عرض مصدر تفسير القرآن بأقوال التابعين

'''تفسير القرآن بأقوال التابعين'''<ref name=":03">{{استشهاد ويب|موقع=Wikiwand|عنوان     =Wikiwand - تفسير القرآن بأقوال التابعين|تاريخ الوصول=2023-05-01|تاريخ أرشيف=7 مايو 2023|مسار      =https://wikiwand.com/ar/تفسير_القرآن_بأقوال_التابعين|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230507001705/https://www.wikiwand.com/ar/%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86_%D8%A8%D8%A3%D9%82%D9%88%D8%A7%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D9%86}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://www.alukah.net/sharia/0/137280/تفسير-القرآن-بأقوال-الصحابة-وأقوال-التابعين/|عنوان=تفسير القرآن بأقوال الصحابة وأقوال التابعين|تاريخ=2019-11-20|موقع=www.alukah.net|لغة=ar|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230502230356/https://www.alukah.net/sharia/0/137280/%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A8%D8%A3%D9%82%D9%88%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D9%88%D8%A3%D9%82%D9%88%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D9%86/|تاريخ أرشيف=2023-05-02|تاريخ الوصول=2023-05-02|الأخير=زينو|الأول=محمد جميل}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|موقع=أسفار|ناشر=دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث – اسطنبول – تركيا|لغة=ar|الأخير=الخضيري|الأول=محمد بن عبد الله|عنوان=تفسير التابعين: عرض ودراسة مقارنة (جزءين)|تاريخ الوصول=2023-05-02|تاريخ أرشيف=7 مايو 2023|مسار =https://asfar.io/product/interpretation-of-the-followers-muhammad-alkhudairi/|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230507001733/https://asfar.io/product/interpretation-of-the-followers-muhammad-alkhudairi/}}</ref> أحد أنواع [[التفسير بالمأثور]]، ويعد تفسير القرآن بأقوال التابعين رابع الطرق التي يلجأ اليها المفسر، ومعناه الرجوع لأقوالهم وآثارهم عند بيان معاني القرآن، وقد رويت آثار كثيرة وأقوال متنوعة في تفسير القرآن عن التابعين في مسانيد المحدثين وكتب التفسير المتقدمة<ref name=":03"/>، ومصادر التفسير عند التابعين هي "القرآن والسنة والصحابة واللغة وأهل الكتاب والفهم والاجتهاد، وهم يعدون مصدراً لمن جاء بعدهم<ref name=":14">{{استشهاد ويب|موقع=shamela.ws|ناشر=دار ابن الجوزي، ١٤٢٣هـ|صفحات=51،56،52،53،57-58|الأخير=الطيار|الأول=د مساعد بن سليمان بن ناصر|عنوان=كتاب فصول في أصول التفسير|تاريخ الوصول=2023-05-01|تاريخ أرشيف=7 مايو 2023|مسار =https://shamela.ws/book/13897|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230507001808/https://shamela.ws/book/13897}}</ref>، ولتفسير التابعي أقسام منها، ما يرفعه التابعي، وهذا يشمل أسباب النزول والمغيبات<ref name=":62">{{استشهاد ويب|موقع=shamela.ws|ناشر=دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، ١٤٢٢هـ - ٢٠٠١م|صفحات=145،112،152،199، 21، 39، 49،106،153 ،55|الأخير=الطبري|الأول=أبو جعفر، محمد بن جرير|عنوان=تفسير الطبري جامع البيان|تاريخ الوصول=2023-05-01|تاريخ أرشيف=7 مايو 2023|مسار =https://shamela.ws/book/43|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230507001837/https://shamela.ws/book/43}}</ref>، وما رجعوا فيه إلى أهل الكتاب وهذا له حكم الإسرائيليات، وما أجمعوا عليه وهذا يكون حجة، وما اختلفوا فيه وفي هذا القسم لا يكون قول أحدهم حجة على الآخر.<ref name=":23">{{استشهاد ويب|موقع=shamela.ws|ناشر=دار مكتبة الحياة، بيروت، لبنان، ١٤٩٠هـ- ١٩٨٠م|صفحات=62،58،54|الأخير=ابن تيمية|الأول=تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد|عنوان=كتاب مقدمة في أصول التفسير|تاريخ الوصول=2023-05-01|تاريخ أرشيف=7 مايو 2023|مسار =https://shamela.ws/book/12081|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230507001906/https://shamela.ws/book/12081}}</ref>
