبر 1979، حين أطاح [[حفيظ الله أمين]] ب[[نور محمد تركي]]. بعد أن استشعر ضعف الحزب، تدخل [[الاتحاد السوفيتي]] [[الحرب السوفيتية في أفغانستان|عسكريًا بعد ثلاثة أشهر]] [[عملية العاصفة-333|لإقالة أمين]] وتثبيت فصيل آخر من الحزب الشيوعي بقيادة [[بابراك كرمال]].
[[ملف:RIAN archive 24609 Troop withdrawal from Afghanistan.jpg|تصغير|القوات السوفيتية سنة 1986، أثناء [[الحرب السوفيتية في أفغانستان|الحرب السوفيتية الأفغانية]]]]
دفع دخول الاتحاد السوفيتي إلى أفغانستان في ديسمبر 1979 خصومه في [[الحرب الباردة]] وهم [[الولايات المتحدة]] و[[باكستان]] و[[السعودية]] و[[الصين]] إلى دعم المتمردين الذين يقاتلون ضد [[جمهورية أفغانستان الديمقراطية]] المدعومة من [[الاتحاد السوفيتي]]. على عكس الحكومة العلمانية والاشتراكية التي كانت تسيطر على المدن، كان المجاهدون ذوو الدوافع الدينية يسيطرون على معظم المناطق خارج المدن. إلى جانب رباني وحكمتيار وخان كان من بين قادة المجاهدين الآخرين [[جلال الدين حقاني]]. عملت [[وكالة المخابرات المركزية]] بشكل وثيق مع [[وكالة الاستخبارات الباكستانية|المخابرات الباكستانية]] لتوجيه الدعم الأجنبي للمجاهدين. كما اجتذبت الحرب المتطوعين العرب، المعروفين باسم «[[أفغان عرب|الأفغان العرب]]»، ومنهم [[أسامة بن لادن]].
بعد [[الانسحاب السوفييتي من أفغانستان|انسحاب الجيش السوفيتي من أفغانستان]] في مايو 1989، استمر [[الحزب الديمقراطي الشعبي الأفغاني|نظام PDPA]] بقيادة [[محمد نجيب الله|نجيب الله]] حتى 1992، عندما حرم [[تفكك الاتحاد السوفيتي|انهيار الاتحاد السوفيتي]] النظام من أي مساعدة، وأدى انشقاق الجنرال الأوزبكي [[عبد الرشيد دوستم]] إلى فتح الطريق نحو كابل. مع إخلاء المسرح السياسي من الاشتراكيين الأفغان، تنافس أمراء الحرب الإسلاميون المتبقون على السلطة. بحلول ذلك الوقت، كان بن لادن قد غادر البلاد. كما تضاءل اهتمام الولايات المتحدة بأفغانستان.
=== حكم أمراء الحرب (1992-1996) ===
{{مفصلة|الحرب الأهلية الأفغانية (1992–1996)}}
في عام 1992، أصبح رباني رسميًا رئيسًا ل[[جمهورية أفغانستان الإسلامية]]، إلا أنه ترتب عليه خوض حرب ضد أمراء حرب آخرين للسيطرة على كابل. في أواخر 1994، هزم [[أحمد شاه مسعود]] وزير الدفاع التابع لرباني، حكمتيار في كابل وأنهى القصف المستمر للعاصمة. حاول مسعود الشروع في [[نظرية الفرصة السياسية|عملية سياسية]] على الصعيد الوطني بهدف الدمج الوطني. حافظ أمراء الحرب الآخرون، من بينهم [[محمد إسماعيل خان|إسماعيل خان]] في الغرب و[[عبد الرشيد دوستم|دوستم]] في الشمال، على إقطاعياتهم.<ref name="Afghanistan Justice Project">{{استشهاد ويب
| مسار = http://www.afghanistanjusticeproject.org/warcrimesandcrimesagainsthumanity19782001.pdf
| عنوان = Casting Shadows: War Crimes and Crimes against Humanity: 1978–2001
| سنة = 2005
| ناشر = Afghanistan Justice Project
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20131004221455/http://www.afghanistanjusticeproject.org/warcrimesandcrimesagainsthumanity19782001.pdf
| تاريخ أرشيف = October 4, 2013
| حالة المسار = dead
}}</ref><ref name="amnesty.org">{{استشهاد ويب
| مسار = https://www.amnesty.org/en/documents/ASA11/015/1995/en/
| عنوان = Afghanistan: Further Information on Fear for Safety and New Concern: Deliberate and Arbitrary Killings: Civilians in Kabul
| تاريخ = 16 November 1995
| ناشر = Amnesty International
| تاريخ الوصول = 19 November 2012
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20140918030529/http://www.amnesty.org/en/library/info/ASA11/015/1995/en|تاريخ أرشيف=2014-09-18}}</ref><ref name="International Committee of the Red Cross">{{استشهاد ويب
| مسار = https://www.icrc.org/en/doc/resources/documents/misc/57jly2.htm
| عنوان = Afghanistan: escalation of indiscriminate shelling in Kabul
| سنة = 1995
| ناشر = International Committee of the Red Cross
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20160412175126/https://www.icrc.org/eng/resources/documents/misc/57jly2.htm|تاريخ أرشيف=2016-04-12}}</ref>
في عام 1994، عاد [[ملا عمر|الملا عمر]] -مجاهد [[بشتون]]ي تعلم في المدارس الإسلامية- إلى [[قندهار]] وأسس طالبان. كان أتباعه طلاب دين عُرفوا بالطالبان، وسعوا إلى إنهاء أميرية الحرب من خلال التزام صارم بالشريعة الإسلامية. بحلول نوفمبر 1994، كانت طالبان قد استولت على كامل [[ولاية قندهار]]. ورفضوا عرض الحكومة بالانضمام إلى حكومة ائتلافية وساروا نحو [[كابل]] سنة 1995.<ref name="Webster University Press Book">{{استشهاد بكتاب|الأخير=Marcela Grad|عنوان=Massoud: An Intimate Portrait of the Legendary Afghan Leader|وصلة=https://archive.org/details/massoudintimatep0000grad|تاريخ=1 March 2009|صفحة=310|ناشر=Webster University Press|isbn=}}</ref>
=== إمارة طالبان ضد التحالف الشمالي ===
{{مفصلة|الحرب الأهلية الأفغانية (1996–2001)}}
تلت انتصارات طالبان الأولى سنة 1994 سلسلة من الهزائم المكلفة.<ref name="Human Rights Watch (5)">{{استشهاد ويب|مسار=https://www.hrw.org/reports98/afghan/Afrepor0-01.htm#P81_13959 |عنوان=II. BACKGROUND |ناشر=Human Rights Watch |حالة المسار=dead |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20081102042606/http://www.hrw.org/reports98/afghan/Afrepor0-01.htm |تاريخ أرشيف=November 2, 2008 }}</ref> قدمت باكستان دعمًا قويًا لطالبان.<ref name="Amin Saikal">{{استشهاد بكتاب|الأخير=Amin Saikal |مؤلف-وصلة=Amin Saikal|عنوان=Modern Afghanistan: A History of Struggle and Survival|مسار=https://archive.org/details/modernafghanista00saik |طبعة=2006 1st |صفحة=[https://archive.org/details/modernafghanista00saik/page/n352 352]|ناشر=I.B. Tauris & Co Ltd., London New York |isbn=1-85043-437-9|تاريخ=November 13, 2004| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220310131249/https://archive.org/details/modernafghanista00saik | تاريخ أرشيف = 10 مارس 2022 }}</ref><ref name="George Washington University">{{استشهاد ويب |سنة=2007|مسار= http://www.gwu.edu/~nsarchiv/NSAEBB/NSAEBB227/index.htm#17 |عنوان=Documents Detail Years of Pakistani Support for Taliban, Extremists|ناشر=[[National Security Archive]]|تاريخ الوصول=November 19, 2012|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20161007135933/https://www2.gwu.edu/~nsarchiv/NSAEBB/NSAEBB227/index.htm|تاريخ أرشيف=2016-10-07}}</ref> وصف محللون مثل أمين سيكال الحركة بأنها تتطور إلى [[حرب بالوكالة|قوة بالوكالة]] لمصالح باكستان الإقليمية، الأمر الذي نفته طالبان. بدأت طالبان قصف كابول مطلع 1995، لكن مسعود دفعها على الانسحاب.<ref name="amnesty.org" /><ref>{{يوتيوب|id=zzPcMB9SQz0}}</ref>
في 27 سبتمبر 1996 استولت طالبان مع دعم عسكري من باكستان ودعم مالي من السعودية، على كابول وأسست [[أفغانستان|إمارة أفغانستان الإسلامية]].{{sfn|Coll|2004|p=14}} وفرضت تفسيرها الأصولي للإسلام في المناطق التي كانت تحت سيطرتها، وأصدرت فتاوى تمنع النساء من العمل خارج المنزل أو الذهاب إلى المدرسة أو مغادرة منازلهن ما لم يرافقهن قريب ذكر.<ref name="Physicians for Human Rights">{{استشهاد ويب |سنة=1998 |مسار= http://www.law.georgetown.edu/rossrights/docs/reports/taliban.pdf |عنوان=The Taliban's War on Women: A Health and Human Rights Crisis in Afghanistan| ناشر=[[أطباء من أجل حقوق الإنسان]]|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20171012043029/http://www.law.georgetown.edu/rossrights/docs/reports/taliban.pdf|تاريخ أرشيف=2017-10-12}}</ref> بحسب الخبير الباكستاني أحمد رشيد، «بين عامي 1994 و1999، تدرَّب وحارب في أفغانستان ما يقدر بنحو 80 ألف حتى 100 ألف باكستاني» إلى جانب طالبان.<ref name="Maley">{{استشهاد بكتاب|الأخير=Maley|الأول=William|عنوان=The Afghanistan wars|مسار=https://archive.org/details/inafghanistantwo00loyn|سنة=2009|ناشر=Palgrave Macmillan|isbn=978-0-230-21313-5|صفحة=288| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20211102223345/https://archive.org/details/inafghanistantwo00loyn | تاريخ أرشيف = 2 نوفمبر 2021 }}</ref><ref name="Tomsen">[[Peter Tomsen]] said that up until 9/11, Pakistani military and [[وكالة الاستخبارات الباكستانية|ISI]] officers, along with thousands of regular Pakistani armed forces personnel, had been involved in the fighting in Afghanistan.{{استشهاد بكتاب|الأخير=Tomsen|الأول=Peter|مسار=https://archive.org/details/warsofafghanista0000toms|عنوان=Wars of Afghanistan|ناشر=PublicAffairs|سنة=2011|صفحة=[https://archive.org/details/warsofafghanista0000toms/page/322 322]|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20210830214452/https://archive.org/details/warsofafghanista0000toms|تاريخ أرشيف=30 أغسطس 2021|isbn=978-1-58648-763-8}}</ref>
أنشأ مسعود ودوستم الأعداء الألداء السابقين جبهة موحدة ضد طالبان، عرفت باسم [[التحالف الشمالي]].<ref>{{يوتيوب|id=EvYglyjbHkI}}</ref> بالإضافة إلى قوة مسعود [[طاجيك|الطاجيكية]] و[[أوزبك]] دوستم، ضمت الجبهة المتحدة فصائل [[هزارة|الهزارة]] وقوات البشتون بقيادة قادة مثل عبد الحق وحجي عبد القادر. كما جمع عبد الحق عددًا محدودًا من البشتون المنشقين عن طالبان.<ref name=autogenerated5>{{استشهاد بكتاب |الأخير=Tomsen|الأول=Peter|عنوان=Wars of Afghanistan|مسار=https://archive.org/details/warsofafghanista0000toms|سنة=2011|ناشر=PublicAffairs|isbn=978-1-58648-763-8|صفحة=[https://archive.org/details/warsofafghanista0000toms/page/565 565]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210830214452/https://archive.org/details/warsofafghanista0000toms | تاريخ أرشيف = 30 أغسطس 2021 }}</ref> اتفق كلاهما على العمل مع الملك الأفغاني المنفي [[محمد ظاهر شاه|ظاهر شاه]].<ref name="Tomsen" /> تلقى تحالف الشمال درجات متفاوتة من الدعم من روسيا وإيران وطاجيكستان والهند. ولكن استولت طالبان على [[مزار شريف]] سنة 1998 ودفعت دوستم إلى المنفى.
كان الصراع وحشيًا. وفقًا للأمم المتحدة ارتكبت حركة طالبان، أثناء محاولتها إحكام سيطرتها على شمال وغرب أفغانستان مذابح ممنهجة ضد المدنيين. صرح مسئولو الأمم المتحدة أنه كانت هناك 15 مجزرة بين 1996 و 2001. استهدفت طالبان خصوصًا الهزارة الشيعة.<ref name="Newsday 2001">{{استشهاد بخبر |مسار= http://articles.chicagotribune.com/2001-10-12/news/0110120312_1_taliban-fighters-massacres-in-recent-years-mullah-mohammed-omar|عنوان=Taliban massacres outlined for UN |مؤلف=Newsday|تاريخ=October 2001 |عمل=Chicago Tribune|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20180911043515/http://articles.chicagotribune.com/2001-10-12/news/0110120312_1_taliban-fighters-massacres-in-recent-years-mullah-mohammed-omar|تاريخ أرشيف=2018-09-11}}</ref><ref name="papillonsartpalace.com">{{استشهاد ويب|مسار=http://www.papillonsartpalace.com/massacre.htm |عنوان=Confidential UN report details mass killings of civilian villagers |تاريخ الوصول=October 12, 2001 |مؤلف=Newsday |سنة=2001 |ناشر=newsday.org |حالة المسار=dead |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20021118162327/http://www.papillonsartpalace.com/massacre.htm |تاريخ أرشيف=November 18, 2002 }}</ref> انتقامًا لمقتل 3000 سجين من طالبان على يد الجنرال الأوزبكي [[عبد الملك بهلوان]] سنة 1997، وقتلت طالبان حوالي 4000 مدني بعد الاستيلاء على مزار شريف في 1998.<ref name="UNHCR 1999">{{استشهاد ويب |مسار= http://www.refworld.org/docid/3ae6aab050.html|عنوان=Afghanistan: Situation in, or around, Aqcha (Jawzjan province) including predominant tribal/ethnic group and who is currently in control|مؤلف= Immigration and Refugee Board of Canada|تاريخ=February 1999|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210226140239/https://www.refworld.org/docid/3ae6aab050.html|تاريخ أرشيف=2021-02-26}}</ref><ref name="Human Rights Watch 1998">{{استشهاد ويب|مسار=https://www.hrw.org/reports98/afghan/Afrepor0-03.htm#P186_38364 |عنوان=Incitement of Violence Against Hazaras by Governor Niazi |تاريخ الوصول=December 27, 2007 |ناشر=[[هيومن رايتس ووتش]] |تاريخ=November 1998 |عمل=Afghanistan: The Massacre in Mazar-I Sharif |حالة المسار=dead |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20071215095339/http://www.hrw.org/reports98/afghan/Afrepor0-03.htm |تاريخ أرشيف=December 15, 2007 }}</ref>
ولم يأتي 2001 إلا وكانت طالبان تسيطر على حوالي 90٪ من البلاد، مع اقتصار تحالف الشمال على الزاوية الشمالية الشرقية للبلاد. وكان إلى جانب طالبان حوالي 28,000 - 30,000 باكستاني و 2000-3000 مقاتل من القاعدة.<ref name="Webster University Press Book" />{{sfn|Girardet|2011|p=416}}{{sfn|Rashid|2000|p=91}} تم تجنيد العديد من الباكستانيين من المدارس الدينية.<ref name="Ahmed Rashid/The Telegraph">{{استشهاد بخبر |مسار=https://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/asia/afghanistan/1340244/Afghanistan-resistance-leader-feared-dead-in-blast.html |عنوان=Afghanistan resistance leader feared dead in blast|مؤلف=Ahmed Rashid|عمل=The Telegraph|مكان=London|تاريخ=September 11, 2001| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210821012546/https://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/asia/afghanistan/1340244/Afghanistan-resistance-leader-feared-dead-in-blast.html | تاريخ أرشيف = 21 أغسطس 2021 }}</ref> أكدت وثيقة صادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية في 1998 أن «20-40٪ من جنود طالبان [النظاميين] هم باكستانيون». وقالت الوثيقة إن العديد من آباء هؤلاء الرعايا الباكستانيين «لا يعرفون شيئًا عن تورط أطفالهم العسكري مع طالبان حتى يتم إعادة جثثهم إلى باكستان». وطبقاً لتقرير [[وزارة الخارجية (الولايات المتحدة)|وزارة الخارجية الأمريكية]] وتقارير [[هيومن رايتس ووتش]]، فإن مواطنين باكستانيين آخرين يقاتلون في أفغانستان كانوا جنوداً نظاميين، وبالذات من فيلق الحدود، ولكن هناك أيضًا من الجيش قدموا دعمًا قتاليًا مباشرًا.<ref name="George Washington University" /><ref name="Human Rights Watch">{{استشهاد بخبر |مسار= https://www.hrw.org/reports/2001/afghan2/Afghan0701-02.htm |عنوان=Pakistan's support of the taliban |ناشر=[[هيومن رايتس ووتش]] |سنة=2000|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210827220215/https://www.hrw.org/reports/2001/afghan2/Afghan0701-02.htm|تاريخ أرشيف=2021-08-27}}</ref> كان لدى [[اللواء 055]] ما لا يقل عن 500 رجل خلال وقت الغزو، ويعتقد أن ما لا يقل عن 1000 عربي إضافي قد وصلوا إلى أفغانستان في أعقاب [[هجمات 11 سبتمبر]] وعبروا من باكستان وإيران وكان العديد منهم متمركزين في [[جلال آباد|جلال أباد]] و[[ولاية خوست|خوست]] و[[قندهار]] ومزار شريف. كانت هناك شائعات في الأسابيع التي سبقت هجمات 11 سبتمبر بأن جمعة نمنجاني قد  عُيَّن أحد كبار القادة في اللواء 055.<ref name="the guardian">{{استشهاد ويب|مسار= https://www.theguardian.com/world/2001/oct/27/afghanistan.terrorism6|عنوان=The elite force who are ready to die|عمل=the guardian|تاريخ=October 26, 2001|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210827195118/https://www.theguardian.com/world/2001/oct/27/afghanistan.terrorism6|تاريخ أرشيف=2021-08-27}}</ref>
=== القاعدة ===
في أغسطس من العام 1996، اضطرّ ابن لادن إلى مغادرة السودان وحطّ في جلال آباد، بأفغانستان. كان قد أسس تنظيم القاعدة في أواخر الثمانينيات من القرن العشرين لدعم المجاهدين في قتال السوفييت، ولكنه أُحبط بسبب الاحتراب الداخلي الذي نشب بين أمراء الحرب. وثّق علاقته بالملا عمر وانتقل بعمليات القاعدة إلى شرق أفغانستان.
وجدت لجنة 11 سبتمبر في الولايات المتحدة أنه في ظل حكم طالبان، تمكّنت القاعدة  من استخدام أفغانستان كمركز لتدريب مقاتليها وتلقينهم فِكرها، واستيراد الأسلحة، والتنسيق مع الجهاديين الآخرين، والتخطيط لأعمال إرهابية.{{sfn|911 Commission|2004|p=66}} بالإضافة إلى إدارة القاعدة معسكراتها الخاصة في أفغانستان، فقد دعمت كذلك معسكرات تدريب لمنظمات أخرى. خرّجت هذه المعسكرات ما مجموعه  10,000 إلى 20,000 مقاتل قبل 11 سبتمبر، وأُرسِل معظمهم للقتال في صفوف طالبان ضد الجبهة المتحدة. ولكن لم يُجنّد سوى القليل منهم في تنظيم القاعدة.{{sfn|911 Commission|2004|p=67}}
بعد اتضاح صِلة ابن لادن بتفجيرات السفارة الأمريكية في أغسطس 1998، أمر الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بتوجيه ضربات صاروخية على معسكرات تدريب المسلحين في أفغانستان. ضغط المسؤولون الأمريكيون على طالبان لتسليم ابن لادن. وفي العام 1999، فرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقوبات على طالبان، داعيًا إلى تسليم ابن لادن.<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = http://www.un.org/press/en/1999/19991015.sc6739.doc.html
| عنوان = Security Council Demands That Taliban Turn Over Usama Bin Laden to Appropriate Authorities {{!}} Meetings Coverage and Press Releases
| تاريخ الوصول = July 20, 2017
| موقع = www.un.org
| لغة = en
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210806153616/https://www.un.org/press/en/1999/19991015.sc6739.doc.html
| تاريخ أرشيف = 2021-08-06
}}</ref> لطالما رفضت طالبان تلك المطالب، بالرغم من ورود تقارير تُفيد بوجود محاولات للتفاوض على تسليم طالبان لابن لادن.<ref>{{استشهاد بكتاب
| مسار = https://books.google.com/books?id=I-Y4T9kUfxQC
| عنوان = Delivering Osama
| isbn = 9780615522456
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210316070144/https://books.google.com/books?id=I-Y4T9kUfxQC
| تاريخ أرشيف = 2021-03-16
}}</ref>
في التسعينيات عمِلت فرق العمليات الخاصة شبه العسكرية التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) سرًّا في أفغانستان لتحديد مكان أسامة بن لادن لقتله أو اعتقاله. خططت هذه الفرق لعدة عمليات، لكنها لم تتلق أمر البدء من الرئيس كلينتون. أدت مساعيهم إلى بناء علاقات مع قادة أفغان وأثبتت فائدتها خلال الغزو في العام 2001. {{sfn|Coll|2004}}
=== تغيير في سياسة الولايات المتحدة تجاه أفغانستان ===
خلال [[رئاسة بيل كلينتون|إدارة كلينتون]] كانت الولايات المتحدة تميل إلى تفضيل باكستان ولم يكن لديها سياسة واضحة تجاه أفغانستان حتى 1998-1999. فعلى سبيل المثال أمرت روبن رافيل من وزارة الخارجية الأمريكية [[أحمد شاه مسعود|مسعود]] بالاستسلام لطالبان سنة 1997. ورد مسعود بأنه طالما كان يسيطر على منطقة بحجم قبعته، فإنه سيستمر في الدفاع عنها من طالبان.<ref name="Webster University Press Book" /> في نفس الوقت تقريبًا سافر كبار مسؤولي السياسة الخارجية في إدارة كلينتون إلى شمال أفغانستان لمحاولة إقناع الجبهة المتحدة بعدم الاستفادة من فرصة تحقيق مكاسب مهمة ضد طالبان. وأصروا على أن الوقت قد حان لوقف إطلاق النار وفرض [[حظر توريد الأسلحة]]. في ذلك الوقت بدأت باكستان بتمويل سعودي «جسرًا جويًا [[حصار برلين|شبيهًا ببرلين]] لإعادة إمداد طالبان وإعادة تجهيزها».<ref name="U.S. Congressman Dana Rohrabacher">{{استشهاد ويب |سنة=2004 |مسار=http://rohrabacher.house.gov/911-represented-dramatic-failure-policy-and-people|عنوان =9/11 Represented a Dramatic Failure of Policy and People |ناشر=U.S. Congressman Dana Rohrabacher| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181212122924/https://rohrabacher.house.gov/911-represented-dramatic-failure-policy-and-people | تاريخ أرشيف = 12 ديسمبر 2018 }}</ref>
ولكن بعد [[تفجير سفارات الولايات المتحدة 1998|تفجير سفاراتها سنة 1998]] تغيرت السياسة الأمريكية تجاه أفغانستان. حيث وجهت إلى أسامة بن لادن [[أسامة بن لادن#الاتهامات الموجهة له|لائحة اتهام]] لتورطه في تفجيرات السفارتين. وفي 1999 طالب مجلس الأمن في قراره رقم 1267 طالبان بتسليم أسامة بن لادن لمحاكمته في الولايات المتحدة وإغلاق جميع مخيمات القاعدة في أفغانستان.<ref>{{استشهاد ببيان صحفي |عنوان=Security Council demands that Taliban turn over Osama bin Laden to appropriate authorities|مسار=https://www.un.org/News/Press/docs/1999/19991015.sc6739.doc.html |ناشر=United Nations|تاريخ=October 15, 1999| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20130816074745/http://www.un.org/News/Press/docs/1999/19991015.sc6739.doc.html | تاريخ أرشيف = 16 أغسطس 2013 }}</ref> كان التعاون الوحيد بين مسعود والولايات المتحدة في ذلك الوقت هو محاولة مع وكالة المخابرات المركزية لتعقب بن لادن بعد تفجيرات 1998. لم تقدم الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أي دعم لمسعود في محاربة طالبان.
وفي سنة 2001 كان التغيير في السياسة الذي سعى إليه ضباط [[وكالة المخابرات المركزية]] وهم يعرفون أن مسعود جاهز للتنفيذ.{{sfn|Coll|2004|p=720}} بدأ محامو وكالة المخابرات المركزية في صياغة نتيجة رسمية لتوقيع الرئيس [[جورج بوش الابن|جورج دبليو بوش]]، تسمح ببرنامج عمل سري في أفغانستان. ستكون الأولى منذ عقد من الزمن التي تسعى للتأثير على مسار الحرب الأفغانية لصالح مسعود.{{sfn|Coll|2004|p=14}} يُزعم أن [[ريتشارد كلارك]] الذي كان رئيس مجموعة مكافحة الإرهاب الأمنية في إدارة كلينتون ثم مسؤول في إدارة بوش لاحقًا، قدم خطة إلى [[مستشار الأمن القومي الأمريكي|مستشارة بوش للأمن القومي]] القادمة [[كونداليزا رايز|كوندوليزا رايس]] في يناير 2001.
تم إجراء تغيير في سياسة الولايات المتحدة في أغسطس 2001.{{sfn|Coll|2004|p=14}} حيث وافقت إدارة بوش على خطة لبدء دعم مسعود. اتفق اجتماع لكبار مسؤولي الأمن القومي على تقديم إنذار لطالبان لتسليم بن لادن وعناصر آخرين في القاعدة. وإذا رفضت طالبان ستقدم الولايات المتحدة مساعدة عسكرية سرية للجماعات المناهضة لطالبان. وإذا فشل كلا الخيارين اتفق النواب على أن الولايات المتحدة ستسعى للإطاحة بنظام طالبان من خلال إجراءات أكثر جرأة.<ref>{{استشهاد بخبر |مسار=https://www.theguardian.com/world/2004/mar/24/september11.usa2 |مؤلف=Julian Borger |عنوان=Bush team 'agreed plan to attack the Taliban the day before September 11' |عمل=The Guardian |مكان=London |تاريخ=March 24, 2004| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210815052355/https://www.theguardian.com/world/2004/mar/24/september11.usa2 | تاريخ أرشيف = 15 أغسطس 2021 }}</ref>
=== تحالف الشمال عشية 11 سبتمبر ===
كان أحمد شاه مسعود القائد الأوحد [[التحالف الشمالي|للجبهة المتحدة]]. وقد فر العديد من المدنيين إلى المناطق الخاضعة لسيطرته.<ref name="National Geographic">{{استشهاد ويب|مسار=https://www.youtube.com/watch?v=xpQI6HKV-ZY |عنوان=Inside the Taliban 06 – N.G. |ناشر=YouTube |تاريخ=November 11, 2009 |تاريخ الوصول=August 10, 2014| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210813111316/https://www.youtube.com/watch?v=xpQI6HKV-ZY | تاريخ أرشيف = 13 أغسطس 2021 }}</ref><ref>{{استشهاد ويب |سنة=2007 |مسار=http://channel.nationalgeographic.com/channel/episodes/inside-the-taliban/ |عنوان=Inside the Taliban |ناشر=[[منظمة ناشيونال جيوغرافيك]] |حالة المسار=dead |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20121007043712/http://channel.nationalgeographic.com/channel/episodes/inside-the-taliban/ |تاريخ أرشيف=October 7, 2012 }}</ref> في المجمل، تشير التقديرات إلى فرار مليون شخص من طالبان إليه.<ref name="EU Parliament">{{استشهاد ويب |سنة=2001|مسار=https://www.youtube.com/watch?v=t78N6Q5VD60 |عنوان=Massoud in the European Parliament 2001|ناشر=EU media| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210821030403/https://www.youtube.com/watch?v=t78N6Q5VD60 | تاريخ أرشيف = 21 أغسطس 2021 }}</ref>
وفي أواخر 2000 جمع مسعود رسميًا هذا التحالف الجديد في اجتماع في شمال أفغانستان لمناقشة ال[[لويا جيرغا]] أو مجلس شيوخ تقليدي لتسوية الاضطرابات السياسية في أفغانستان.<ref name="Corbis">{{استشهاد ويب |سنة=2001|مسار=http://www.corbisimages.com/stock-photo/rights-managed/AAEC001272/council-of-afghan-opposition |عنوان=Council of Afghan opposition|ناشر=Corbis| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20160328030640/http://www.corbisimages.com/stock-photo/rights-managed/aaec001272/council-of-afghan-opposition | تاريخ أرشيف = 28 مارس 2016 }}</ref> لقد تطور هذا الجزء من خطة السلام بين البشتون والطاجيك والهزارة والأوزبك. وكان من بين الحاضرين [[حامد كرزاي]].<ref name="Webster University Press Book 2">{{استشهاد بكتاب |الأخير=Marcela Grad|عنوان=Massoud: An Intimate Portrait of the Legendary Afghan Leader|السنة=2009|وصلة=https://archive.org/details/massoudintimatep0000grad|طبعة=March 1, 2009 |صفحة=[https://archive.org/details/massoudintimatep0000grad/page/n82 65] |ناشر=Webster University Press}}</ref>
وفي بداية 2001 ألقى أحمد شاه مسعود ومعه زعماء من جميع أنحاء أفغانستان خطابًا أمام [[البرلمان الأوروبي]] في بروكسل مطالبين [[المجتمع الدولي]] بتقديم [[إنسانية (نظرية أخلاقية)|المساعدة الإنسانية]] لشعب أفغانستان.<ref name="EU Parliament" /> وذكر أن طالبان والقاعدة أدخلوا تصورًا خاطئًا جدًا للإسلام، وأنه بدون دعم باكستان وبن لادن لن تتمكن طالبان من الاستمرار في حملتها العسكرية لمدة تصل إلى عام.<ref name="EU Parliament" /> في هذه الزيارة إلى أوروبا حذر أيضًا من أن معلوماته الاستخباراتية قد جمعت معلومات حول هجوم وشيك على الأراضي الأمريكية.<ref name="gwu.edu">{{استشهاد ويب|عنوان=Defense Intelligence Agency|سنة=2001|مسار=http://www.gwu.edu/~nsarchiv/NSAEBB/NSAEBB97/tal32.pdf|ناشر=National Security Archive|تاريخ الوصول=November 19, 2012| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20140617045854/http://www2.gwu.edu/~nsarchiv/NSAEBB/NSAEBB97/tal32.pdf | تاريخ أرشيف = 17 يونيو 2014 }}</ref>
اغتيل أحمد شاه مسعود في 9 سبتمبر 2001 في [[عملية انتحارية]]، وكان ذلك قبل يومين فقط من [[هجمات 11 سبتمبر|أحداث 11 سبتمبر]]. ويعتقد أن [[أسامة بن لادن]] زعيم [[تنظيم القاعدة]] المتحالف مع طالبان أرسل عنصرين من التنظيم نجحا في اغتياله في بلدة «خواجة بهاء الدين» ب[[ولاية تخار]] الشمالية قرب [[طاجيكستان]] حين تظاهرا بأنهما صحفيان وحملا معهما كاميرا ملغومة.<ref>{{استشهاد بخبر |مسار=https://www.nytimes.com/2001/09/10/world/taliban-foe-hurt-and-aide-killed-by-bomb.html |عنوان=Taliban Foe Hurt and Aide Killed by Bomb |مكان=Afghanistan |عمل=The New York Times |تاريخ=September 10, 2001 |تاريخ الوصول=August 27, 2010| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210812142524/https://www.nytimes.com/2001/09/10/world/taliban-foe-hurt-and-aide-killed-by-bomb.html | تاريخ أرشيف = 12 أغسطس 2021 }}</ref><ref>{{استشهاد بخبر |الأخير=Burns |الأول=John F. |مسار=https://www.nytimes.com/2002/09/09/world/threats-responses-assassination-afghans-too-mark-day-disaster-hero-was-lost.html |عنوان=Threats and Responses: Assassination; Afghans, Too, Mark a Day of Disaster: A Hero Was Lost |مكان=Afghanistan |عمل=The New York Times |تاريخ=September 9, 2002 |تاريخ الوصول=August 27, 2010| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210811235201/https://www.nytimes.com/2002/09/09/world/threats-responses-assassination-afghans-too-mark-day-disaster-hero-was-lost.html | تاريخ أرشيف = 11 أغسطس 2021 }}</ref>
=== هجمات 11 سبتمبر ===
{{مفصلة|هجمات 11 سبتمبر}}
[[ملف:WTCgroundzero.jpg|تصغير|المنطقة صفر في نيويورك بعد هجمات 11 سبتمبر 2001]]
في صباح يوم 11 سبتمبر 2001 جرى تنفيذ أربع هجمات منسقة على الولايات المتحدة، باستخدام أربع طائرات ركاب نفاثة تجارية تم اختطافها.<ref name="Holmes">{{استشهاد بكتاب |الأخير=Holmes|الأول=Stephen|عنوان=Making sense of suicide missions|مسار=https://archive.org/details/missing0000unse|سنة=2006|ناشر=Oxford University Press|isbn=978-0-19-929797-9|محرر=Diego Gambetta|الفصل=Al Qaeda, 11 September 2001| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220407093906/https://archive.org/details/missing0000unse | تاريخ أرشيف = 7 أبريل 2022 }}</ref><ref name="Keppel2008">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1-الأخير=Keppel|مؤلف1-الأول=Gilles|عنوان=Al Qaeda in its own words|سنة=2008|ناشر=Harvard University Press|isbn=978-0-674-02804-3|مؤلف2-الأخير=Milelli|مؤلف2-الأول=Jean-Pierre|مؤلف3-الأخير=Ghazaleh|مؤلف3-الأول=Pascale|مسار=https://archive.org/details/isbn_9780674028043| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210812104826/https://archive.org/details/isbn_9780674028043 | تاريخ أرشيف = 12 أغسطس 2021 }}</ref> قام الخاطفون بضرب طائرتين من طائرات ركاب عمداً في البرجين التوأمين ل[[مركز التجارة العالمي (1973–2001)|مركز التجارة العالمي]] في مدينة نيويورك. انهار المبنيان في غضون ساعتين من الأضرار الناجمة عن الحرائق الناجمة عن الضربة، وتعرضت المباني المجاورة للدمار، وتضررت مباني أخرى أبعد. واصطدمت الطائرة الثالثة بمبنى البنتاغون في [[مقاطعة أرلنغتون (فيرجينيا)]]. أما الطائرة الرابعة فسقطت في حقل زراعي بالقرب من شانكسفيل بنسلفانيا بعد أن حاول بعض ركابها وطاقم الطائرة استعادة السيطرة على الطائرة، التي أعاد الخاطفون توجيهها نحو [[واشنطن العاصمة]] لاستهداف [[البيت الأبيض]] أو مبنى [[مبنى الكونغرس الأمريكي|الكابيتول]]. لم يكن هناك ناجون من الرحلات الجوية. إجمالاً قُتل 2996 شخصًا ومنهم 19 مختطفًا، وأصيب أكثر من 6000 آخرين في الهجمات.<ref name="FOX Responders">{{استشهاد بخبر |ناشر=FOX News|عنوان=9 Years Later, Nearly 900 9/11 Responders Have Died, Survivors Fight for Compensation|تاريخ=September 11, 2010|مسار= http://www.foxnews.com/politics/2010/09/09/report-responders-died-ground-zero-illnesses/|تاريخ الوصول=September 12, 2010|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20151117044408/http://www.foxnews.com:80/politics/2010/09/09/report-responders-died-ground-zero-illnesses/|تاريخ أرشيف=2015-11-17}}</ref> طبقاً لإدارة الصحة بولاية نيويورك، توفي 836 مسعف أول ومنهم رجال الإطفاء وأفراد الشرطة حتى يونيو 2009.<ref name="FOX Responders" />
في 11 سبتمبر شجب وزير خارجية طالبان [[وكيل أحمد متوكل]] الهجوم الإرهابي أياً كان من يقف وراءه،<ref>[http://edition.cnn.com/2001/WORLD/europe/09/11/trade.centre.reaction/ "World shock over U.S. attacks", CNN] September 11, 2001 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210223155304/http://edition.cnn.com/2001/WORLD/europe/09/11/trade.centre.reaction/|date=2021-02-23}}</ref> وقد أصدر [[ملا عمر|الملا عمر]] على الفور بياناً قال فيه إن بن لادن غير مسؤول.<ref>[https://www.nytimes.com/2001/09/12/us/day-terror-afghans-condemning-attacks-taliban-says-bin-laden-not-involved.html A DAY OF TERROR: THE AFGHANS; Condemning Attacks, Taliban Says bin Laden Not Involved] New York Times September 12, 2001. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210703080546/https://www.nytimes.com/2001/09/12/us/day-terror-afghans-condemning-attacks-taliban-says-bin-laden-not-involved.html |date=3 يوليو 2021}}</ref> في اليوم التالي وصف الرئيس بوش الهجمات بأنها أكثر من مجرد «أعمال إرهابية» ولكنها «أعمال حرب»، وقرر متابعة وقهر عدو لن يعد آمنًا في مكمنه.<ref name="Bush20010912">[https://www.pbs.org/newshour/updates/terrorism/july-dec01/bush_speech_9-12.html "Full text of President Bush's public remarks during a Cabinet meeting Wednesday, Sept. 12, 2001" ''PBS Newshour''] September 12, 2001 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210308141703/https://www.pbs.org/newshour/updates/terrorism/july-dec01/bush_speech_9-12.html |date=8 مارس 2021}}</ref> قال سفير طالبان لدى باكستان [[عبد السلام ضعيف]] في 13 سبتمبر 2001 إن طالبان ستنظر في تسليم بن لادن إذا كان هناك دليل قوي يربطه بالهجمات.<ref>[http://www.radioaustralia.net.au/international/2001-09-13/afghanistans-militia-may-consider-extradition-of-binladen/547054 "Afghanistan's militia may "consider" extradition of bin-Laden", Radio Australia] September 13, 2001 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160829010140/http://www.radioaustralia.net.au/international/2001-09-13/afghanistans-militia-may-consider-extradition-of-binladen/547054|date=2016-08-29}}</ref> على الرغم من أن أسامة بن لادن نفى أي تورط له في بيان صدر في 17 سبتمبر 2001، وفي مقابلة أجريت في 29 سبتمبر 2001.<ref>[http://edition.cnn.com/2001/US/09/16/inv.binladen.denial "Bin Laden says he wasn't behind attacks" CNN] January 17, 2001 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210610022440/http://edition.cnn.com/2001/US/09/16/inv.binladen.denial/|date=2021-06-10}}</ref><ref name='fiskummat'>{{استشهاد ويب |عنوان=Usama bin Laden Says the Al-Qa'idah Group had Nothing to Do with the September 11 Attacks |مسار=http://www.robert-fisk.com/usama_interview_ummat.htm |ناشر=[[Ummat Karachi]] |تاريخ الوصول=June 14, 2008 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20080516041810/http://www.robert-fisk.com/usama_interview_ummat.htm <!-- Bot retrieved archive --> |تاريخ أرشيف=May 16, 2008}}</ref>
[[ملف:President George W. Bush address to the nation and joint session of Congress Sept. 20.jpg|تصغير|يمين|في خطاب ألقاه أمام جلسة مشتركة للكونجرس الأمريكي في 20 سبتمبر 2001، طالب الرئيس الأمريكي [[جورج بوش الابن|جورج دبليو بوش]] حركة طالبان بتسليم أسامة بن لادن وتدمير مراكز القاعدة.]]