== تعريفه ==
'''التفسير:''' الكشف والإبانة والإيضاح وإظهار المعنى<ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://shamela.ws/book/1682|عنوان=كتاب العين - المكتبة الشاملة|موقع=shamela.ws|ناشر=دار ومكتبة الهلال|صفحات=247|تاريخ الوصول=2023-05-01|الأخير=الفراهيدي البصري|الأول=أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230507001936/https://shamela.ws/book/1682|تاريخ أرشيف=2023-05-07}}</ref> وهو علمٌ يُعرف به فهم كتاب الله وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحِكَمه.<ref>{{استشهاد ويب|موقع=shamela.ws|ناشر=دار صادر، بيروت، لبنان، ١٤١٤ هـ|صفحات=55|الأخير=الإفريقى|الأول=محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى|عنوان=كتاب لسان العرب - المكتبة الشاملة|تاريخ الوصول=2023-05-01|تاريخ أرشيف=7 مايو 2023|مسار =https://shamela.ws/book/1687|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230507002037/https://shamela.ws/book/1687}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|موقع=shamela.ws|ناشر=دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن – الهند، ١٣٩٢هـ - ١٩٧٢م|صفحات=133|الأخير=ابن حجر العسقلاني|الأول=شهاب الدين، أبو الفضل، أحمد بن علي بن محمد بن بن محمد بن أحمد|عنوان=كتاب الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة|تاريخ الوصول=2023-05-01|تاريخ أرشيف=7 مايو 2023|مسار =https://shamela.ws/book/6674|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230507002106/https://shamela.ws/book/6674}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|موقع=shamela.ws|ناشر=دار إحياء الكتب العربية عيسى البابي الحلبي وشركائه، ١٣٧٦هـ - ١٩٥٧م|صفحات=13|الأخير=الزركشي|الأول=أبو عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر|عنوان=كتاب البرهان في علوم القرآن - المكتبة الشاملة|تاريخ الوصول=2023-05-01|تاريخ أرشيف=7 مايو 2023|مسار =https://shamela.ws/book/11436|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230507002134/https://shamela.ws/book/11436}}</ref>
'''القرآن:''' مصدر قرأ يقرأ قراءةً '''و'''هو "كلام الله المعجز<ref name=":3">{{استشهاد ويب|موقع=shamela.ws|ناشر=دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية، وتم نشره في المكتبة الشاملة بتاريخ 9رجب 1432هـ|صفحات=5|الأخير=عبد الغفار|الأول=محمد حسن|عنوان=كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي - محمد حسن عبد الغفار - المكتبة الشاملة|تاريخ الوصول=2023-05-01|تاريخ أرشيف=7 مايو 2023|مسار =https://shamela.ws/book/37435|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230507002203/https://shamela.ws/book/37435}}</ref>، المنزل على نبيه محمد المتعبد بتلاوته".<ref name=":4">{{استشهاد ويب|مسار= https://shamela.ws/book/12011|عنوان=كتاب دراسات في علوم القرآن|موقع=shamela.ws|ناشر=حقوق الطبع محفوظة للمؤلف، الرياض، السعودية، 2003م|صفحات=18|تاريخ الوصول=2023-05-01|الأخير=الرومي|الأول=أ. د. فهد بن عبد الرحمن بن سليمان|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230507002234/https://shamela.ws/book/12011|تاريخ أرشيف=2023-05-07}}</ref>
{{مفصلة|القرآن}}
'''التابعين:''' جمع تابعي أو تابع<ref name=":5">{{استشهاد ويب|موقع=shamela.ws|ناشر=مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، ١٤٢٥هـ-٢٠٠٤م|صفحات=247|الأخير=الطحان|الأول=محمود|عنوان=كتاب تيسير مصطلح الحديث - المكتبة الشاملة|تاريخ الوصول=2023-05-01|تاريخ أرشيف=7 مايو 2023|مسار =https://shamela.ws/book/8681|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230507002550/https://shamela.ws/book/8681}}</ref>، وهو من اجتمع بالصحابي مميزاً مؤمناً بالنبي محمد ومات على ذلك.<ref name=":5" /><ref>{{استشهاد ويب|موقع=shamela.ws|ناشر=المكتبة الشاملة، مصر، الطبعة: الأولى، ١٤٣٢هـ - ٢٠١١م|صفحات=86|الأخير=المنياوي|الأول=أبو المنذر محمود بن محمد بن مصطفى بن عبد اللطيف|عنوان=كتاب التمهيد - شرح مختصر الأصول من علم الأصول - المكتبة الشاملة|تاريخ الوصول=2023-05-01|تاريخ أرشيف=7 مايو 2023|مسار =https://shamela.ws/book/37591|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230507002632/https://shamela.ws/book/37591}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|موقع=shamela.ws|ناشر=دار اليسر، القاهرة، الطبعة: الأولى، ١٤٤١هـ - ٢٠٢٠م|صفحات=58|الأخير=الخرشي|الأول=أبو عبد الله محمد بن عبد الله|عنوان=كتاب حاشية الخرشي منتهى الرغبة في حل ألفاظ النخبة - المكتبة الشاملة|تاريخ الوصول=2023-05-01|تاريخ أرشيف=7 مايو 2023|مسار =https://shamela.ws/book/320|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230507002702/https://shamela.ws/book/320}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|موقع=shamela.ws|ناشر=جمعية دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد، الدكن، الطبعة: الأولى، ١٣٥٧هـ، صَوّرتْها المكتبة العلمية، المدينة المنورة، وغيرها|صفحات=22|الأخير=البغدادي|الأول=أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب|عنوان=كتاب الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي - المكتبة الشاملة|تاريخ الوصول=2023-05-01|تاريخ أرشيف=7 مايو 2023|مسار =https://shamela.ws/book/13055|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230507002731/https://shamela.ws/book/13055}}</ref>
'''التعريف المركب:'''
'''تفسير القرآن بأقوال التابعين:''' هو أحد أنواع [[التفسير بالمأثور]]، ومعناه الرجوع لأقوالهم وآثارهم عند بيان معاني [[القرآن]]، وقد رويت آثار وأقوال في تفسير القرآن عن [[التابعون|التابعين]] في مسانيد المحدثين وكتب التفسير المتقدمة.<ref name=":03"/><ref name=":14"/>
== مصادر التابعين في التفسير ==
# القرآن.
# السنة النبوية.
# الصحابة.
# اللغة.
# أهل الكتاب.
# الفهم والاجتهاد، وهم يعدون مصدراً لمن جاء بعدهم<ref name=":14"/>
مصادرهم هي مصادر الصحابة، ويمكن أن يكون التابعي مصدرا للتابعي:
=== أولاً: القرآن ===
اجتهد [[التابعون]] في بيان القرآن بالقرآن، وكان ابن زيد أكثرهم اعتناء بهذا الطريق، ومن أمثلة ذلك تفسير قوله تعالى: '''{قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا}'''<ref name=":62"/><ref>سورة الطلاق، آية رقم: 10.</ref>، قال: «القرآن روح الله، وقرأ: '''{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ .. }'''.<ref>سورة الشورى، آية رقم: 52.</ref>
وقرأ قوله تعالى: '''{أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُوْلِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ..}'''<ref>سورة الطلاق، آية رقم: 10-11.</ref>، قال: القرآن.
وقرأ قوله تعالى: '''{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيز}'''<ref>سورة فصلت، آية رقم: 41.</ref>، قال: بالقرآن.
وقرأ قوله تعالى: '''{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون}'''<ref>سورة الحجر، آية رقم: 9.</ref>، قال: القرآن، قال: وهو الذكر، وهو الروح».<ref name=":14"/><ref name=":62" />
=== ثانياً: السنة النبوية ===
للتابعين في اعتماد السنة طريقان:
* '''الأول: أن يذكروا السند إلى رسول الله:''' ويعد بعض الباحثين هذا النوع من تفسير التابعين<ref>{{استشهاد ويب|موقع=almeshkat.net|ناشر=دار الحديث - القاهرة|صفحات=220|الأخير=عبد الرحيم|الأول=د : محمد|عنوان=شبكة مشكاة الإسلامية - المكتبة - تفسير الحسن البصري|تاريخ الوصول=2023-05-01|تاريخ أرشيف=7 مايو 2023|مسار =https://almeshkat.net/book/9839|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230507002807/https://almeshkat.net/book/9839}}</ref> والصحيح أنه من التفسير النبوي؛ لأن التابعي ذكر ما بلغه عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفسر.