طالبت وزارة الخارجية في مذكرة بتاريخ 14 سبتمبر طالبان بتسليم جميع المنتسبين المعروفين للقاعدة في أفغانستان، وتقديم معلومات استخبارية عن بن لادن والمرتبطين به، وطرد جميع الإرهابيين من أفغانستان.<ref name=NSADoc6>[http://www.gwu.edu/~nsarchiv/NSAEBB/NSAEBB358a/ "U.S. Department of State, Gameplan for Polmil Strategy for Pakistan and Afghanistan", September 14, 2001, Secret/NODIS" Document 6, The National Security Archive] Accessed April 26, 2013 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161004023733/https://www2.gwu.edu/~nsarchiv/NSAEBB/NSAEBB358a/|date=2016-10-04}}</ref> ونقل مدير [[وكالة الاستخبارات الباكستانية|المخابرات الباكستانية]] محمود أحمد تلك المطالب إلى الملا عمر والقيادة العليا لطالبان في 18 سبتمبر، ولم يكن ردهم سلبياً من جميع النقاط. أفاد محمود أن قيادة طالبان كانت في حالة تأمل عميق وتنتظر توصية من المجلس الأعلى لرجال الدين الذي كان يجتمع للبت في الأمر.<ref name="مولد تلقائيا1">[http://www.gwu.edu/~nsarchiv/NSAEBB/NSAEBB358a/ U.S. Department of State, Cable, "Deputy Secretary Armitage-Mamoud Phone Call – September 18, 2001", September 18, 2001, Confidential, 2 pp. Document 9, The National Security Archive] Accessed April 26, 2013 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210224191432/https://nsarchive2.gwu.edu/NSAEBB/NSAEBB358a/ |date=24 فبراير 2021}}</ref> وفي 20 سبتمبر طالب الرئيس بوش في خطاب ألقاه أمام [[الكونغرس الأمريكي|الكونجرس]] طالبان بتسليم بن لادن وغيره من الإرهابيين المشتبه بهم وتدمير مقار القاعدة.<ref>{{استشهاد بخبر |مسار= https://www.washingtonpost.com/wp-srv/nation/specials/attacked/transcripts/bushaddress_092001.html|صحيفة=[[واشنطن بوست]]|عنوان=Specials Attacked Transcripts: Bush Address|تاريخ الوصول=November 19, 2012|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210813093643/https://www.washingtonpost.com/wp-srv/nation/specials/attacked/transcripts/bushaddress_092001.html|تاريخ أرشيف=2021-08-13}}</ref> «هذه المطالب ليست مفتوحة للتفاوض أو النقاش. يجب على طالبان التصرف والعمل على الفور. سيسلمون الإرهابيين أو سيشاركونهم المصير».<ref>[http://www.presidency.ucsb.edu/ws/index.php?pid=64731&st=&st1= Address Before a Joint Session of the Congress on the United States Response to the Terrorist Attacks of September 11] September 20, 2001 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210301013551/https://www.presidency.ucsb.edu/ws/index.php?pid=64731&st=&st1=|date=2021-03-01}}</ref>
في نفس اليوم بعد اجتماع مجلس شورى ضم أكثر من 1000 من العلماء المسلمين من جميع أنحاء أفغانستان لتقرير مصير بن لادن، أصدر المجلس فتوى أعرب عن حزنه على الوفيات في هجمات 11 سبتمبر، وأوصي بأن تقنع الإمارة الإسلامية بن لادن بمغادرة بلادهم، ودعوة [[الأمم المتحدة]] و[[منظمة التعاون الإسلامي]] لإجراء تحقيق مستقل في الأحداث الأخيرة لتوضيح الواقع ومنع مضايقة الأبرياء.<ref name=Fatwa>[https://www.theguardian.com/world/2001/sep/20/afghanistan.september115 " The Taliban clerics' statement on Bin Laden", ''Guardian''] September 20, 2001 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210316070539/https://www.theguardian.com/world/2001/sep/20/afghanistan.september115 |date=16 مارس 2021}}</ref> واستمرت الفتوى في التحذير من أنه في حالة عدم موافقة الولايات المتحدة على قرارها وغزو أفغانستان، فإن الجهاد يصبح أمرًا لجميع المسلمين.<ref name=Fatwa /> ومع ذلك في نفس اليوم قال سفير طالبان في باكستان: «نحن لن نسلم أسامة بن لادن ولا نطلب منه مغادرة أفغانستان». رفضت الولايات المتحدة تلك الإجراءات باعتبارها غير كافية.<ref>[http://articles.latimes.com/2001/sep/21/news/mn-48175 Tyler Marshall, "Afghan Clerics Urge Bin Laden to Go – After the Attack Policy: Religious council's edict is applauded in the region. U.S. dismisses the move"], ''Los Angeles Times'', September 21, 2001 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161004023727/http://articles.latimes.com/2001/sep/21/news/mn-48175|date=2016-10-04}}</ref>
{{-}}
[[ملف:Osama bin Laden portrait.jpg|تصغير|معدول|عقب أحداث 11 سبتمبر مباشرة، سعت طالبان للحصول على أدلة على تورطه في الهجمات، لأن أسامة بن لادن نفى مرارًا وتكرارًا أن يكون له أي دور.]]
في 21 سبتمبر رد ممثلو طالبان في باكستان بتحدي على مطالب الولايات المتحدة. وقال ضعيف إن طالبان مستعدة إذا لزم الأمر للحرب مع الولايات المتحدة. وحذر نائبه سهيل شاهين حذر من أن الغزو الأمريكي سيكون له نفس المصير الذي حل ب[[بريطانيا العظمى]] و[[الاتحاد السوفيتي]] في القرون الماضية. وأكد أن قرار رجال الدين «مجرد توصية» وأن ابن لادن لن يطلب منه مغادرة أفغانستان. لكنه قال: «إذا قدم الأمريكيون أدلة، فسنتعاون معهم ... في أمريكا، أعتقد إذا كنت أنك إرهابي، فهل من المناسب أن تعاقب بدون دليل؟»، قال:«هذا مبدأ دولي. إذا كنت تستخدم هذا المبدأ، فلماذا لا تطبقه على أفغانستان؟» وكما صاغ في وقت سابق الملا عمر فإن طلب الأدلة كان مرتبطًا باقتراح تسليم بن لادن للمحاكمة أمام محكمة إسلامية في دولة إسلامية أخرى.<ref name="مولد تلقائيا2">[https://www.nytimes.com/2001/09/22/world/nation-challenged-taliban-clerics-answer-no-no-no-invoke-fates-past-foes.html John F. Burns, "A NATION CHALLENGED: THE TALIBAN; Clerics Answer 'No, No, No!' and Invoke Fates of Past Foes"] September 22, 2001 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210703080550/https://www.nytimes.com/2001/09/22/world/nation-challenged-taliban-clerics-answer-no-no-no-invoke-fates-past-foes.html |date=3 يوليو 2021}}</ref> ولم يتطرق إلى مطالب تسليم الإرهابيين المشتبه بهم الآخرين أو إغلاق معسكرات التدريب.
في 24 سبتمبر أخبر محمود السفير الأمريكي في باكستان أنه في حين أن طالبان ضعيفة وغير مستعدة لمواجهة الهجوم الأمريكي، فإن النصر الحقيقي يأتي من خلال المفاوضات، لأنه إذا تم القضاء على طالبان فإن أفغانستان ستعود إلى فترة أمراء الحرب.<ref name="مولد تلقائيا3">[http://www.gwu.edu/~nsarchiv/NSAEBB/NSAEBB358a/ U.S. Department of State, Cable, "U.S. Embassy (Islamabad), Cable, "Mahmud Plans 2nd Mission to Afghanistan" September 24, 2001, Secret" Document 11, The National Security Archive] Accessed April 26, 2013 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161004023733/https://www2.gwu.edu/~nsarchiv/NSAEBB/NSAEBB358a/|date=2016-10-04}}</ref> وفي 28 سبتمبر قاد محمود وفداً من ثمانية زعماء دينيين باكستانيين لإقناع الملا عمر بقبول قيام علماء مسلمين من الدول الإسلامية بفحص الأدلة وتقرير مصير بن لادن، لكن الملا عمر رفض.<ref name="مولد تلقائيا4">[http://www.gwu.edu/~nsarchiv/NSAEBB/NSAEBB358a/ U.S. Embassy (Islamabad), Cable, "Mahmud on Failed Kandahar Trip" September 29, 2001, Confidential" Document 12, The National Security Archive] Accessed April 26, 2013 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210224191432/https://nsarchive2.gwu.edu/NSAEBB/NSAEBB358a/ |date=24 فبراير 2021}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.nytimes.com/2001/09/29/world/nation-challenged-afghanistan-pakistanis-fail-last-ditch-bid-persuade-taliban.html|عنوان=Pakistanis Fail in Last-Ditch Bid to Persuade Taliban to Turn Over bin Laden|تاريخ=September 29, 2001|عمل=The New York Times| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210703080602/https://www.nytimes.com/2001/09/29/world/nation-challenged-afghanistan-pakistanis-fail-last-ditch-bid-persuade-taliban.html | تاريخ أرشيف = 3 يوليو 2021 }}</ref>
وفي 28 سبتمبر علق بوش:«أولاً، لا توجد مفاوضات [كذا] مع طالبان. لقد سمعوا ما قلته، والآن يمكنهم التصرف. وليس السيد بن لادن فقط هو الذي سنجلبه [كذا] إلى العدالة؛ بل كل شخص مرتبط بمنظمته موجود في أفغانستان. وليس فقط أولئك المرتبطين مباشرة بالسيد بن لادن، بل يجب تسليم كل إرهابي يتم إيواؤه وإطعامه في أفغانستان. وأخيراً نتوقع أن يكون هناك دمار كامل من المعسكرات الإرهابية. هذا ما قلته لهم؛ هذا ما أعنيه. ونتوقع منهم ليس فقط سماع ماأقوله، بل والقيام بشيء حيال ذلك».<ref>[https://2001-2009.state.gov/coalition/cr/rm/2001/5114.htm King of Jordan: "We will stand behind you."], U.S. Department of State Archive, September 28, 2001 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210501011845/https://2001-2009.state.gov/coalition/cr/rm/2001/5114.htm|date=2021-05-01}}</ref>
وفي 1 أكتوبر وافق الملا عمر على اقتراح [[قاضي حسين أحمد]] رئيس [[الرابطة الإسلامية الباكستانية]] لنقل بن لادن إلى باكستان، حيث سيُحتجز رهن الإقامة الجبرية في بيشاور وأمام محكمة دولية في إطار الشريعة الإسلامية. وقيل إن الاقتراح حصل على موافقة بن لادن. إلا أن الرئيس الباكستاني [[برويز مشرف]] رفض الخطة لأنه لن يستطيع ضمان سلامة بن لادن.<ref name=Telegraph20011004>"[https://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/asia/afghanistan/1358464/Pakistan-blocks-bin-Laden-trial.html Pakistan blocks bin Laden trial]" ''The Telegraph'' October 4, 2001 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210818200324/https://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/asia/afghanistan/1358464/Pakistan-blocks-bin-Laden-trial.html |date=18 أغسطس 2021}}</ref> في 2 أكتوبر ناشد ضعيف الولايات المتحدة للتفاوض: لا نريد مضاعفة مشاكل الناس أو البلد أو المنطقة". وتوسل إلى أن الشعب الأفغاني يحتاج إلى الغذاء ويحتاج إلى المساعدة ويحتاج إلى مأوى وليس إلى حرب. إلا أنه كرر أنه لن يتم تسليم بن لادن ولا أي شخص آخر مالم يتم تقديم الأدلة.<ref name="مولد تلقائيا5">[https://www.nytimes.com/2001/10/03/world/nation-challenged-afghans-taliban-say-they-want-negotiate-with-us-over-bin-laden.html Douglas Frantz, "A Nation Challenged: The Afghans; Taliban Say They Want to Negotiate With the U.S. Over bin Laden", ''New York Times''] October 3, 2001 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210703080610/https://www.nytimes.com/2001/10/03/world/nation-challenged-afghans-taliban-say-they-want-negotiate-with-us-over-bin-laden.html |date=3 يوليو 2021}}</ref>
[[ملف:Colin Powell official Secretary of State photo.jpg|تصغير|يمين|معدول|وزير الخارجية الأمريكي [[كولن باول]]]]
قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية رداً على سؤال حول مشاركة الأدلة مع طالبان:«إجابتي أولاً وقبل كل شيء هي أن هذا يثير دهشتي باعتباره طلبًا للتأخير والمراوغة وليس طلبًا جديًا. وثانيًا هم قد تأخروا بالفعل. وهو مطلوب منهم بموجب قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالتفجيرات في شرق إفريقيا لتسليم القاعدة وقيادتها، وإغلاق شبكة العمليات في بلادهم. يجب ألا يكون هناك مزيد من التأخير. ليس هناك سبب لطلب أي شيء آخر. فهم بالفعل تحت هذا الالتزام الدولي، وعليهم الوفاء به».<ref>[http://avalon.law.yale.edu/sept11/state_dept_brief025.asp State Dept. Daily Briefing] October 2, 2001 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201112003330/https://avalon.law.yale.edu/sept11/state_dept_brief025.asp|date=2020-11-12}}</ref> دعا رئيس الوزراء البريطاني [[توني بلير]] طالبان إلى تسليم الإرهابيين أو الاستسلام للسلطة.<ref name=SFGate20011003 />
ومع ذلك تم عرض بعض الأدلة على تورط بن لادن في هجمات 11 سبتمبر على الحكومة الباكستانية، التي ذكر قادتها لاحقًا أن المواد التي شاهدوها «توفر أساسًا كافيًا لتوجيه الاتهام في محكمة قانونية».<ref>[http://www.capecodonline.com/apps/pbcs.dll/article?AID=/20011005/NEWS01/310059920&cid=sitesearch Dudley Altus, "Pakistan satisfied with U.S. evidence against bin Laden" ''Houston Chron.''] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20140203074432/http://www.capecodonline.com/apps/pbcs.dll/article?AID=%2F20011005%2FNEWS01%2F310059920&cid=sitesearch |date=February 3, 2014 }} October 5, 2001</ref> تبادل رئيس المخابرات الباكستانية الفريق محمود أحمد المعلومات التي قدمتها له الولايات المتحدة مع قادة طالبان.<ref>[http://archives.cnn.com/2001/WORLD/asiapcf/central/09/17/afghan.pakistan.0500/index.html]. Archives.cnn.com. Retrieved on October 29, 2013. {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20080311055230/http://archives.cnn.com/2001/WORLD/asiapcf/central/09/17/afghan.pakistan.0500/index.html|date=March 11, 2008}}</ref> وأصدرت الحكومة البريطانية في 4 أكتوبر وثيقة تلخص الأدلة التي تربط بن لادن بالهجمات.<ref>[https://www.nytimes.com/2001/10/05/world/a-nation-challenged-evidence-british-detail-bin-laden-s-link-to-us-attacks.html A Nation Challenged: Evidence; British Detail bin Laden's Link to U.S. Attacks] New York Times October 5, 2001 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210703080617/https://www.nytimes.com/2001/10/05/world/a-nation-challenged-evidence-british-detail-bin-laden-s-link-to-us-attacks.html |date=3 يوليو 2021}}</ref> وذكرت الوثيقة أن طالبان قد حُذرت مرارًا وتكرارًا في الماضي من إيواء بن لادن لكنها رفضت تسليمه كما طالب المجتمع الدولي. وادعوا أنهم قدموا الأدلة لطالبان حول تورط بن لادن في تفجيرات السفارة 1998 ومع ذلك لم يفعلوا شيئًا.<ref>[http://avalon.law.yale.edu/sept11/uk_005.asp U.K. Documents Case Against Bin Laden] October 4, 2001 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210224081943/https://avalon.law.yale.edu/sept11/uk_005.asp |date=24 فبراير 2021}}</ref>
في 5 أكتوبر عرضت طالبان محاكمة بن لادن في محكمة أفغانية، طالما قدمت الولايات المتحدة ماأسمته «دليلًا قويًا» على إدانته.<ref>{{استشهاد بخبر |مسار= https://www.theguardian.com/world/2001/oct/05/afghanistan.terrorism |عنوان=Taliban 'will try bin Laden if US provides evidence' |عمل=Guardian |تاريخ الوصول=July 17, 2012 |مكان=London |تاريخ=October 5, 2001|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210820214241/https://www.theguardian.com/world/2001/oct/05/afghanistan.terrorism|تاريخ أرشيف=2021-08-20}}</ref> رفضت حكومة الولايات المتحدة طلب الإثبات باعتباره طلبًا للتأخير أو المراوغة؛ قال قائد الناتو [[جورج روبرتسون]] إن الدليل واضح ومقنع.<ref name=SFGate20011003>[http://www.sfgate.com/news/article/Blair-warns-Taliban-Tough-talk-from-Britain-s-2872139.php Edward Epstein, "Blair warns Taliban / Tough talk from Britain's leader makes attack look likely soon", ''San Francisco Chronicle''] October 3, 2001 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210225184133/https://www.sfgate.com/news/article/Blair-warns-Taliban-Tough-talk-from-Britain-s-2872139.php |date=25 فبراير 2021}}</ref> وفي 7 أكتوبر مع بدء حملة القصف الجوي الأمريكية، تجاهل الرئيس بوش الأسئلة المتعلقة بعرض طالبان وقال بدلاً من ذلك: «لقد حذرناهم، فالوقت يمضي».<ref>[http://edition.cnn.com/2001/US/10/07/ret.us.taliban/ "U.S. rejects Taliban offer to try bin Laden", CNN] October 7, 2001 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210131010428/http://edition.cnn.com/2001/US/10/07/ret.us.taliban/|date=2021-01-31}}</ref> وفي اليوم نفسه بعثت وزارة الخارجية الحكومة الباكستانية برسالة أخيرة إلى طالبان: «تسليم كل قادة القاعدة أو سوف يتم تدمير كل ركن من أركان نظام طالبان».<ref name="مولد تلقائيا6">[http://www.gwu.edu/~nsarchiv/NSAEBB/NSAEBB358a/ "U.S. Department of State, Cable, 'Message to Taliban', October, 2001, Secret/Nodis/Eyes Only" Document 16, The National Security Archive] Accessed April 26, 2013 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210224191432/https://nsarchive2.gwu.edu/NSAEBB/NSAEBB358a/ |date=24 فبراير 2021}}</ref>
في 11 أكتوبر قال بوش لطالبان:«لا تزال أمامكم فرصة ثانية. فقط أحضروه واحضروا معه قادته ومعاونيه وغيرهم من البلطجية والمجرمين».<ref>[http://www.presidency.ucsb.edu/ws/index.php?pid=73426&st=&st1= The President's News Conference] October 11, 2001 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210227070119/https://www.presidency.ucsb.edu/ws/index.php?pid=73426&st=&st1=|date=2021-02-27}}</ref> وفي 14 أكتوبر عرض [[مولوي عبد الكبير]] الرجل الثالث في طالبان تسليم بن لادن إلى دولة ثالثة محايدة إذا قدمت الحكومة الأمريكية دليلاً على إدانته وأوقفت حملة القصف. ومن الواضح أنه لم يستجب لطلب تسليم إرهابيين آخرين مشتبه بهم باستثناء بن لادن. رفض الرئيس بوش العرض باعتباره غير قابل للتفاوض.<ref>[https://www.theguardian.com/world/2001/oct/14/afghanistan.terrorism5 "Bush rejects Taliban offer to hand Bin Laden over", ''Guardian''] October 14, 2001 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210831230338/https://www.theguardian.com/world/2001/oct/14/afghanistan.terrorism5|date=2021-08-31}}</ref> في 16 أكتوبر طرح وزير خارجية طالبان متوكل عرضًا وسطًا أسقط طلب الأدلة.<ref>[https://www.theguardian.com/world/2001/oct/17/afghanistan.terrorism11 Rory McCarthy, "New offer on Bin Laden"], ''The Guardian'', October 16, 2001 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210816120205/https://www.theguardian.com/world/2001/oct/17/afghanistan.terrorism11 |date=16 أغسطس 2021}}</ref> إلا أن المتوكل لم يكن جزءًا من الدائرة المقربة من الملا عمر، أراد أن يتوقف القصف ليحاول إقناعه بتبني حل وسط.<ref>[https://www.nytimes.com/2001/10/16/world/a-nation-challenged-the-mullahs-taliban-envoy-talks-of-a-deal-over-bin-laden.html A Nation Challenged: The Mullahs; Taliban Envoy Talks of a Deal Over bin Laden] New York Times October 16, 2001 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210804054420/https://www.nytimes.com/2001/10/16/world/a-nation-challenged-the-mullahs-taliban-envoy-talks-of-a-deal-over-bin-laden.html |date=4 أغسطس 2021}}</ref>
=== الأساس القانوني للحرب ===
في 14 سبتمبر 2001 أصدر الكونجرس تشريعًا بعنوان «[[التفويض باستخدام القوة العسكرية ضد الإرهابيين]]»، ووقع عليه الرئيس بوش يوم 18 سبتمبر 2001. وأجاز استخدام [[القوات المسلحة الأمريكية]] ضد المسؤولين عن هجمات 11 سبتمبر ومن يؤويهم.<ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://www.govtrack.us/congress/bills/107/sjres23/text|عنوان=S.J.Res. 23 (107th): Authorization for Use of Military Force|ناشر=www.govtrack.us|تاريخ الوصول=May 18, 2020|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210819092505/https://www.govtrack.us/congress/bills/107/sjres23/text|تاريخ أرشيف=2021-08-19}}</ref> أما المادة 2 (4) من [[ميثاق الأمم المتحدة]] الذي وقعت عليه جميع دول التحالف ومنها الولايات المتحدة التي صادقت عليه وجعلت منه قانون الدولة،<ref name="jurist.law.pit.edu">{{استشهاد ويب|ناشر=Jurist|تاريخ=November 6, 2001|عنوان=Bombing of Afghanistan Is Illegal and Must Be Stopped|مؤلف=Professor Marjorie Cohn|مسار= http://jurist.law.pitt.edu/forum/forumnew36.htm|تاريخ الوصول=November 19, 2012|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20140620071339/http://jurist.law.pitt.edu:80/forum/forumnew36.htm|تاريخ أرشيف=2014-06-20}}</ref> تحظر تلك المادة «استخدام القوة أو التلويح بها ضد وحدة أراضي أي دولة أو استقلالها السياسي» إلا في الظروف التي يكون فيها جهاز مختص في الأمم المتحدة (مثل مجلس الأمن) قد أذن بذلك، أو في حالة الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من الميثاق.<ref name=UK>{{استشهاد بخبر|مؤلف1-الأخير=Smith and Thorp|مؤلف1-الأول=Ben and Arabella|عنوان=The legal basis for the invasion of Afghanistan|مسار=http://www.parliament.uk/briefing-papers/SN05340.pdf|وكالة=International Affairs and Defence Section|ناشر=House of Commons Library|تاريخ=February 26, 2010| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210819092746/https://www.parliament.uk/briefing-papers/sn05340.pdf | تاريخ أرشيف = 19 أغسطس 2021 }}</ref> على الرغم من أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (UNSC) لم يأذن بالحملة العسكرية بقيادة الولايات المتحدة، فقد جادل البعض بأنها شكل مشروع من أشكال الدفاع عن النفس بموجب ميثاق الأمم المتحدة.<ref name=UK />
جادل بعض مؤيدي شرعية الغزو بأنه لاحاجة لتفويض من مجلس الأمن الدولي، لأن الغزو كان عمل دفاع جماعي عن النفس منصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.<ref name=UK /><ref>{{استشهاد بخبر|مؤلف1-الأخير=Koh|مؤلف1-الأول=Harold|عنوان=The Obama Administration and International Law|مسار= https://2009-2017.state.gov/s/l/releases/remarks/139119.htm|وكالة=Department of State|ناشر=US Government|تاريخ=March 25, 2010|تاريخ الوصول=June 25, 2017|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210518181012/https://2009-2017.state.gov/s/l/releases/remarks/139119.htm|تاريخ أرشيف=2021-05-18}}</ref> وبالتحديد قيل إن سلسلة قرارات مجلس الأمن بشأن أفغانستان تنص على إمكانية إثبات أن طالبان مسؤولة بشكل غير مباشر عن هجمات القاعدة، على أساس توفير أفغانستان الملاذ الآمن لهم. أما الرافضون فقد قالوا أن الغزو هي عملية غير قانونية بموجب المادة 51 لأن هجمات الحادي عشر من سبتمبر لم تكن «هجمات مسلحة» من دولة أخرى، كما هو محدد بموجب المادة 51 من الميثاق: فأفغانستان لم ترتكب ذلك الجرم، ولكن كان من جهات فاعلة من غير الدول. وجادلوا بأن الإجراءات التي اتخذها الإرهابيون في الحادي عشر من سبتمبر لم تُنسب إلى أفغانستان. يتوافق هذا الموقف مع السوابق القضائية ل[[محكمة العدل الدولية]]، المعروفة أيضًا باسم المحكمة العالمية والتي تباطأت في الاعتراف بالهجمات التي نفذتها جهات من غير الدول على أنها تُنسب إلى الدول، حتى في الحالات التي تقدم فيها الدول دعمها لأعمال الجهات أو التنظيمات الفاعلة.<ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://www.icj-cij.org/files/case-related/70/070-19860627-JUD-01-00-EN.pdf|عنوان=Military and Paramilitary Activities in and against Nicaragua (Nicaragua v. United States of America). Merits, Judgment. I.C.J. Reports 1986, p. 14.|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20201005193101/https://www.icj-cij.org/files/case-related/70/070-19860627-JUD-01-00-EN.pdf|تاريخ أرشيف=2020-10-05}}</ref> وقال آخرون أنه حتى لو كانت هجمات 11 سبتمبر تُعزى إلى أفغانستان، فإن رد تحالف الناتو لم يكن دفاعًا عن النفس، لأن هذه الأعمال لا تلبي اختبار التناسب حسب القانون الدولي، كما ذكر في {{وإو|لغ=en|تر=Caroline affair|عر=قضية كارولين}}.
وفي 20 ديسمبر 2001 بعد أكثر من شهرين من بدء الهجوم، أجاز مجلس الأمن الدولي إنشاء [[قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان]] (إيساف) لمساعدة [[الإدارة الأفغانية المؤقتة|السلطة الأفغانية المؤقتة]] في الحفاظ على الأمن.<ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://www.un.org/en/ga/search/view_doc.asp?symbol=S/RES/1386%282001%29 |عنوان=Resolution 1386 (2001) Adopted by the Security Council at its 4443rd meeting, on 20 December 2001 |تاريخ الوصول=February 19, 2014|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210308230142/https://www.un.org/en/ga/search/view_doc.asp?symbol=S/RES/1386(2001)|تاريخ أرشيف=2021-03-08}}</ref> لم يصدر هذا القرار أي تصريحات صريحة بشأن شرعية الحرب ولكنه قرر أن «الوضع في أفغانستان لا يزال يشكل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين» بينما يعيد تأكيد التزامه القوي بالسيادة والاستقلال والسلامة الإقليمية والوحدة الوطنية لأفغانستان .
== 2001: الإطاحة بطالبان ==
{{معلومات أكثر|2001 في أفغانستان}}
[[ملف:US soldiers on horseback 2001 Afghanistan.jpg|تصغير|[[القوات الخاصة الأمريكية]] ومراقبي القوات الجوية الأمريكية مع قوات [[التحالف الشمالي]] على ظهور الخيل]]
[[ملف:US Special Forces GI fighting wearing an unconventional uniform, during the invasion of Afghanistan.jpg|تصغير|مراقبو القوات الجوية الأمريكية في القتال أثناء غزو أفغانستان سبتمبر 2001. لاحظ [[عملية سرية|الملابس المموهة]].]]
=== هيكل القيادة ===
تحت القيادة العامة للجنرال [[تومي فرانكس]] [[رئيس الأركان|رئيس أركان]] [[القيادة المركزية للولايات المتحدة|القيادة المركزية الأمريكية]]، تم تشكيل أربع فرق عمل رئيسية لدعم [[عملية الحرية الدائمة]]: فرقة العمليات الخاصة المشتركة، قوة المهام الجبلية، وفرقة العمل المشتركة بين الوكالات لمكافحة الإرهاب، وفرقة العمليات المدنية العسكرية للتحالف.<ref name="Neville, Leigh p.25">Neville, Leigh, p.25</ref>
وفرقة العمليات الخاصة هي مزيج من [[عملية سوداء|العمليات السوداء]] والبيضاء، وتتكون من ثلاث فرق عمل: العمليات الخاصة المشتركة الشمالية في 10 أكتوبر 2001، وانتشارها في شمال أفغانستان،<ref name="Neville, Leigh p.25"/> وفرقة العمليات الخاصة المشتركة الجنوبية في 10 أكتوبر 2001، وانتشارها في جنوب أفغانستان، ومهامها هو [[استطلاع خاص|الاستطلاع]] والاستفادة من المواقع الحساسة، وتقديم المشورة للميليشيات المناهضة لطالبان.<ref>Neville, Leigh, p.27</ref> وفرقة عمليات السيف (أعيد تسميتها لاحقًا باسم Task Force 11) شكلت في أكتوبر 2001،<ref name="Neville, Leigh p.25"/> وهي وحدة [[عملية سوداء|للعمليات السوداء]] تحت الإدارة المباشرة ل[[قيادة العمليات الخاصة المشتركة]]، وهدفها الأساسي هو إمساك أو قتل القيادات العليا والأهداف الثمينة في كل من القاعدة وطالبان.<ref>Neville, Leigh, p.29</ref>
أما قوة المهام الجبلية المشتركة التقليدية إلى حد كبير. فإنها شكلت في البداية من ثلاثة قيادات فرعية، لكن واحدًا فقط كان عبارة عن قوة عمليات خاصة - فرقة العمل 64. ساهم مشاة البحرية الأمريكية في [[قوة مهام حاملات الطائرات السريعة|فرقة العمل 58]].
كانت فرقة العمل المشتركة بين الوكالات لمكافحة الإرهاب نشاطًا للتكامل والاندماج الاستخباراتي أداره أفراد من جميع الوحدات المشاركة في عملية الحرية الدائمة - أفغانستان، سواء الولايات المتحدة أو التحالف ومعهم عدد من المخابرات المدنية ووكالات إنفاذ القانون. بلغ مجموعهم 36 فردًا عسكريًا، بالإضافة إلى 57 من وكالات مثل [[مكتب التحقيقات الفيدرالي]] و[[وكالة الأمن القومي الأمريكية|وكالة الأمن القومي]] و[[وكالة المخابرات المركزية]]، بالإضافة إلى [[ضابط اتصال|ضباط اتصال]] من قوات العمليات الخاصة التابعة للتحالف. وأدمجت عمليات القوة المتقدمة إداريًا في تلك القوة، وهي عبارة عن وحدة استطلاع قوامها 45 فردًا مكونة من متخصصين في استطلاع [[قوة دلتا]] مدعومة بمجموعات مختارة من قوة عمليات البحرية الخاصة، وبدعم من خبراء فنيي [[نشاط دعم الاستخبارات|دعم الاستخبارات]]. تم وضع قوة عمليات القوة المتقدمة لدعم فرقة عمليات السيف وتكليفها بالإعداد الاستخباري لساحة المعركة، والعمل عن كثب مع وكالة المخابرات المركزية وتقديم تقارير مباشرة إلى عمليات السيف. وقد أجرت القوة المتقدمة حملة استطلاع سرية بإرسال فرق صغيرة مكونة من شخصين أو ثلاثة أفراد إلى الخطوط الخلفية للقاعدة في الحدود مع باكستان، ونشر مراكز مراقبة لمراقبة تحركات العدو وأرقامه والإبلاغ عنها بالإضافة إلى الاستطلاع البيئي؛ تم إنجاز الكثير من العمل سيرًا على الأقدام أو في [[مركبة لجميع التضاريس|مركبات التضاريس]].
أما فرقة العمل الأخيرة التي دعمت [[عملية الحرية الدائمة]] هي فرقة العمليات المدنية العسكرية للتحالف، والتي كانت مسؤولة عن إدارة الشؤون المدنية والجهود الإنسانية.<ref name="Neville, Leigh p.30-31">Neville, Leigh, p.30-31</ref>
=== الخطوة الأولى ===
[[ملف:Guerre en Afghanistan (octobre 2001).PNG|تصغير|الوضع في أفغانستان وقت الغزو (الأبيض= سيطرة طالبان، الأحمر= سيطرة التحالف الشمالي، النقاط الحمراء= مناطق نشاط [[تحالف الشمال]] في [[حرب عصابات|حرب العصابات]])]]
بعد خمسة عشر يومًا من هجوم 11 سبتمبر، أي في يوم 26 سبتمبر، دخلت [[وادي بنجشير]] مروحية [[ميل مي-17]] تابعة لوكالة المخابرات المركزية بها سبعة أو ثمانية أعضاء من قسم الأنشطة الخاصة ومركز مكافحة الإرهاب التابعين للوكالة.<ref>Neville, Leigh, p.22</ref> وشكلوا فريق الاتصال بشمال أفغانستان وسمي بالرمز "Jawbreaker".<ref>Neville, Leigh, '' Special Forces in the War on Terror (General Military)'', Osprey Publishing, 2015 {{ردمك|978-1472807908}}, p.22-23</ref><ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://www.army.mil/usapa/epubs/pdf/go0610.pdf|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20061001031543/http://www.army.mil/usapa/epubs/pdf/go0610.pdf|حالة المسار=dead|عنوان=Units Credited With Assault Landings|تاريخ أرشيف=October 1, 2006}}</ref><ref name="cia.gov">{{استشهاد ويب|مؤلف1-الأخير=Moore|مؤلف1-الأول=J. Daniel|عنوان=First In: An Insider's Account of How the CIA Spearheaded the War on Terror in Afghanistan|مسار=https://www.cia.gov/library/center-for-the-study-of-intelligence/csi-publications/csi-studies/studies/vol49no4/War_on_Terror_9.htm|تاريخ الوصول=September 12, 2015| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210308071818/https://www.cia.gov/library/center-for-the-study-of-intelligence/csi-publications/csi-studies/studies/vol49no4/War_on_Terror_9.htm | تاريخ أرشيف = 8 مارس 2021 }}</ref><ref name=specialops>{{استشهاد ويب|عنوان=Jawbreaker - CIA Special Activities Division|مسار=http://www.americanspecialops.com/cia-special-operations/jawbreaker/|موقع=American Special Ops|تاريخ الوصول=February 9, 2016| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210125070039/http://www.americanspecialops.com/cia-special-operations/jawbreaker/ | تاريخ أرشيف = 25 يناير 2021 }}</ref> وأحضروا معهم ثلاثة صناديق من الورق المقوى مملوءة بـ 3 ملايين دولار من فئة 100 دولار لشراء الذمم.<ref name="مولد تلقائيا7">{{استشهاد ويب|عنوان=Special forces and horses|مسار= http://www.armedforcesjournal.com/special-forces-and-horses/|موقع=Armed Forces Journal|تاريخ الوصول=February 8, 2016|تاريخ=November 1, 2006|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210422011901/http://armedforcesjournal.com/special-forces-and-horses/|تاريخ أرشيف=2021-04-22}}</ref> ثم تواصلوا مع الجنرال [[محمد فهيم]] قائد قوات [[التحالف الشمالي]] في وادي بنجشير، حيث مهد الطريق لإدخال القوات الخاصة للجيش في المنطقة.<ref name=tfdagger>{{استشهاد ويب |عنوان=Task Force Dagger – Operation Enduring Freedom |مسار= http://www.americanspecialops.com/operations/sof-afghanistan/task-force-dagger.php |تاريخ الوصول=January 13, 2012|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210716194406/https://www.americanspecialops.com/operations/sof-afghanistan/task-force-dagger.php|تاريخ أرشيف=2021-07-16}}</ref>{{صفحات مرجع|127ff}}<ref name="cia.gov"/><ref name=zimmerman>{{استشهاد ويب|مؤلف1-الأخير=Zimmerman|مؤلف1-الأول=Dwight Jon|عنوان=21st Century Horse Soldiers – Special Operations Forces and Operation Enduring Freedom|مسار=http://www.defensemedianetwork.com/stories/operation-enduring-freedom-the-first-49-days-4/|تاريخ الوصول=September 11, 2015|تاريخ=September 16, 2011| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210419123816/https://www.defensemedianetwork.com/stories/operation-enduring-freedom-the-first-49-days-4/ | تاريخ أرشيف = 19 أبريل 2021 }}</ref><ref name="army.mil">{{استشهاد ويب |مسار=http://www.army.mil/usapa/epubs/pdf/go0610.pdf |عنوان=Units Credited With Assault Landings |حالة المسار=dead |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20061001031543/http://www.army.mil/usapa/epubs/pdf/go0610.pdf |تاريخ أرشيف=October 1, 2006 }}</ref> جلب الفريق معه أجهزة اتصالات عبر الأقمار الصناعية لجعل تقاريره الاستخباراتية أن تكون متاحة على الفور لموظفي المقر الرئيسي في [[وكالة المخابرات المركزية|لانجلي]] و[[القيادة المركزية للولايات المتحدة|القيادة المركزية]] المسؤولين عن [[عملية رياح الهلال]] و[[عملية الحرية الدائمة]]. قام الفريق أيضًا بتقييم الأهداف المحتملة لعملية رياح الهلال، وتوفير [[البحث والإنقاذ القتالي]] في الحالات القصوى ويمكن أن يوفر [[تقييم أضرار القنبلة|تقييم أضرار القنابل]] للحملة الجوية.<ref>Neville, Leigh, p.22-24</ref>
في 28 سبتمبر 2001 وافق وزير الخارجية البريطاني [[جاك سترو]] على نشر ضباط [[جهاز الاستخبارات البريطاني]] في أفغانستان، باستخدام الأشخاص المتعاونين مع المجاهدين في الثمانينيات والذين لديهم مهارات لغوية وخبرات إقليمية. وفي نهاية الشهر هبطت مجموعة من ضباط MI6 ومعهم 7 ملايين دولار في شمال شرق أفغانستان، واجتمعوا مع الجنرال محمد فهيم من التحالف الشمالي وبدأوا العمل مع جهات اتصال أخرى في الشمال والجنوب لبناء تحالفات، لتأمين دعم وشراء أكبر عدد ممكن من قادة طالبان لتغيير موقفهم أو ترك القتال.<ref>Corera, Gordon, ''MI6: Life and Death in the British Secret Service'', W&N, 2012, {{ردمك|0753828332|978-0753828335}}, p.335</ref>
=== بداية القصف الجوي ===
[[ملف:011007-N-1523C-001 First Strike into Afghanistan.jpg|تصغير|تم إطلاق صاروخ [[توماهوك]] كروز من البارجة الأمريكية بحر الفلبين في قصف ضد معسكرات تدريب القاعدة والمنشآت العسكرية لطالبان في أفغانستان يوم 7 أكتوبر 2001.]]