* '''الثاني: أن يذكر ما بلغه عن النبي دون ذكر السند:''' وهذا وإن كان مرسلا إلا أنه يدل على اعتماد التابعين التفسير النبوي في تفسيرهم، ومن ذلك ما أخرجه [[محمد بن جرير الطبري|الطبري]] عن الحسن في تفسير قوله تعالى: '''{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ}'''<ref>سورة المائدة، آية رقم: 27.</ref>، قال الحسن: قال رسول الله: «إن الله ضرب لكم ابني آدم مثلا، فخذوا من خيرهم ودعوا الشر»<ref name=":62" />، وقال في قوله تعالى: '''{فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون}'''<ref>سورة السجدة، آية رقم: 17</ref>، بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال ربكم: أعددت لعبادي الذين آمنوا وعملوا الصالحات ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر».<ref name=":14"/><ref name=":62" />
=== ثالثاً: الصحابة ===
تتلمذ التابعون على يد [[الصحابة]]، واشتهر بعضهم بالأخذ عن بعض الصحابة كـ [[سعيد بن جبير]] ومجاهد [[الضحاك بن مزاحم|والضحاك]]<ref>{{استشهاد ويب|موقع=shamela.ws|ناشر=مؤسسة الرسالة، بيروت، ١٤١٣هـ-١٩٩٢م|صفحات=295|الأخير=المزي|الأول=جمال الدين أبو الحجاج يوسف|عنوان=كتاب تهذيب الكمال في أسماء الرجال - المكتبة الشاملة|تاريخ الوصول=2023-05-02|تاريخ أرشيف=7 مايو 2023|مسار =https://shamela.ws/book/3722|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230507002838/https://shamela.ws/book/3722}}</ref> أخذوا التفسير عن [[عبد الله بن عباس|ابن عباس]]، ومن المرويات الدالة على اعتماد التابعين تفسير الصحابة ما رواه [[محمد بن جرير الطبري|الطبري]] بسنده عن الضحاك في تفسير قوله تعالى: '''{يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيد}'''<ref>سورة ق، آية رقم: 30.</ref>، قال: كان ابن عباس يقول: «إن الله الملك قد سبقت منه كلمة '''{لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ}'''<ref>سورة هود، آية رقم: 111.</ref>، لا يلقى فيها شيء إلا ذهب فيها لا يملؤها شيء، حتى إذا لم يبق من أهلها أحد إلا دخلها وهي لا يملؤها شيء، أتاها الرب فوضع قدمه عليها، ثم قال لها: هل امتلأت يا جهنم؟ فتقول: قط قط، قد امتلأت».
=== رابعاً: اللغة ===
لا يزال التابعون في عصر الاحتجاج اللغوي وقد كان لهم في تفاسيرهم اعتماد على اللغة، وهذا ظاهر في تفاسيرهم ومن ذلك قوله تعالى: '''{وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيد}'''<ref>سورة ق، آية رقم: 10.</ref>، قال مجاهد، وقتادة، وابن زيد: الباسقات: الطوال.<ref name=":14"/><ref name=":62" />
=== ‌‌خامساً: أهل الكتاب ===
كان رجوع التابعين إلى [[أهل الكتاب]] أكثر من رجوع [[الصحابة]]، ولكن يبقى الأمر في أن ما روي عنهم من أخبار إسرائيلية فهو في حكم الإسرائيليات، ولعلهم كانوا يذكرونه من باب العلم والرواية لا من باب التفسير والله أعلم، وتظهر كثرة مروياتهم عن [[بنو إسرائيل|بني إسرائيل]] من خلال تفاسيرهم، ومن ذلك: ما رواه الطبري عن بعض التابعين في مائدة النصارى، قال [[أبو عبد الرحمن السلمي الكوفي|أبو عبد الرحمن السلمي]]: نزلت المائدة خبزا وسمكا، وقال عطية: المائدة سمكة فيها طعم كل الطعام.
=== سادساً: الفهم والاجتهاد ===
اعتمد التابعون فهمهم واجتهدوا في تفسير القرآن وإبراز فوائده، وكان بينهم في ذلك اختلاف، نظرا لأن مرجع ذلك هو عقولهم وعلومهم، وهي تختلف باختلاف أشخاصهم، ولذا فقد يكون لهم في فهم الآية أكثر من معنى، وكل معنى مبني على ما سبق من المصادر المذكورة سابقا، كاختلافهم في إنزال المائدة واختلافهم في القرء والبروج والعاديات وغيرها.