[[ملف:011013-M-9933D-009 Cobra Helicopter Operations.jpg|تصغير|طائرات هليكوبتر [[إيه إتش-1 سوبر كوبرا|AH-1W Super Cobra]] تقلع من الحاملة USS Peleliu شمال [[بحر العرب]] يوم 13 أكتوبر 2001]]
في 7 أكتوبر 2001 بدأت الولايات المتحدة رسميًا عملياتها العسكرية في أفغانستان. وردت أنباء عن غارات جوية في [[كابل]] و[[مطار كابل الدولي|مطارها]] و[[قندهار]] (مدينة [[ملا عمر|الملا عمر]]) وفي مدينة [[جلال آباد]].<ref name="archives_cnn_com9">{{استشهاد بخبر|مسار=http://archives.cnn.com/2001/US/10/07/ret.attack.pentagon/|عنوان=Defense officials: Air operation to last 'several days'|تاريخ الوصول=September 27, 2007|ناشر=CNN|تاريخ=October 7, 2001 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20070308164900/http://archives.cnn.com/2001/US/10/07/ret.attack.pentagon/|تاريخ أرشيف=March 8, 2007}}</ref> في اليوم السابق على بدء القصف أصدرت [[هيومن رايتس ووتش]] تقريراً حثت فيه على عدم تقديم دعم عسكري لتحالف الشمالي بسبب سجله الحقوقي.<ref>{{استشهاد بخبر |عنوان=Afghan opposition's 'record of brutality' |مسار= http://news.bbc.co.uk/1/hi/world/south_asia/1608504.stm |عمل=BBC News |تاريخ=October 19, 2001 |تاريخ الوصول=March 17, 2014|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20080727012738/http://news.bbc.co.uk/1/hi/world/south_asia/1608504.stm|تاريخ أرشيف=2008-07-27}}</ref>
في الساعة 17:00 ب[[توقيت عالمي منسق|التوقيت العالمي]] أكد الرئيس بوش الضربات في خطابه للأمة، كما خاطب رئيس الوزراء بلير شعبه. وصرح بوش بأنه سيتم استهداف مواقع عسكرية تابعة لطالبان وأراضي تدريب إرهابيين. سيتم إسقاط الغذاء والدواء والإمدادات على رجال ونساء وأطفال أفغانستان الجياع «المعذبين».<ref name="www_australianpolitics_com8">{{استشهاد ويب|مسار=http://www.australianpolitics.com/news/2001/01-10-07.shtml|عنوان=australianpolitics.com|تاريخ الوصول=September 27, 2007|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20070902122616/http://www.australianpolitics.com/news/2001/01-10-07.shtml|تاريخ أرشيف=September 2, 2007|حالة المسار=dead}}</ref> تم تدمير معظم صواريخ طالبان أرض-جو [[أس-75 دفينا|SA-2]] و[[سام 3|SA-3]] التي عفا عليها الزمن، بالإضافة إلى وحدات الرادار والقيادة المستهدفة في الليلة الأولى إلى جانب أسطول طالبان الصغير من طائرات [[ميكويان-جوريفيتش ميج-21|ميج-21]] و[[سوخوي سو-17]].<ref>Neville, Leigh, '' Special Forces in the War on Terror (General Military)'', Osprey Publishing, 2015 {{ردمك|978-1472807908}}, p.24</ref>
قصفت الطائرات الأمريكية معسكرات التدريب والدفاعات الجوية لطالبان، ومنها مروحيات الهجومية [[إيه إتش-64 أباتشي|أباتشي]]. أطلقت البارجات والمدمرات الأمريكية وغواصات [[البحرية الملكية البريطانية|البحرية الملكية]] عدة صواريخ توماهوك كروز.
ركزت الضربات في البداية على كابول وجلال أباد وقندهار. في غضون أيام قليلة تعرضت معظم مواقع تدريب طالبان لأضرار بالغة ودمرت الدفاعات الجوية. ركزت الحملة على أهداف [[القيادة والسيطرة]] والاتصالات. عدا صمود الجبهة المواجهة للتحالف الشمالي ولكن لم تحصل أي مواجهات ميدانية ناجحة هناك.
خلال الضربات الجوية الأولية، كانت حامية من [[اللواء 055]] بالقرب من [[مزار شريف]] واحدة من أولى الأهداف للطائرات الأمريكية. ووصف [[دونالد رامسفيلد]] القوات بأنها «القوة البرية التي يهيمن عليها تنظيم القاعدة».<ref name="the guardian"/>
وكان بن لادن قد نشر في وقت سابق شريط فيديو يدين فيه جميع الهجمات في أفغانستان.
في 18 أكتوبر 2001 تم نقل مفرزة العمليات ألفا المكونة من 12 فردًا من مجموعة [[القوات الخاصة الأمريكية|القوات الخاصة الخامسة]]<ref name="Neville, Leigh p.30-31"/> بالإضافة إلى وحدات التحكم في القتال الجوي بواسطة مروحية من قاعدة كرشي خان أباد الجوية في [[أوزبكستان]]<ref name=tfdagger/>{{صفحات مرجع|127ff}} أكثر من {{حول|300|km}} عبر [[هندوكوش|جبال هندو كوش]] {{حول|16000|ft}} في ظروف عدم الرؤية بواسطة طائرتي هليكوبتر من طراز [[بوينغ سي إتش-47 شينوك|MH-47E من طراز شينوك]] إلى وادي داريسوف جنوب مزار شريف مباشرة.<ref>Neville, Leigh, p.33</ref> وارتبطوا مع وكالة المخابرات المركزية والتحالف الشمالي. وفي غضون أسابيع قليلة استولى تحالف الشمال بمساعدة القوات البرية والجوية الأمريكية على عدة مدن رئيسية من طالبان.<ref name="army.mil"/><ref name=gresham>{{استشهاد ويب|مؤلف1-الأخير=Gresham|مؤلف1-الأول=John|عنوان=The Campaign Plan – Special Operations Forces and Operation Enduring Freedom|مسار= http://www.defensemedianetwork.com/stories/operation-enduring-freedom-the-first-49-days-2/|تاريخ الوصول=September 11, 2015|تاريخ=September 12, 2011|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210717095801/https://www.defensemedianetwork.com/stories/operation-enduring-freedom-the-first-49-days-2/|تاريخ أرشيف=2021-07-17}}</ref><ref>Berntsen and Pezzulla (2005), ''Jawbreaker''</ref>
=== عملية الكركدن والوزغ ===
في ليلة 19 أكتوبر 2001 هبط 200 مظلي من 4 طائرات [[لوكهيد إم سي-130]] على [[عملية الكركدن|الهدف المسمى كركدن]]، وهو مدرج هبوط جنوب قندهار، مشطته طائرات [[لوكهيد إيه سي-130]]، وقبلها تم تنظيف الموقع بواسطة قاذفات الشبح [[نورثروب غرومان بي 2 سبيرت|B2 spirit]]. أمّن المظليون المكان وأنشئوا (نقطة التسليح وإعادة التزود بالوقود متقدمة) باستخدام قربة الوقود من MC-130s؛ مهدت المهمة الطريق لاستخدامه ليكون مدرج الطائرات لاحقًا، وكانت من أولى القوات التقليدية التي تطأ أفغانستان. لم تقع إصابات في العملية نفسها، على الرغم من مقتل اثنين منهم عندما تحطمت مروحيتهم [[سيكورسكي يو إتش-60 بلاك هوك|MH-60L]] بسبب انعدام الرؤية الجزئي من موقع انطلاقهم في باكستان.<ref>Neville, Leigh, '' Special Forces in the War on Terror (General Military)'', Osprey Publishing, 2015 {{ردمك|978-1472807908}}, p.34-36</ref>
في الوقت نفسه قامت مجموعة من عملاء [[قوة دلتا]] بتنفيذ عملية خارج قندهار في موقع معروف باسم أوبجكتيف جيكو - كان الهدف هو الملا عمر، الذي كان يشتبه في أنه كان في معتكفه الصيفي في التلال فوق قندهار.<ref name="ReferenceA">Cawthorne, Nigel, '' The Mammoth Book of Inside the Elite Forces'', Robinson, 2008 {{ردمك|1845298217}} {{ردمك|978-1845298210}}</ref> أقلعت أربع طائرات هليكوبتر من طراز [[بوينغ سي إتش-47 شينوك|MH-47E]] من حاملة الطائرات يو إس إس كيتي هوك (التي هي قاعدة لقوات العمليات الخاصة) في [[المحيط الهندي]] وعلى متنها 91 جنديًا. تم تنظيف المنطقة المستهدفة بنيران طائرات AC-130 و[[سيكورسكي يو إتش-60 بلاك هوك|بلاك هوك]]. لم يواجه المهاجمون أي مقاومة على الهدف ولم يكن هناك ما يشير إلى وجود زعيم طالبان، لذلك تحولوا إلى استغلال الموقع المستهدف لأي معلومات استخباراتية. وبينما كانت الفرق تستعد للخروج اقتربت قوة كبيرة من طالبان من المجمع واشتبكت مع القوات الأمريكية بنيران الأسلحة الصغيرة وقذائف الآر بي جي.<ref>Neville, Leigh page 14.</ref> اشتبك مشغلو قوة دلتا والمظليون مع جنود طالبان وتطور إلى إطلاق نار كثيف. وقد تمكنت القوة المهاجمة بقطع الاتصال والانسحاب إلى منطقة هبوط طائرات الهليكوبتر. فقدت إحدى طائرات MH-47E منظومة العجلات بعد اصطدامها بجدار لاستخراج القوة الأرضية. وقتل نحو 30 من مقاتلي طالبان في الاشتباك. لم يُقتل جنود أمريكيون، لكن أصيب 12 عاملًا في دلتا.<ref name="ReferenceA"/> تم إيقاف خطط دلتا في ترك فريق استطلاع في المنطقة بسبب وجود طالبان.<ref>Neville, Leigh, p.36</ref>
=== القصف الجوي المستمر ===
[[ملف:US propaganda leaflets dropped on Afghanistan.jpg|تصغير|صور من منشورات الدعاية الأمريكية التي أُلقيت فوق أفغانستان]]
انقسمت مفرزة العمليات ألفا «595 ODA» إلى مجموعتين: ألفا وبرافو. امتطت ألفا على ظهور الخيل مع قوات الجنرال دوستم الأوزبكية إلى مقره للتخطيط للهجوم الوشيك على مزار شريف. وتم تكليف برافو بتطهير وادي داريسوف التابع لطالبان والسفر إلى جبال ألما تاك لإلقاء نظرة فاحصة على منطقة عملياتها.<ref name="Neville, Leigh p.37">Neville, Leigh, p.37</ref>
في 20 أكتوبر 2001، وجه عنصر ألفا من 595 ODA أول قنبلة [[ذخائر الهجوم المباشر المشترك]] من طائرة [[بي-52 ستراتوفورتريس|B-52]]، مما أثار إعجاب دوستم، الذي سخر على طالبان في ترددات الراديو الخاصة بهم.<ref name="Neville, Leigh p.37"/> وبعد أسبوعين من بدء الحملة طالب تحالف الشمال بأن تركز الحملة الجوية بشكل أكبر على الخطوط الأمامية. وطالبوا بضربات جوية على الأهداف وقصف مركبات طالبان، والأسلحة المضادة للطائرات، ومدرعاتهم وخنادقهم وإمدادات الذخيرة.
أجرت الولايات المتحدة حربًا نفسية خاصة بها مع طائرات [[لوكهيد إي سي - 130|EC-130E Commando Solo]] التي بثت إرسالًا إذاعيا باللغتين الدارية والباشتو إلى المدنيين الأفغان. تم إسقاط أجهزة الراديو مع الطرود الإنسانية التي تم إصلاحها لتلقي الأخبار والموسيقى الأفغانية فقط من محطة إذاعية تابعة للتحالف. كما أسقطت طائرات العمليات الخاصة التابعة للقوات الجوية أعدادًا ضخمة من منشورات للحرب النفسية، واتهمت طالبان والقاعدة بأنهم مجرمين دمروا أفغانستان، ووعدوا بمبلغ 25 مليون دولار أمريكي لأي شخص يقدم معلومات تؤدي إلى مكان وجود بن لادن.<ref>Neville, Leigh page 15.</ref>
وفي بداية نوفمبر هاجمت الطائرات الأمريكية الخطوط الأمامية بقنابل «[[:en:Daisy cutter]] » -وهي قنابل محمولة جوا هائلة القوة تستمد قوتها التدميرية من خليط نترات الأمونيوم ومسحوق الألمنيوم بالهواء- وطائرات حربية من طراز [[لوكهيد إيه سي-130|إيه سي -130]]. وفي الثاني من نوفمبر دُمِرّت خطوط طالبان الأمامية وبدا أن الزحف نحو كابول ممكناً. ووفقًا للمؤلف [[ستيفن تانر]]؛
: بعد شهر من حملة القصف الأمريكية، بدأ التذمر من حملة القصف الأمريكية يصل إلى واشنطن من أوروبا والشرق الأوسط وباكستان حيث طلب [[برويز مشرف|مشرف]] وقف القصف. بعد أن بدأت الحرب بأكبر مخزون يمكن تخيله من السلطة الأخلاقية، كانت الولايات المتحدة تريد تمريرها خلال هجمات عالية المستوى باستخدام أكثر الاختراعات المروعة التي ابتكرها علماءها.<ref name="Tanner">{{استشهاد بكتاب|الأخير=Tanner|الأول=Stephen|عنوان=Afghanistan: A Military History from Alexander the Great to the War against the Taliban|سنة=2002|ناشر=Da Capo Press|مكان=Cambridge, Massachusetts, United States of America|isbn=978-0-306-81826-4|صفحة=[https://archive.org/details/afghanistanmilit00tann/page/300 300]|مسار الفصل=https://books.google.com/books?id=8BVIKsDbdKYC&pg=PA300|طبعة=2009|تاريخ الوصول=13 April 2012|الفصل=12 – The Americans|مسار=https://archive.org/details/afghanistanmilit00tann/page/300| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210308051230/https://archive.org/details/afghanistanmilit00tann/page/300 | تاريخ أرشيف = 8 مارس 2021 }}</ref>
ساهم فريق برافو التابع لـ ODA 595 في إرشاده للغارات الجوية في وادي داري سوف، مما أدى إلى قطع وتدمير تعزيزات طالبان وإحباط محاولاتها للتخفيف من قواتها المحاصرة في الشمال. وبدأت الضربات الجوية شبه المستمرة تزيد من التأثير بقوة، وبدأت طالبان في الانسحاب نحو مزار شريف. تبعتها قوات دوستم وفريق ألفا التابع لـ ODA 595، وتوقفوا مؤقتًا فقط للمساعدة بإلقاء المزيد من القنابل على مقاتلي طالبان باستخدام محدد الليزر لقوات العمليات الخاصة (SOFLAM)، وهو جهاز ينبعث من نقطة التصويب بالليزر ويمكن أن تتبعها قنبلة ذكية مثل [[ذخائر الهجوم المباشر المشترك]].
وفي سهول شومالي بدأ ODA 555 وفريق CIA Jawbreaker الملحق بقوات فهيم خان في توجيه ضربات جوية على مواقع طالبان المتحصنة في الطرف الجنوبي الشرقي من القاعدة الجوية السوفيتية السابقة في [[قاعدة بغرام|بغرام]]. أقاموا نقطة مراقبة في برج مراقبة حركة جوي مهجور وبه خطوط رؤية مثالية، بتوجيه قنبلتين Daisy Cutter مما دمر خطوط طالبان. وفي 5 نوفمبر 2001، توقف تقدم دوستم وقواته في قرية باي بيش التي تسيطر عليها طالبان في وادي داري سوف الحيوية استراتيجيًا. وقد تمكنت طالبان المتحصنة من صد هجومين سابقين للتحالف الشمالي. فأعد دوستم رجاله لمتابعة عملية قصف من طائرة B-52 بسلاح الفرسان، وبينما كانت الطائرة B-52 تقترب الموقع، فأسقطت ثلاثة أو أربع قنابل على مواقع طالبان، فتمكن رجال دوستم من القضاء على المدافعين هن طالبان.
[[ملف:SF Sgt Mario Vigil with SF and NA forces west of Konduz in November 2001.jpg|تصغير|الرقيب ماريو فيجيل (يسار) إلى جانب مقاتلي [[التحالف الشمالي]] غرب [[حصار قندوز|قندوز]]، نوفمبر 2001]]
ذهب بوش إلى نيويورك في 10 نوفمبر 2001 ليلقي كلمة أمام الأمم المتحدة. وقال إن الولايات المتحدة ليست فقط في خطر التعرض لمزيد من الهجمات، ولكن كذلك جميع الدول الأخرى في العالم. لاحظ تانر أن «كلماته لها تأثير. وجددت معظم الدول دعمها للجهود الأمريكية، بما في ذلك التزامات المساعدة المادية من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان ودول أخرى».<ref name="Tanner" />
تولى مقاتلو القاعدة الأمن في المدن الأفغانية. وكانت قوات [[التحالف الشمالي]] تخطط للاستيلاء على مزار شريف، وقطع خطوط إمداد طالبان لتمكين وصول المعدات من الشمال ثم مهاجمة كابول. خلال الأشهر الأولى كان للجيش الأمريكي وجود محدود على الأرض. فقد نسقت القوات الخاصة وضباط الاستخبارات مع الميليشيات الأفغانية وتقدموا بعد تعطيل حركة طالبان بالقصف الجوي.<ref name="ColbyFreePress20011015">{{استشهاد بخبر |عنوان=U.S. jets hit suspected bin Laden camp |ناشر=[[Colby Free Press]] |تاريخ=October 15, 2001}}</ref><ref name="FoxNews20011105">{{استشهاد بخبر |عنوان=Massive American Bombing on Taliban Front Lines |ناشر=Fox News |مؤلف=Refet Kaplan |تاريخ=November 5, 2001|مؤلف-وصلة=Refet Kaplan }}</ref><ref name="NYTimes20011028">{{استشهاد بخبر |عنوان= Waging a Deadly Stalemate on Afghanistan's Front Line |عمل=[[نيويورك تايمز]] |مؤلف=David Rohde |تاريخ=October 28, 2001|مؤلف-وصلة=David Rohde }}</ref>
تقع جبال [[تورا بورا]] شرق كابول على الحدود الباكستانية. يعتقد محللون أميركيون أن طالبان والقاعدة قد حفروا فيها شبكات محصنة من الكهوف والمخابئ تحت الأرض. وقد تعرضت المنطقة لقصف مكثف من [[بي-52 ستراتوفورتريس|طائرات B-52]].<ref name=ColbyFreePress20011015 /><ref name=FoxNews20011105 /><ref name=NYTimes20011028 /><ref name="AsiaTimes20011207">{{استشهاد بخبر|عنوان=Taking a spin in Tora Bora |عمل=[[آسيا تايمز]] |مؤلف=Pepe Escobar |تاريخ=December 7, 2001|مؤلف-وصلة=Pepe Escobar }}</ref>
بدأت أهداف الولايات المتحدة تبتعد عن أهداف التحالف الشمالي. فالولايات المتحدة كانت تواصل البحث عن أسامة بن لادن، بينما أراد تحالف الشمال القضاء على طالبان.
=== معركة مزار شريف ===
{{مفصلة|سقوط مزار شريف}}
[[ملف:Special Forces at the Fall of Mazar i Sharif.PNG|تصغير|[[القوات الخاصة الأمريكية|القوات الخاصة بالجيش الأمريكي]] عند وصولها إلى مزار شريف مع مقاتلي التحالف الشمالي في 10 نوفمبر]]
تعد مزار شريف مهمة لأنها موطن [[المسجد الأزرق (مزار شريف)|ضريح علي]] أو المسجد الأزرق وهو موقع إسلامي مقدس، ولأنها مركز نقل مهم بمطارين رئيسيين وطريق إمداد رئيسي يؤدي إلى [[أوزبكستان]].<ref name="nyt">''[[نيويورك تايمز]]'', [https://query.nytimes.com/gst/fullpage.html?res=9A00E4D61438F933A25752C1A9679C8B63&n=Top/Reference/Times%20Topics/Subjects/F/Food The Battle for Mazar-i-Sharif], November 10, 2001 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210304090958/https://www.nytimes.com/2001/11/10/opinion/the-battle-for-mazar-i-sharif.html |date=4 مارس 2021}}</ref> فالاستيلاء على المدينة يمكّن من وصول المساعدات الإنسانية للتخفيف من أزمة غذاء تلوح في الأفق هددت أكثر من ستة ملايين شخص بالمجاعة. وكان العديد ممن هم في أمس الحاجة إليها يعيشون في مناطق ريفية جنوب وغرب مزار الشريف.<ref name="nyt" /><ref name=cbcca /> وفي 9 نوفمبر 2001 تغلبت قوات [[التحالف الشمالي]] بقيادة دوستم و[[عطا محمد نور]] على المقاومة عبر جسر بل-إمام-بخري<ref name="gov">Cahlink, George. [http://www.govexec.com/features/1202/1202s4.htm Building a Presence], December 15, 2002 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120119045850/http://www.govexec.com/features/1202/1202s4.htm|date=2012-01-19}}</ref><ref name="spec">''Special Warfare Journal'', "The Liberation of Mazar e Sharif: 5th SF group conducts UW in Afghanistan", June 1, 2002</ref> واستولت على القاعدة العسكرية الرئيسية بالمدينة والمطار.
ساعد أعضاء ODA 595 و ODA 534 ومعهم سبعة أعضاء من وكالة المخابرات المركزية<ref name=specialops/><ref>Neville, Leigh, p.38-41</ref><ref name="مولد تلقائيا8">"Frontlines", August 2, 2002</ref>{{Sfn|Call|2010|pp=24–25}} حوالي 2000 عضو من التحالف الشمالي في مهاجمة مزار شريف على ظهور الخيل والشاحنات الصغيرة وعربات BMP الناقلة الأفراد. استخدمت القوات الأمريكية الدعم الجوي لتدمير مدرعات ومركبات طالبان. بعد معركة قصيرة ولكنها دامية استمرت 90 دقيقة، انسحبت طالبان مما أدى إلى احتفالات.<ref name="cbcca">{{استشهاد بخبر|مسار= https://www.cbc.ca/news/world/opposition-troops-closing-in-on-mazar-e-sharif-1.293743 |عنوان=Opposition troops closing in on Mazari Sharif |ناشر=CBC |مكان=Canada |تاريخ=November 7, 2001 |تاريخ الوصول=August 2, 2011|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210308130939/https://www.cbc.ca/news/world/opposition-troops-closing-in-on-mazar-e-sharif-1.293743|تاريخ أرشيف=2021-03-08}}</ref><ref name="tony">{{استشهاد بخبر|مسار=http://www.time.com/time/nation/article/0,8599,183885,00.html |عنوان=Rebels: Mazar-i-Sharif is Ours |عمل=Time |تاريخ=November 9, 2001 |تاريخ الوصول=August 2, 2011 |الأول=Tony |الأخير=Karon |حالة المسار=dead |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20101202040816/http://www.time.com/time/nation/article/0,8599,183885,00.html |تاريخ أرشيف=December 2, 2010 }}</ref> وذكر مسؤولون من الأمم المتحدة ومنظمات أخرى أن مذبحة قامت بها قوات التحالف الشمالي قد جرت بعد استسلام المدافعين في المدرسة، قبل لحظات من قيام طائرة حربية أمريكية بإلقاء قنبلتين أو أربع قنابل زنة ألف رطل. وانتشر المقاتلون بسرعة للهروب، فأطلق التحالف الشمالي النار عليهم أثناء فرارهم، مما أدى إلى مقتل 800 شخص. وذكرت تقارير لاحقة أن التحالف الشمالي قام بقصف المدرسة، بدلاً من قيام طائرة حربية أمريكية بإلقاء القنابل عليهم، <ref name="spec" /> وبعد المعركة، حصل ستيفن تومات على [[وسام النجمة الفضية]] لإرشاده في الهجوم الجوي على ست سيارات ومدرسة.<ref name="close">Call, Steve. "Danger Close", {{ردمك|1-58544-624-6}}, 2007. pp. 24-25</ref><ref>[http://www.homeofheroes.com/valor/08_WOT/ss_GWOT/citations_USAF.html Silver Star Citation: Tomat, Stephen E.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180302204838/http://www.homeofheroes.com/valor/08_WOT/ss_GWOT/citations_USAF.html |date=02 مارس 2018}}</ref><ref name="flee">Struck, Doug. [[واشنطن بوست]], [https://archive.seattletimes.com/archive/?date=20011112&slug=insidemazar12 Fleeing Taliban left Pakistanis in Mazar-e-Sharif], November 12, 2001 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160303195844/http://community.seattletimes.nwsource.com/archive/?date=20011112&slug=insidemazar12 |date=03 مارس 2016}}</ref><ref>Neal, A1C Jason A. 43rd Airlift Wing Public Affairs, "Silver cross awarded to three airmen", 2002</ref><ref>[[Military Times]], [http://militarytimes.com/citations-medals-awards/recipient.php?recipientid=3783 Medal of Honor Citations for Stephen Tomat] {{وصلة مكسورة|تاريخ=مايو 2019|bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20140813211142/http://www.militarytimes.com/citations-medals-awards/recipient.php?recipientid=3783|date=13 أغسطس 2014}}</ref><ref>Call, Steve. "Danger Close: Tactical Air Controllers in Afghanistan and Iraq", 2007. p. 22-23</ref>
كان سقوط المدينة بمثابة ضربة هيكلية لطالبان،<ref name="tony" /> وأثبت في النهاية أنه صدمة كبيرة،{{sfn|Call|pp=24–25}} نظرًا لأن القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) كانت تعتقد أن المدينة ستبقى بيد طالبان حتى العام التالي<ref>Maloney, Sean M. [http://www.army.mil/professionalWriting/volumes/volume2/october_2004/10_04_1.html Afghanistan: From here to eternity?] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20090115064058/http://www.army.mil/professionalwriting/volumes/volume2/october_2004/10_04_1.html |date=January 15, 2009 }} Spring 2004</ref> وأي معركة محتملة ستتطلب تقدمًا بطيئًا للغاية.<ref name="top">''[[Topeka Capital Journal]]'', [http://www.cjonline.com/stories/111001/ter_cityfall.shtml Taliban: Key city has fallen] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20110805231600/http://cjonline.com/stories/111001/ter_cityfall.shtml|date=August 5, 2011}}, November 10, 2001</ref>
بعد شائعات بأن الملا [[داد الله]] كان متجهًا لاستعادة المدينة بما يصل إلى 8000 مقاتل، تم نقل ألف جندي أمريكي من الفرقة الجبلية العاشرة جواً إلى المدينة، مما وفر أول موقع قوي يمكن من خلاله الوصول إلى كابل وقندهار.<ref name="fajr">Khan, M. Ismail. [[داون (صحيفة)|داون]], [http://www.dawn.com/2001/11/10/top2.htm Mazar falls to Alliance: Taliban says they're regrouping] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20101110035824/http://www.dawn.com/2001/11/10/top2.htm |date=November 10, 2010 }}, November 10, 2001, and Crane, Conrad. [http://www.au.af.mil/au/awc/awcgate/ssi/crane_hydra.pdf Facing the Hydra: Maintaining Strategic Balance while Pursuing a Global War Against Terrorism] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20101228120009/http://www.au.af.mil/au/awc/awcgate/ssi/crane_hydra.pdf |date=28 ديسمبر 2010 }}, May 2002</ref> أصبح لدى القوات الجوية الأمريكية الآن مطار يسمح لها بالتحليق بمزيد من الطلعات الجوية لمهام إعادة الإمداد.<ref name="tony" />{{sfn|Dolan|2005|p=150}}
بدأت القوات المدعومة من الولايات المتحدة على الفور بالبث من راديو مزار الشريف، قناة صوت الشريعة السابقة لحركة طالبان،<ref>Clandestine Radio Watch, [http://www.schoechi.de/crw/crw088e.html Afghan Balkh radio from Balkh Province, Mazar-e Sharif, inDari 10, 1 November (via BBCM via DXLD 1–169)] {{webarchive |url=https://web.archive.org/web/20110719082550/http://www.schoechi.de/crw/crw088e.html |date=July 19, 2011 }}</ref> ومن ضمنها خطاب للرئيس السابق رباني.<ref name="lose">[[الغارديان]], [https://www.theguardian.com/world/2001/nov/07/afghanistan.terrorism1 Taliban lose grip on Mazar i Sharif], November 7, 2001 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210817205414/https://www.theguardian.com/world/2001/nov/07/afghanistan.terrorism1|date=2021-08-17}}</ref>
في 10 نوفمبر تم إدخال مشغلين من سرب C SBS عبر طائرتين من طراز C-130 في مطار بغرام بعد الاستيلاء عليه، وتسبب في حدوث مأزق سياسي فوري مع قيادة التحالف الشمالي، التي ادعت أن البريطانيين فشلوا في التشاور بشأن الانتشار.<ref name="ReferenceB">Farrell, Theo, ''Unwinnable: Britain's War in Afghanistan, 2001–2014'', Bodley Head, 2017 {{ردمك|1847923461|978-1847923462}}, P.81-82</ref> لم تقدم الحكومة البريطانية أي تحذير مسبق أو طلبت إذنًا من التحالف الشمالي للانطلاق. وكان وزير خارجية تحالف الشمال [[عبد الله عبد الله]] غاضبًا لأنه اعتبر أن الوصول غير المرغوب فيه انتهاك للسيادة، واشتكى بمرارة إلى رئيس المكتب الميداني لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، مهددًا بالاستقالة إذا لم ينسحب البريطانيون. كما حدث نبهت الحكومة البريطانية نائب رئيس بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان من أنها تنشر قوات في بغرام، وإن كان ذلك في ملحوظة بسيطة. عند وصوله في الرحلة الأولى تجاهل العميد [[غرايم لامب]] مدير القوات البريطانية الخاصة عبد الله وتوجه إلى [[وادي بنجشير]]، حيث قدم احترامه لقبر [[أحمد شاه مسعود]] وأجرى محادثات مع قادة تحالف الشمال. حاول وزير الخارجية البريطاني طمأنة تحالف الشمال بأن الانتشار لم يكن طليعة لجيش حفظ السلام البريطاني، لكن قادة التحالف الشمالي لم يصدقوه؛ ومع تهديد تحالف الشمال بإطلاق النار على ناقلات القوات الجوية الملكية الوافدة تم تعليق الانتشار.<ref name="ReferenceB"/>
في 11 نوفمبر في وسط شمال أفغانستان، قدمت ODA 586 النصيحة للجنرال داود خان خارج مدينة [[تالقان]] لتنسيق مجموعة من الضربات الجوية التمهيدية. ولكن فاجأ الجنرال الجميع بشن هجوم مشاة مرتجل حاشد على طالبان التي تسيطر على المدينة. وقبل أن يتم إسقاط القنبلة الأولى سقطت المدينة.
=== سقوط كابل ===
{{مفصلة|سقوط كابل (2001)}}
في ليلة 12 نوفمبر فرت قوات طالبان من كابل. فدخلتها في اليوم التالي قوات التحالف الشمالي (بدعم من ODA 555)،<ref name="Neville, Leigh p.43">Neville, Leigh, '' Special Forces in the War on Terror (General Military)'', Osprey Publishing, 2015 {{ردمك|978-1472807908}}, p.43</ref> فأصبحت كابل بيدهم. وبعد سقوطها توالت الانهيارات في مواقع طالبان. فسقطت جميع المقاطعات الأفغانية على طول الحدود الإيرانية في غضون 24 ساعة، بما فيها [[هراة|هرات]]. واستولى قادة البشتون المحليون وأمراء الحرب على جميع أنحاء شمال شرق أفغانستان مثل جلال آباد. وتراجعت معاقل طالبان في الشمال إلى مدينة [[قندوز]] الشمالية. وفي 13 نوفمبر بدأت قوات طالبان والقاعدة -وزعيمهم بن لادن- بالتحصن في تورا بورا، على بعد {{حول|50|km}} جنوب غرب جلال أباد. قام ما يقرب من 2000 من مقاتلي القاعدة وطالبان بتحصين أنفسهم في مواقع داخل المخابئ والكهوف.<ref>[[جوش تيرانجيل]]. [https://web.archive.org/web/20020203011908/http://www.time.com/time/nation/article/0,8599,188521,00.html "Inside Tora Bora: The Final Hours?"] ''Time'', December 16, 2001</ref>
وفي يوم 16 نوفمبر كانت آخر معاقل طالبان في شمال أفغانستان تحت الحصار. وواصل ما يقرب من 10,000 من مقاتلي طالبان المقاومة. ولكن وبسبب الخسائر الجسيمة أجبروا على التراجع نحو [[قندهار]]، مهد وموطن حركة طالبان و[[تورا بورا]]. فبدأت الولايات المتحدة في قصف معاقل الجبال في تورا بورا. في نفس الوقت كان عملاء وكالة المخابرات المركزية والقوات الخاصة ينشطون في المنطقة، وقاموا بتجنيد أمراء الحرب المحليين والتخطيط لشن هجوم كبير.<ref>Poolos, Alexandra. [http://insnews.org/world/focus/1101/kabul.world.reaction.report1.htm "Afghanistan: Seizure of Kabul Catches World by Surprise"] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160415094339/http://insnews.org/world/focus/1101/kabul.world.reaction.report1.htm |date=April 15, 2016 }} INS News. November 13, 2001</ref>
في غضون ذلك تمكنت الولايات المتحدة من تعقب وقتل الرجل الثالث في القاعدة [[محمد عاطف]] بقنبلة في منزله في كابل بين 14 و 16 نوفمبر 2001 مع حارسه أبو علي اليافعي وستة آخرين.<ref name="wnc">[[World News Connection]], [http://www.why-war.com/news/2003/10/29/alqaidam.html Al-Qa'ida member recalls US bombardment, accuses Taliban of betrayal] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20040610170428/http://www.why-war.com/news/2003/10/29/alqaidam.html|date=June 10, 2004}}, October 29, 2003</ref><ref>[[أسوشيتد برس]], [http://www.chron.com/disp/story.mpl/special/terror/front/1136330.html "Taliban confirms death of Osama bin Laden's military chief in US strike"], ''Houston Chronicle'', November 17, 2001 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210207100533/https://www.chron.com/news/article/Taliban-confirms-death-of-Osama-bin-Laden-s-2035185.php |date=7 فبراير 2021}}</ref>
وفي أماكن أخرى في أفغانستان انضمت القوات الخاصة البريطانية والأمريكية إلى التحالف الشمالي والجماعات المعارضة الأخرى [[سقوط هرات (2001)|للسيطرة على هرات]] في نوفمبر 2001. كما نشرت كندا [[التاريخ العسكري لأستراليا خلال الحرب في أفغانستان|وأستراليا]] قواتهما، وطلبت دول أخرى الإذن بالتمركز والوصول والتحليق.
=== معركة ترين كوت ===
{{مفصلة|معركة ترين كوت}}
[[ملف:Hamid Karzai and US Special Forces.jpg|تصغير|القوات الخاصة للجيش الأمريكي (ODA 574) مع [[حامد كرزاي]] في [[ولاية قندهار]]]]
في 14 نوفمبر 2001 دخلت 4 مروحيات [[سيكورسكي يو إتش-60 بلاك هوك|بلاك هوك MH-60K]] وبها وحدة (ODA 574) و[[حامد كرزاي]] مع قوة صغيرة من رجاله إلى [[ولاية أروزكان]].<ref name="Neville, Leigh p.43"/><ref>[https://web.archive.org/web/20030814193643/http://www.time.com/time/asia/2003/journey/afghanistan.html TIME's Asian Journey | Afghanistan: Home Free<!-- عنوان مولد بالبوت -->]</ref> وماأن سمع أهالي بلدة [[ترين كوت]] باقتراب قوة كرزاي حتى ثاروا وطردوا مسؤولي [[طالبان]]. دخل كرزاي القرية للقاء شيوخ البلدة. وأثناء وجوده هناك حشدت طالبان قوة من 500 رجل لاستعادة البلدة. فنشر كرزاي قوته الصغيرة بالإضافة إلى وحدة (ODA 574) لمنع تقدمهم. بالاعتماد بشدة على الدعم الجوي الموجه، تمكنت القوات الأمريكية من إيقاف تقدم طالبان وإبعادهم عن المدينة.<ref>[http://www.history.army.mil/brochures/Afghanistan/Operation%20Enduring%20Freedom.htm#p14a The United States Army in Afghanistan - Operation ENDURING FREEDOM - October 2001-March 2003] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210818165436/http://www.history.army.mil/brochures/Afghanistan/Operation%20Enduring%20Freedom.htm#p14a |date=18 أغسطس 2021}}</ref>
كانت هزيمة طالبان في ترين كوت انتصارًا مهمًا لكرزاي، الذي استخدم النصر لتجنيد المزيد من الرجال في عصابته الوليدة. وازدادت قوته لتصل إلى حوالي 800 رجل. وفي 30 نوفمبر غادروا ترين كوت متوجهين نحو [[سقوط قندهار|قندهار]].
=== سقوط قندوز ===
{{مفصلة|حصار قندوز|جسر قندوز الجوي}}
بدأ التركيز على [[قندوز]] آخر معاقل طالبان في الشمال؛<ref name="Neville, Leigh p.43"/> مع تزايد القصف على تورا بورا، استمر حصار قندوز. بدأ الجنرال داود خان و ODA 586 بتوجيه ضربات جوية ضخمة لإضعاف معنويات المدافعين من طالبان.<ref name="Neville, Leigh p.43"/> بعد 11 يومًا من القتال والقصف، استسلم مقاتلو طالبان لقوات [[التحالف الشمالي]] في 23 نوفمبر. ولكن قبلها بوقت قصير وصلت طائرات باكستانية لإجلاء أفراد المخابرات والجيش الذين كانوا يساعدون في قتال طالبان ضد التحالف الشمالي. يُزعم أن الجسر الجوي قد أدى إلى إجلاء ما يصل إلى خمسة آلاف شخص، ومنهم عناصر طالبان والقاعدة.<ref name="www_newyorker_com10">{{استشهاد بخبر |مؤلف=Seymour M. Hersh |مسار=http://www.newyorker.com/archive/2002/01/28/020128fa_FACT |عنوان=The Getaway |تاريخ=January 28, 2002 |عمل=The New Yorker |تاريخ الوصول=September 27, 2007| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20140701233224/http://www.newyorker.com/archive/2002/01/28/020128fa_FACT | تاريخ أرشيف = 1 يوليو 2014 }}</ref><ref name="www_msnbc_com11">{{استشهاد بخبر|مسار=http://www.msnbc.com/news/664935.asp?cp1=1 |عنوان=msnbc.com |تاريخ الوصول=September 27, 2007 |حالة المسار=dead |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20051216152224/http://www.msnbc.com/news/664935.asp?cp1=1 |تاريخ أرشيف=December 16, 2005 }}</ref><ref name="news_bbc_co_uk12">{{استشهاد بخبر |مسار=http://news.bbc.co.uk/2/hi/south_asia/1677157.stm|عنوان=Kunduz celebrates end of siege| تاريخ الوصول=September 27, 2007|تاريخ=November 26, 2001|عمل=BBC News| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210815131106/http://news.bbc.co.uk/2/hi/south_asia/1677157.stm | تاريخ أرشيف = 15 أغسطس 2021 }}</ref>
في أوائل ديسمبر 2001 مع انتهاء الغزو الأمريكي لأفغانستان تقريبًا، نقلت مليشيا جنبش حوالي 7500 من سجناء طالبان من قندوز إلى [[سجن شبرغان]]، وهي مليشيا قادها الجنرال [[عبد الرشيد دوستم]] وكانت تقاتل طالبان إلى جانب القوات الخاصة الأمريكية. مات من 1000إلى 3000 من سجناء طالبان اختناقًا في حاويات الشحن المعدنية المكتظة عند نقلهم بالشاحنات، أو قتلوا بالرصاص في حادث يعرف باسم [[مذبحة دشت ليلي]]. وقتل البعض بالرصاص عندما رمى الحراس الحاويات لفتح ثقوب للهواء. تم دفن الموتى في قبور يعتقد أنها في صحراء دشت ليلي غرب [[شبرغان]] في [[ولاية جوزجان]].<ref>{{استشهاد بخبر | عنوان = The Death Convoy Of Afghanistan | ناشر = [[نيوزويك]] | تاريخ = August 25, 2002 | مسار = http://www.thedailybeast.com/newsweek/2002/08/25/the-death-convoy-of-afghanistan.html | تاريخ الوصول = November 8, 2012 | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20130910030621/http://www.thedailybeast.com/newsweek/2002/08/25/the-death-convoy-of-afghanistan.html | تاريخ أرشيف = 10 سبتمبر 2013 }}</ref><ref>{{استشهاد ويب |عنوان=PHR Activities and Investigations Concerning the Mass Gravesite at Dasht-e-Leili Near Sheberghan, Afghanistan |ناشر=[[أطباء من أجل حقوق الإنسان]] |مسار=http://afghanistan.phrblog.org/get-the-facts/chronology/ |تاريخ الوصول=July 7, 2009 |حالة المسار=dead |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20090615043011/http://afghanistan.phrblog.org/get-the-facts/chronology/ |تاريخ أرشيف=June 15, 2009 }}</ref><ref>{{استشهاد بخبر| مسار=https://www.nytimes.com/2001/11/23/world/nation-challenged-siege-fierce-fighting-erupts-near-kunduz-despite-surrender.html?pagewanted=all | عمل=The New York Times | عنوان=A Nation challenged: Siege; Fierce Fighting Erupts Near Kunduz, Despite Surrender Deal | مؤلف1-الأول=Dexter | مؤلف1-الأخير=Filkins | مؤلف2-الأول=Carlotta | مؤلف2-الأخير=Gall | تاريخ=November 23, 2001 | تاريخ الوصول=March 30, 2010| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210703080700/https://www.nytimes.com/2001/11/23/world/nation-challenged-siege-fierce-fighting-erupts-near-kunduz-despite-surrender.html?pagewanted=all | تاريخ أرشيف = 3 يوليو 2021 }}</ref><ref>{{استشهاد بخبر| مسار=https://www.nytimes.com/2009/08/08/world/asia/08warlords.html | عمل=The New York Times | عنوان=Afghan Leader Courts the Warlord Vote | تاريخ=August 8, 2009 | تاريخ الوصول=March 30, 2010 | الأول=Richard A. | الأخير=Oppel Jr| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210705071543/https://www.nytimes.com/2009/08/08/world/asia/08warlords.html | تاريخ أرشيف = 5 يوليو 2021 }}</ref><ref>{{استشهاد بخبر| مسار=https://www.nytimes.com/2002/01/05/world/a-nation-challenged-the-captives-prison-packed-with-taliban-raises-concern.html?pagewanted=all | عمل=The New York Times | عنوان=A Nation challenged: The captives; Prison Packed With Taliban Raises Concern | مؤلف1-الأول=Carlotta | مؤلف1-الأخير=Gall | مؤلف2-الأول=Mark | مؤلف2-الأخير=Landler | تاريخ=January 5, 2002 | تاريخ الوصول=March 30, 2010| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210703080715/https://www.nytimes.com/2002/01/05/world/a-nation-challenged-the-captives-prison-packed-with-taliban-raises-concern.html?pagewanted=all | تاريخ أرشيف = 3 يوليو 2021 }}</ref><ref name=nytimes2009-07-18>{{استشهاد بخبر
| مسار=https://www.nytimes.com/2009/07/18/world/asia/18dostum.html?scp=6&sq=Taliban%20general&st=cse | عنوان=Afghan Warlord Denies Links to '01 Killings | تاريخ=July 18, 2009 | مؤلف=Rich Oppel | عمل=[[نيويورك تايمز]] | تاريخ الوصول=July 30, 2009| مؤلف-وصلة=Richard A. Oppel, Jr | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210705071459/https://www.nytimes.com/2009/07/18/world/asia/18dostum.html?scp=6&sq=Taliban%20general&st=cse | تاريخ أرشيف = 5 يوليو 2021 }}</ref><ref>{{استشهاد بخبر|مسار=http://www.rferl.org/content/It_Is_Impossible_Prisoners_Were_Abused/1779291.html|عنوان=It Is Impossible Prisoners Were Abused |الأخير=Dostum|الأول=Abdul Rashid|مؤلف-وصلة=Abdul Rashid Dostum|تاريخ=July 17, 2009|عمل=[[إذاعة أوروبا الحرة]]|تاريخ الوصول=July 30, 2009| مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20090801071341/http://www.rferl.org/content/It_Is_Impossible_Prisoners_Were_Abused/1779291.html| تاريخ أرشيف= August 1, 2009 | حالة المسار= live}}</ref>
=== معركة قلعة جنكي ===
{{مفصلة|معركة قلعة جنكي}}
في 25 نوفمبر عندما تم نقل سجناء طالبان إلى [[قلعة جنكي]] بالقرب من [[مزار شريف]]، هاجم عدد قليل من طالبان حراس من [[التحالف الشمالي]]. أثار هذا الحادث السجناء فتمرد منهم 600 سجين، سرعان ما استولوا على النصف الجنوبي من القلعة التي تعود للقرون الوسطى، وبها مستودع أسلحة مليء برشاشات [[أيه كيه-47|كلاشنكوف]] وقاذفات [[آر بي جي (توضيح)|آر بي جي]] و[[سلاح طاقم|أسلحة الطاقم]]. قُتل جوني ميشيل سبان أحد اثنين من عملاء [[وكالة المخابرات المركزية]] بالقلعة وكانا يستجوبون السجناء، مما مثل أول وفاة قتالية للأمريكان.<ref>Neville, Leigh, '' Special Forces in the War on Terror (General Military)'', Osprey Publishing, 2015 {{ردمك|978-1472807908}}</ref>
تمكن العميل الآخر من إجراء اتصالات مع [[القيادة المركزية للولايات المتحدة|القيادة المركزية الأمريكية]] التي نقلت طلبه للمساعدة إلى قوات العمليات الخاصة في مزار شريف. فوصل عملاء القبعات الخضراء و CIA في شاحنات صغيرة وبدأوا في الاشتباك مع السجناء المتمردين، وجرت معركة ضارية لوقف تمدد الانتفاضة؛ وخلال تلك الفترة هرب عميل CIA الآخر. استمرت المعركة على مدار 4 أيام، واستدعت القبعات الخضراء غارات جوية متعددة على أسرى طالبان، ومنها توجيه قنابل [[ذخائر الهجوم المباشر المشترك]].<ref>Neville, Leigh, p.72-74</ref>
واصلت الطائرات الحربية من طراز AC-130 القصف الجوي طوال الليل، وفي اليوم التالي (27 نوفمبر) تم كسر التمرد أخيرًا حيث أحضرت دبابات التحالف الشمالي [[تي-55|T-55]] إلى الفناء المركزي لإطلاق قذائف على العديد من المنازل السكنية التي تحتوي على طالبان. استمر القتال بشكل متقطع في الأسبوع حيث تم مسح البقايا الأخيرة من قبل قوات التحالف الشمالي لدوستم.<ref>Neville, Leigh, p.75</ref>
تم سحق التمرد بعد سبعة أيام من القتال. نجا 86 طالبان وقتل حوالي 50 من جنود التحالف الشمالي. كانت الثورة المعركة الأخيرة في شمال أفغانستان.<ref>{{استشهاد بخبر|مؤلف=Alex Perry |عنوان=Inside the Battle at Qala-i-Jangi |مسار=http://www.time.com/time/magazine/article/0,9171,1001390-1,00.html |تاريخ=April 8, 2007 |عمل=Time Magazine |تاريخ الوصول=April 9, 2007 |حالة المسار=dead |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20070930100844/http://www.time.com/time/magazine/article/0,9171,1001390-1,00.html |تاريخ أرشيف=September 30, 2007 }}</ref>
=== الاستيلاء على قندهار ===
بدأ حامد كرزاي ومعه وحدة «ODA 574» بالتحرك نحو قندهار، فجمع حوالي 800 مقاتل من قبائل البشتون المحلية الصديقة، ليكونوا ميليشيا تابعة له. [[معركة سيد ألما كالاي|واشتبكوا ليومين]] مع طالبان، التي حفرت في قمم التلال المطلة على جسر سيد ألما كالاي الاستراتيجي، ولم يتمكنوا من الاستيلاء على الجسر إلا بمساعدة القوة الجوية الأمريكية وفتحوا الطريق إلى قندهار.<ref name="Neville, Leigh p.44">Neville, p.44</ref>
وبدأت قندهار آخر معاقل طالبان تتعرض لحصار شديد في نهاية نوفمبر. وضغط قرابة 3000 مقاتل قبلي بقيادة كرزاي و[[غل أغا شيرزي]] -حاكم قندهار قبل استيلاء طالبان على السلطة- على قوات طالبان من الشرق وقطعوا خطوط الإمداد الشمالية إلى قندهار. وبدا التحالف الشمالي يظهر في الأفق في الشمال والشمال الشرقي.
تسللت «ODA 583» إلى وادي شين ناراي جنوب شرق قندهار لدعم غل أغا شيرزي حاكم قندهار السابق. وأنشأت في 24 نوفمبر مركز مراقبة سري سمح لها بطلب القصف الناري الجوي على مواقع طالبان.<ref name="Neville, Leigh p.45">Neville, Leigh, p.45</ref>
[[ملف:U.S. Marines humping in Afghanistan, November 2001.jpg|تصغير|يمين|مشاة البحرية الأمريكية من الوحدة الاستكشافية الخامسة عشرة يقودون الآخرين إلى موقع أمني بعد الاستيلاء على قاعدة عمليات طالبان الأمامية في 25 نوفمبر 2001]]
وفي يوم 25 نوفمبر أقام ما يقرب من 1000 من [[قوات مشاة بحرية الولايات المتحدة|مشاة البحرية الأمريكية]] قدموا على متن طائرات هليكوبتر من طراز [[سيكورسكي سي إتش-53إي سوبر ستاليون|CH-53E Super Stallion]] وطائرات C-130 [[قاعدة عمليات متقدمة]] تعرف باسم «Camp Rhino» في صحراء جنوب قندهار. كانت هذه أول قاعدة للتحالف، ومكنت من تشكيل قواعد أخرى. وقعت أول معركة كبيرة شاركت فيها القوات البرية الأمريكية بعد يوم واحد من بناء المخيم، عندما اقتربت 15 عربة مدرعة تابعة لطالبان من القاعدة وتعرضت لهجوم بطائرات هليكوبتر حربية، مما أدى إلى تدمير العديد منها. في غضون ذلك استمرت الضربات الجوية في قصف مواقع طالبان داخل المدينة حيث الملا عمر الذي بقي متحديًا على الرغم من أن حركته كانت مسيطرة على أربعة ولايات فقط من بين 30 ولاية نهاية نوفمبر، ودعا قواته للقتال حتى الموت.
في 5 ديسمبر سقطت قنبلة بسعة 2000 رطل وموجهة بواسطة [[نظام التموضع العالمي|نظام تحديد المواقع العالمي]] (GPS) على وحدة القبعات الخضراء «ODA 574»، مما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة بقية الفريق، كما قتل أكثر من 20 من أفراد مليشيا كرزاي وأصيب كرزاي نفسه بجروح طفيفة.<ref name="Neville, Leigh p.44"/>
في 6 ديسمبر أُُبلغ كرزاي بأنه سيكون الرئيس القادم لأفغانستان، كما تفاوض على استسلام ناجح لكل من قوات طالبان المتبقية حول سيد ألما كالاي ومدينة قندهار بأكملها. بدأت وحدتي ODA 524 و ODB 570 وميليشيا كرزاي حملتهم الأخيرة لتطهير المدينة.<ref name="Neville, Leigh p.45"/> رفضت الحكومة الأمريكية العفو عن عمر أو أي من قادة طالبان. وفي 7 ديسمبر استولت قوات شيرزي على [[مطار أحمد شاه بابا الدولي|مطار قندهار]] وتحركت في المدينة. خرج الملا عمر من قندهار مع مجموعة من الموالين وانتقل إلى الشمال الغربي إلى جبال [[ولاية أروزكان]]. وقد ورد آخر مرة شوهد فيها وهو يغادر في قافلة من الدراجات النارية.
وفر قادة طالبان الآخرون إلى باكستان عبر ممرات بعيدة في ولايتي [[ولاية بكتيا|بكتيا]] و[[ولاية بكتيكا|بكتيكا]]. استسلمت بلدة [[سبين بولدك]] الحدودية في نفس اليوم إيذانا بنهاية سيطرة طالبان في أفغانستان. استولت المليشيات الأفغانية بقيادة [[غل أغا شيرزي]] على قندهار، بينما سيطرت قوات المارينز الأمريكية على المطار وأقامت قاعدة أمريكية.
=== معركة تورا بورا ===
{{مفصلة|معركة تورا بورا}}
[[ملف:American commandos used this compound as their HQ in Nangarhar Nov 2001.jpg|تصغير|مقر قيادة القوات الخاصة للجيش الأمريكي في [[ولاية ننكرهار]]، نوفمبر 2001]]
[[ملف:Strikes on Tora Bora.png|تصغير|القصف الجوي على تورا بورا]]
بعد سقوط كابول وقندهار، انسحب ابن لادن ومعه زعماء القاعدة وقادة بارزون آخرون إلى [[جلال آباد|جلال أباد]] ب[[ولاية ننكرهار]]، ومن هناك انتقلوا إلى منطقة [[تورا بورا]] في {{وإو|لغ=en|تر=Spīn Ghar|عر=سبين غار|نص=الجبال البيضاء}} على بعد 20 كيلومترًا من الحدود الباكستانية. - حيث كانت هناك شبكة من الكهوف ودفاعات معدة استخدمها المجاهدون خلال [[الحرب السوفيتية في أفغانستان|الحرب السوفيتية الأفغانية]]. أرشدت عمليات اعتراض الاتصالات واستجواب مقاتلي طالبان والقاعدة الأسرى إلى وجود أعداد كبيرة من المقاتلين الأجانب واحتمال وجود أشخاص مهمين في تلك المنطقة أو انتقلوا إليها؛ بدلاً من الالتزام بالقوات التقليدية، اتخذت القيادات العليا في [[البيت الأبيض]] و[[بنتاغون|البنتاغون]] قرارًا بعزل وتدمير عناصر القاعدة في المنطقة بقوات العمليات الخاصة الأمريكية بدعم قوات الميليشيات الأفغانية - بسبب الخوف من تكرار تجربة السوفييت في المنطقة.<ref>Neville, Leigh, '' Special Forces in the War on Terror (General Military)'', Osprey Publishing, 2015 {{ردمك|978-1472807908}}, p.45-46</ref>
تم إرسال ODA 572 وفريق CIA Jawbreaker إلى تورا بورا لتقديم المشورة للقوات الشرقية المناهضة لطالبان بقيادة اثنين من أمراء الحرب: {{وإو|لغ=en|تر=Hazrat Ali (Afghan politician)|عر=حضرة علي (سياسي أفغاني)|نص=حضرة علي}} و[[محمد زمان]] (كليهما كان لديه انعدام ثقة شديد تجاه الآخر)؛ استخدمت وكالة المخابرات المركزية [[عملة صعبة|العملة الصعبة]] في تجنيد حوالي 2500 إلى 3000 من الميليشيات الأفغانية للمعركة القادمة؛ استخدمت القاعدة تورا بورا ليكون حصنها الأخير. مع انطلاق المعركة ارشدت وحدة «ODA 572» الطيران بضربات جوية دقيقة (15,000 رطل كانت تستخدم في كثير من الأحيان «Daisy Cutters»)، في حين أطلقت الميليشيات الأفغانية عددًا من الهجمات سيئة التنسيق والتنفيذ على مواقع «القاعدة» الثابتة مع امكانية نجاح يمكن التنبؤ بها. اكتشفت القبعات الخضراء أن الميليشيات تفتقر إلى الدافع والمهارة للمعركة: وفقًا وحدة «ODA 572» فإنهم يكسبون الأرض في الصباح بعد الضربات الجوية الأمريكية ثم يتخلون عن تلك المكاسب في نفس اليوم، كما أنهم ينسحبون إلى قواعدهم ليلاً للنوم. مع ضعف هجوم المليشيات الأفغانية وضغط وحدتي CIA و ODA الشديد، تم اتخاذ قرار بنشر المزيد من القوات في المعركة.<ref>Neville, Leigh, p.47</ref>
تم نشر 40 عسكريا من [[قوة دلتا|دلتا فورس]] في تورا بورا وتولوا القيادة التكتيكية للمعركة من وكالة المخابرات المركزية، وانضم إلى مجموعة دلتا فورس عددًا من أعضاء [[جهاز الاستخبارات البريطاني]] إلى جانب {{وإو|لغ=en|تر=Special Boat Service|عر=وحدة الزوارق الخاصة|نص=وحدة الزوارق البريطانية}} SBS. توزعت مجموعة دلتا إلى فرق صغيرة مدمجة داخل الميليشيات وأرسلوا مشغلي [[استطلاع (عسكرية)|الاستطلاع]]الخاصين بهم لالتقاط مسار بن لادن، في النهاية وبمساعدة القبعات الخضراء ومشغلي وكالة المخابرات المركزية الذين داهنوا المليشيات، تم إحراز بعض التقدم. وافق قائد مجموعة دلتا على تقييم Jawbreaker للوضع وطالب بعرقلة القوات أو نثر الألغام الأرضية لمنع الممرات الجبلية للعدو، ومنذ أن تم رفض نشر كتيبة Ranger ، طلب من مشغليه تنفيذ دورهم المقترح لكن جميع طلباته رفضها الجنرال فرانكس. وفي 12 ديسمبر بعد أسبوعين من المعركة، بدأ قائد المليشيا الأفغانية [[محمد زمان|زمان]] مفاوضات مع القاعدة وطالبان المحاصرين في تورا بورا، على الرغم من إحباطات الأمريكيين والبريطانيين، فقد طُلبت هدنة مؤقتة حتى الساعة 0800 من صباح اليوم التالي للسماح للقاعدة بالموافقة المزعومة على شروط الاستسلام من قبل مجلس الشورى (اجتماع المجموعة). وكانت تلك خدعة للسماح لمئات من القاعدة وأعضاء [[اللواء 055]] بالهروب ليلاً باتجاه باكستان.<ref>Neville, Leigh, p.48-49 69-70</ref><ref name="Corera, Gordon 2012">Corera, Gordon, ''MI6: Life and Death in the British Secret Service'', W&N, 2012, {{ردمك|0753828332|978-0753828335}}, p.338</ref>
في اليوم التالي مكن راديو ICOM محمول باليد انتشل من جثة أحد مقاتلي القاعدة القتلى لأعضاء مجموعة دلتا و SBS و CIA و MI6 بسماع صوت بن لادن - على ما يبدو يعتذر لأتباعه لقيادته لهم إلى تورا بورا وبمباركته لصمودهم في الحصار - يعتقد أنه موجه لأتباعه الذين بقوا للدفاع عن أي هجوم للسماح بن لادن بالفرار. وكثرت الشائعات ذات المصداقية عن مدفوعات نقدية قام بها بن لادن إلى واحد على الأقل من أمراء الحرب - ربما يكون إحجام المليشيا الأفغانية عن هجوم ضاغط بسبب رشاوى مماثلة. واعتقد قائد فريق CIA Jawbreaker في تورا بورا أن مجموعتين كبيرتين من القاعدة هربتا: المجموعة الأصغر المكونة من 130 جهاديًا هربت شرقًا إلى باكستان، بينما المجموعة الثانية وفيها بن لادن و 200 جهادي سعودي ويمني سلكوا الطريق عبر الجبال. إلى مدينة [[باراتشينار]] الباكستانية؛ ويعتقد قائد مجموعة دلتا أن بن لادن عبر الحدود إلى باكستان يوم 16 ديسمبر. اكتشف عملاء الاستطلاع لدلتا رجلاً طويل القامة يرتدي سترة مموهة مع عدد كبير من المقاتلين الذين يدخلون كهفًا، أرشد الفريق الطيران للغارات الجوية باعتقاد واضح بأنه بن لادن. لكن تحليل الحمض النووي لاحقًا من البقايا لم يتطابق مع بن لادن. مع رحيل غالبية أعضاء القاعدة وطالبان، انتهت المعركة، ومن الصعب تأكيد الإحصائيات الرسمية لمقتل المئات من القاعدة في تورا بورا لأن العديد من الجثث دُفنت في الكهوف أو تبخرت بالقنابل، وقد أخذوا معهم ربما أقل من 60 سجينًا.<ref name="Corera, Gordon 2012"/><ref>Neville, Leigh, p.48-49</ref><ref name="Neville">{{استشهاد بكتاب |مؤلف1-الأخير=Neville|مؤلف1-الأول=Leigh |عنوان=Special Operations Forces in Afghanistan (Elite)|ناشر= Osprey Publishing |سنة=2008 |isbn=978-1846033100}}p.20</ref> وفي 17 ديسمبر زُعم أن كشافة الحدود الباكستانية وبمساعدة من أعضاء من قيادة العمليات الخاصة المشتركة ووكالة المخابرات المركزية قبضوا على حوالي 300 مقاتل أجنبي آخر.
في 20 ديسمبر دخلت وحدة ODA 561 في الجبال البيضاء لدعم وحدة ODA 572 في إجراء كشف على للكهوف وللمساعدة في استخراج الحمض النووي من أجساد المقاتلين.<ref>Neville, Leigh, p.49</ref>
واصلت القوات الأمريكية والبريطانية عمليات البحث حتى يناير، لكن لم يظهر أي مؤشر على قيادة القاعدة. قُتل ما يقدر بنحو 200 من مقاتلي القاعدة خلال المعركة، إلى جانب عدد غير معروف من مقاتلي القبائل الموالية. ولم يتم الإبلاغ عن أي وفيات أمريكية أو بريطانية.
=== الجهود الدبلوماسية والإنسانية ===
[[ملف:Defense.gov News Photo 011216-D-2987S-241.jpg|تصغير|وزير الدفاع الأمريكي [[دونالد رامسفيلد]] مع القوات في [[قاعدة بغرام]] الجوية، ديسمبر 2001]]
[[ملف:ISAF-Logo.svg|تصغير|شعار الـ ISAF]]
استضافت الأمم المتحدة في ديسمبر 2001 مؤتمر بون. ولكنها استبعدت طالبان، وشاركت أربع جماعات معارضة أفغانية. وكان من بين المراقبين ممثلو الدول المجاورة وغيرها من الدول الكبرى المشاركة. ونتج عن المؤتمر [[اتفاقية بون (أفغانستان)|اتفاقية بون]] التي أخرجت السلطة الأفغانية المؤقتة التي كانت «مستودع للسيادة الأفغانية» وحددت ما يسمى بعملية بيترسبرغ التي أدت إلى دستور وحكومة جديدين.
تضمن [[قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1378]] في 14 نوفمبر 2001 «إدانة طالبان لسماحها باستخدام أفغانستان قاعدة لتصدير الإرهاب من شبكة القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى، وتوفير ملاذ آمن لأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة وغيرهم من المرتبطين بهم. ودعم جهود الشعب الأفغاني لاستبدال نظام طالبان».<ref>{{استشهاد ويب |مسار= https://www.un.org/News/Press/docs/2001/sc7212.doc.htm |عنوان=UN Security Council resolution 1378 (2001) |ناشر=United Nations |تاريخ الوصول=August 2, 2011|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20140625111518/http://www.un.org/News/Press/docs/2001/sc7212.doc.htm|تاريخ أرشيف=2014-06-25}}</ref>
وكان [[برنامج الأغذية العالمي|برنامج الغذاء العالمي]] التابع للأمم المتحدة قد علق مؤقتًا أنشطته داخل أفغانستان في بداية الهجمات بالقصف لكنه استأنفها بعد سقوط طالبان.
=== قوة أمنية لكابل ===
سمحت الأمم المتحدة في 20 ديسمبر 2001 بوجود [[قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان]] (إيساف)، بتفويض لمساعدة الأفغان في الحفاظ على الأمن في كابل والمناطق المحيطة بها. تم إنشاؤها في البداية في المقر الرئيسي للفرقة الميكانيكية الثالثة البريطانية بقيادة اللواء [[جون ماكول (عسكري)|جون ماكول]]، ولم يتجاوز عددها في سنواتها الأولى 5000.<ref name="cdi1">[http://www.cdi.org/terrorism/isaf.cfm ISAF in Afghanistan] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20080225062850/http://www.cdi.org/terrorism/isaf.cfm |date=February 25, 2008 }} CDI, Terrorism Project – February 14, 2002.</ref> تلقت القوة دعوة من [[الإدارة الأفغانية المؤقتة|الحكومة الأفغانية المؤقتة]] الجديدة؛<ref>Farrell, Theo, ''Unwinnable: Britain's War in Afghanistan, 2001–2014'', Bodley Head, 2017 {{ردمك|1847923461|978-1847923462}}, P.82</ref> لم يمتد تفويضها إلى ما وراء منطقة كابل في السنوات الأولى.<ref name="ISAF Chronology">{{استشهاد ويب |مسار= http://www.nato.int/isaf/topics/chronology/index.html |عنوان=ISAF Chronology |ناشر=Nato.int |تاريخ الوصول=August 2, 2011|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210827153347/https://www.nato.int/isaf/topics/chronology/index.html|تاريخ أرشيف=2021-08-27}}</ref> وساهمت ثمانية عشر دولة في القوة في فبراير 2002.
== 2002: عملية أناكوندا ==
{{مفصلة|2002 في أفغانستان|عملية أناكوندا}}
في يناير 2002 تم اكتشاف سلسلة أخرى من الكهوف في [[زاور]] جنوب [[تورا بورا]] مباشرة، وضربت غارات جوية تلك المواقع، ثم دخلتها فرق قوات العمليات الخاصة في المنطقة وفرق استطلاع، التي أمضت حوالي تسعة أيام في عمليات بحث مكثفة واستغلال الموقع، وتطهير ما يقدر بـ 70 كهفًا و 60 مبنى في المنطقة، فتمكنوا من الحصول على معلومات الاستخباراتية كثيرة وذخائر ضخمة، لكنهم لم يصادفوا أي مقاتل من القاعدة.<ref name="Neville, Leigh p.49-50">Neville, Leigh, p.49-50, p.77</ref>
بعد أن أسس ال[[لويا جيرغا]] حكومة مؤقتة في كابل برئاسة [[حامد كرزاي]]. أنشأت القوات الأمريكية قاعدتها الرئيسية في [[قاعدة بغرام]] الجوية شمال كابل. أصبح [[مطار أحمد شاه بابا الدولي|مطار قندهار]] أيضًا قاعدة أمريكية مهمة. أقيمت بؤر استيطانية في المقاطعات الشرقية لتعقب الهاربين من طالبان والقاعدة.
[[ملف:Canadian soldiers afghanistan.jpg|تصغير|جنود كنديون من 3PPCLI ينتقلون في التلال بحثًا عن مقاتلي القاعدة وطالبان بعد هجوم جوي على هدف شمال قلات.]]
[[ملف:Northernalliance2002 crop.jpg|تصغير|مقاتل مناهض لطالبان يلف جسده بذخيرة [[رشاش بي كي]] عيار 7.62 ملم بينما كان يساعد في تأمين مجمع في [[ولاية هلمند]] يناير 2002.]]
أعادت قوات القاعدة تجميع صفوفها في منطقة وادي شاه كوت ب[[ولاية بكتيا]] في يناير وفبراير 2002. بدأ {{وإو|لغ=en|تر=Saif-ur-Rehman Mansoor|عر=سيف الرحمن منصور|نص=الملا سيف الرحمن}} أحد الهاربين في ولاية بكتيا بإعادة تشكيل بعض قوات طالبان التابعة له. بلغ عددهم أكثر من 1000 أوائل مارس 2002. أراد المتمردون شن هجمات [[حرب عصابات|حرب العصابات]] وربما شن هجوم كبير، كما فعل المقاتلين المناهضين للسوفييت في الثمانينيات.
اكتشفت الولايات المتحدة تلك التشكيلات، فبدأت القوات الأمريكية والكندية والأفغانية في 2 مارس 2002 «[[عملية أناكوندا]]» ضدهم. ولكن علقت شاحنات فرقة هامر في الوحل بسبب خطأ في الاتصال، فتأخر القصف الجوي المكثف.<ref name="Neville, Peter page 21">Neville, Peter page 21.</ref> وقد أثبتت القوات الحكومية الأفغانية ضعيفة التدريب أنها غير قادرة على محاربة القاعدة بدون دعم جوي.<ref name="Neville, Peter page 21"/> فاستخدمت قوات المجاهدين الأسلحة الخفيفة والقذائف الصاروخية والهاون، وتحصنت في الكهوف والمخابئ في سفوح التلال التي ترتفع حوالي {{حول|10000|ft|m|abbr=on|order=flip}}. واستخدموا تكتيكات «الكر والفر»، حيث يفتحوا النار ثم الانسحاب إلى الكهوف والمخابئ لمواجهة نيران الرد والقصف. قدر القادة الأمريكيون في البداية خصومهم على أنهم جيب معزول يقل عددهم عن 200. ولكن حسب تقديرات أخرى كان عدد المقاتلين يتراوح بين 1000-5000.<ref>{{استشهاد بخبر |عنوان=Operation Anaconda costs 8 U.S. lives|ناشر=CNN|تاريخ=March 4, 2002|مسار=http://edition.cnn.com/2002/WORLD/asiapcf/central/03/04/ret.afghan.fighting/index.html?related/index.html|تاريخ الوصول=February 28, 2007| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210316072326/http://edition.cnn.com/2002/WORLD/asiapcf/central/03/04/ret.afghan.fighting/index.html?related/index.html | تاريخ أرشيف = 16 مارس 2021 }}</ref> وفي 6 مارس قُتل ثمانية أمريكيين، وسبعة أفغان متحالفين، وما يصل إلى 400 من مقاتلي القاعدة.<ref>{{استشهاد بخبر|عنوان=Operation Anaconda entering second week |ناشر=CNN |تاريخ=March 8, 2002 |مسار=http://archives.cnn.com/2002/US/03/08/ret.war.facts/index.html |تاريخ الوصول=February 28, 2007 |حالة المسار=dead |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20071107053501/http://archives.cnn.com/2002/US/03/08/ret.war.facts/index.html |تاريخ أرشيف=November 7, 2007 }}</ref> في مرحلة ما هربت القوات الحكومية الأفغانية مذعورة أثناء تعرضها لنيران كثيفة من القاعدة ورفضت القتال، مما دفع رجال فرقة هامر لمواجهة القاعدة وحدهم.<ref name="Neville, Peter page 22">Neville, Peter ''Special Forces Operations in Afghanistan'', London: Osprey, 2007 page 22.</ref> وأدت حوادث «[[نيران صديقة|النيران الصديقة]]» التي قصفت فيها الطائرات الأمريكية عدة مرات القوات الأمريكية في الأرض مماأدى إلى مزيد من الصعوبات.<ref name="Neville, Peter page 22"/> وجرت اشتباكات فرعية مثل [[معركة تاكور غار]] وعمليات جلوك للمتابعة وعملية بولار هاربون.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.nytimes.com/interactive/projects/documents/a-different-kind-of-war|عنوان='A Different Kind of War'|موقع=www.nytimes.com| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210523231917/https://www.nytimes.com/interactive/projects/documents/a-different-kind-of-war | تاريخ أرشيف = 23 مايو 2021 }}</ref>
وفر عدة مئات من القاعدة وطالبان إلى المناطق القبلية في [[وزيرستان]]. أثناء [[عملية أناكوندا]] والحملات الأخرى خلال 2002 و 2003، وشاركت في العمليات القوة الجوية النيوزيلندية<ref>{{استشهاد بكتاب | الأول=Ron|الأخير=Crosby| عنوان=NZSAS: The First Fifty Years| ناشر=Viking| سنة=2009 | isbn=978-0-67-007424-2}}</ref> ومعها قوات خاصة من أستراليا وألمانيا والنرويج.<ref>{{استشهاد بكتاب|الأخير=Neville|الأول=Leigh|عنوان=Special Operations Forces in Afghanistan|ناشر=Osprey|مكان=Botley|سنة=2008|isbn=978-1-84603-310-0}}</ref>
وفي فبراير 2002 اجتمع [[مجلس الأمن القومي (الولايات المتحدة)|مجلس الأمن القومي]] ليقرر ما إذا كان سيتم توسيع قوة [[قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان|إيساف]] خارج كابل. في نزاع بين [[كولن باول|باول]] و[[دونالد رامسفيلد|رامسفيلد]] (وهو نمط تكرر في كثير من الأحيان من خلال [[رئاسة جورج بوش الابن|إدارة بوش]]) سادت وجهة نظر رامسفيلد القائلة بأنه لا ينبغي توسيع القوة.<ref>Seth Jones, 'In the Graveyard of Empires,' Norton & Company, 2009, 114-115. See also Maley in Maley & Schmeidl, 'Reconstructing Afghanistan,' 2015, 104, and reference in B. Greener, 'The New International Policing'</ref> كتب المؤرخون في وقت لاحق أن فشل قوة إيساف في الانتشار خارج كابل دفع كرزاي إلى عرض مواقع داخل الدولة للمفسدين المحتملين الذين ألحقت أنشطتهم ضررًا كبيرًا بسمعة الدولة.<ref>Maley in Hynek and Martin, 'Statebuilding in Afghanistan,' 2012, 130.</ref> لأن ازدياد [[تمرد طالبان|التمرد]] كان مرتبطًا بالمظالم المتعلقة بالحكم، وتلك كانت مشكلة خطيرة.<ref>Seth G. Jones, The Rise of Afghanistan's Insurgency, International Security, 2008.</ref>
وكان وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد يهدف إلى تنفيذ عمليات في أفغانستان بأسرع ما يمكن، ثم المغادرة بأسرع ما يمكن أيضا. ومن ثم فقد رغب في التركيز على عمليات مكافحة الإرهاب الحركية وبناء جيش أفغاني جديد.<ref name="Auer & Said">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=David P. Auerswald|مؤلف2=Stephen M. Saideman|عنوان=NATO in Afghanistan: Fighting Together, Fighting Alone|مسار=https://books.google.com/books?id=XXtAAQAAQBAJ&pg=PA87|تاريخ=January 5, 2014|ناشر=Princeton University Press|isbn=978-1-4008-4867-6|صفحات=87–88| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200322094109/https://books.google.com/books?id=XXtAAQAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 22 مارس 2020 }}</ref>
بدأت [[عملية هاربون (2002)|عملية هاربون]] في الساعات الأولى من يوم 13 مارس، بهدف القضاء على جيوب مقاومة طالبان والقاعدة في جبال أرما شرقي أفغانستان. كانت القوات البرية بقيادة المقدم بات ستوجران تحتوي على كتيبة كندية وقوة أمريكية من فوج المشاة 187 التابع [[الفرقة 101 المحمولة جوا]]ً.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://www.centcom.mil/en/countries/coalition/canada/ |عنوان=United States Central Command |تاريخ الوصول=February 10, 2010 |تاريخ=June 14, 2002 |حالة المسار=dead |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20090825115134/http://www.centcom.mil/en/countries/coalition/canada/ |تاريخ أرشيف=August 25, 2009 }}</ref>
=== مابعد عملية أناكوندا ===
في أعقاب معركة شاهي كوت أقام مقاتلو القاعدة ملاذات على الحدود الباكستانية، حيث شنوا غارات عبر الحدود ابتداء من صيف 2002. وكانت وحدات حرب العصابات، التي يتراوح عددها بين 5 و 25 رجلاً، تعبر الحدود بانتظام لإطلاق الصواريخ على قواعد التحالف، ونصب الكمائن للقوافل والدوريات والاعتداء على [[منظمة غير حكومية|المنظمات غير الحكومية]]. وشهدت المنطقة المحيطة بقاعدة [[شكين]] في [[ولاية بكتيكا]] بعضا من أعنف الأنشطة.
وظل مقاتلو طالبان مختبئين في المناطق الريفية في أربع ولايات جنوبية: قندهار وزابل وهلمند وأوروزغان. فبعد عملية أناكوندا طلبت وزارة الدفاع نشر {{وإو|لغ=en|تر=Royal Marines|عر= مشاة البحرية الملكية البريطانية}} المدربين تدريباً عالياً في [[حرب جبلية|حرب الجبال]]. ردا على ذلك تم نشر [[كوماندوز 45|45 كوماندوز]] تحت الاسم الرمزي للعمليات [[عملية جاكانا]] في أبريل 2002. قاموا بمهام (بما في ذلك عملية سنايب وعملية كندور وعملية بوزارد) على مدى عدة أسابيع بنتائج متفاوتة.<ref>{{استشهاد بخبر|عنوان=U.S. remains on trail of bin Laden, Taliban leader |ناشر=CNN |تاريخ=March 14, 2002 |مسار=http://articles.cnn.com/2002-03-14/us/ret.osama.whereabouts_1_mullah-mohammed-omar-taliban-leader-bin?_s=PM:US |تاريخ الوصول=January 29, 2014 |حالة المسار=dead |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20130117094334/http://articles.cnn.com/2002-03-14/us/ret.osama.whereabouts_1_mullah-mohammed-omar-taliban-leader-bin?_s=PM:US |تاريخ أرشيف=January 17, 2013 }}</ref>
في مايو 2002 أصبحت قوة المهام المشتركة 180 (CJTF-180) المقر الرئيسي للجيش الأمريكي في البلاد تحت قيادة الفريق [[دان ك. مكنيل]].
وفي وقت لاحق من 2002 أصبحت CJSOFT قيادة متكاملة واحدة تحت قيادة CJTF-180 الأوسع التي قادت جميع القوات الأمريكية المخصصة ل[[عملية الحرية الدائمة]]، وقد بنيت من مجموعة القوات الخاصة للجيش (غالبًا ما تديرها وحدات الحرس الوطني) وفرق البحرية.<ref>Neville, Leigh, p.83</ref>
== ما بعد الغزو ==
يمكن اعتبار أن العديد من الأحداث التي جرت في 2002 بأنها مؤشر لنهاية المرحلة الأولى من الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان. الأول كان تفريق الجماعات الرئيسية لطالبان والقاعدة بعد [[عملية أناكوندا|نهاية أناكوندا]]. وفي الولايات المتحدة تم اتخاذ قرار في فبراير 2002 بعدم توسيع قوات الأمن الدولية خارج كابل. وأخيرًا ألقى الرئيس بوش خطابه في [[معهد فرجينيا العسكري]] في 17 أبريل 2002، مستحضرًا ذكرى الجنرال [[جورج مارشال]] أثناء حديثه عن إعادة إعمار أفغانستان، مما أدى إلى مناقشة «[[مشروع مارشال|خطة مارشال]]» لأفغانستان.<ref>Jones, Graveyard of Empires, 116-117.</ref> وقد نظر المؤرخون في وقت لاحق إلى القرار بعدم التوسع الكبير في الوجود الدولي والمساعدة الإنمائية على أنه خطأ فادح.<ref>Jones, Graveyard of Empires, 132-33.</ref> تجنب القوات الكبيرة التي قد تثير الأفغان ضد الولايات المتحدة اعتبر لاحقًا مغالطة. ومع ذلك فإن الالتزام المتزايد تجاه [[غزو العراق|العراق]] تطلب الكثير من الموارد، وهو ما جعل تخصيص مثل هذه الموارد لأفغانستان أمرًا مستحيلًا.<ref>Jones, Graveyard of Empires, 124-129.</ref>
أصبح الغزو الأمريكي لأفغانستان المرحلة الأولى من [[الحرب في أفغانستان (2001–2021)]].
== المراجع ==
{{مراجع|2}}
{{حرب أفغانستان}}
{{شريط بوابات|أفغانستان|الحرب|الولايات المتحدة|عقد 2000}}
[[تصنيف:الحراك الإسلامي في أوزبكستان]]
[[تصنيف:الحزب الإسلامي التركستاني]]
[[تصنيف:الولايات المتحدة في 2001]]
[[تصنيف:أسباب ومقدمات حرب العراق]]
[[تصنيف:أفغانستان في 2001]]
[[تصنيف:تاريخ الولايات المتحدة العسكري في القرن 21]]
[[تصنيف:حرب أفغانستان (2001–2021)]]
[[تصنيف:عمليات المملكة المتحدة العسكرية]]
[[تصنيف:عمليات أستراليا العسكرية]]
[[تصنيف:عمليات كندا العسكرية]]
[[تصنيف:غزو أفغانستان]]
[[تصنيف:غزوات الولايات المتحدة]]
[[تصنيف:نزاعات في 2001]]
[[تصنيف:نشاطات تنظيم القاعدة]]