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: '''{ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَه}'''<ref>سورة عبس، آية رقم: 20.</ref>، قال [[السدي]]، وقتادة: يسر خروجه من بطن أمه، وقال [[مجاهد بن جبر|مجاهد]]، والحسن، وابن زيد: يسر سبيل الخير والشر<ref name=":62" />، مثال آخر، قال [[محمد بن جرير الطبري|ابن جرير]]: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، قال: سألت زيد بن أسلم، عن قول الله: {'''وجاءت سكرة الموت بالحق..'''} الآية، إلى قوله: {'''سائق وشهيد'''}.<ref name=":14"/><ref name="سورة ق، آية رقم: 19-21">سورة ق، آية رقم: 19-21.</ref>
فقلت له: من يراد بهذا؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: رسول الله! فقال: ما تنكر؟ قال الله عز وجل: {ألم يجدك يتيما فآوى *ووجدك ضآلا فهدى}<ref>سورة الضحى، آية رقم: 6-7.</ref>، قال: ثم سألت [[صالح بن كيسان]] عنها، فقال لي: هل سألت أحدا؟ فقلت: نعم، قد سألت عنها [[زيد بن أسلم]]، فقال: ما قال لك؟ فقلت: بل تخبرني ما تقول، فقال: لأخبرنك برأيي الذي عليه رأيي، فأخبرني ما قال لك؟ قلت: قال: يراد بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: وما علم زيد، والله ما سن عالية، ولا لسان فصيح، ولا معرفة بكلام العرب، إنما يراد بهذا الكافر، ثم قال: اقرأ ما بعدها يدلك على ذلك.
قال: ثم سألت حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، فقال لي مثل ما قال صالح: هل سألت أحدا فأخبرني به؟ قلت: إني قد سألت زيد بن أسلم وصالح بن كيسان، فقال لي: ما قالا لك؟ قلت: بل تخبرني بقولك، قال: لأخبرنك بقولي، فأخبرته بالذي قالا لي: قال: أخالفهما جميعا، يريد بها البر والفاجر، قال الله: '''{وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيد (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيد (20) وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيد (21) {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيد}'''<ref name="سورة ق، آية رقم: 19-21"/>، قال: فانكشف الغطاء عن البر والفاجر، فرأى كل ما يصير إليه<ref name=":62" /><sup>.</sup>
== ‌‌حكم تفسير التابعي ==
لا يحكم عليه بالعموم من حيث القبول والرد لأن لتفسير التابعي أقسام وهي:
# '''ما يرفعه التابعي''': وهذا يشمل أسباب النزول والمغيبات؛ كتفسير مجاهد لقوله تعالى: '''{عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}'''<ref>سورة الاسراء، آية رقم: 79.</ref>، قال: إقعاده على العرش<ref name=":62" /> فمثل هذا القول لا يقبل؛ لأنه من قبيل المراسيل، والمراسيل لا تقبل في مثل هذا الانفراد، أما إذا أجمعوا عليها فإنها في حكم ما أجمعوا عليه.<ref name=":14"/>
# '''ما رجعوا فيه إلى أهل الكتاب''': وهذا له حكم الإسرائيليات.
# '''ما أجمعوا عليه''': وهذا يكون حجة.
# '''ما اختلفوا فيه''': وفي هذا القسم لا يكون قول أحدهم حجة على الآخر، ويعمل هنا بالمرجحات التي سترد في قواعد الترجيح.
# '''أن يرد عن أحدهم ولا يعلم له مخالف''': وهذا أقل في الرتبة من الوارد عن الصحابي إذا لم يعلم له مخالف، لكنه أعلى من قول من تأخر عنهم.<ref name=":23"/>
== أسباب الاعتداد بتفسير التابعين ==
يعتبر تفسير التابعين للقرآن الكريم مصدر مهم من مصادر التفسير وتكمن أهمية تفسيرهم للأتي:<ref name=":0">{{استشهاد بكتاب|عنوان=فصول في أصول التفسير|مؤلف=مساعد بن سليمان الطيار|ناشر=دار ابن الجوزي|سنة=2003|صفحة=51}}</ref>
# أنهم تلقوا التفسير عن جيل [[الصحابة]] مباشرة
# أنهم أدركوا عصر الاحتجاج اللغوي
# أنهم عرفوا بسلامة الفهم والقصد
# قلة البدع والمنكرات في عصرهم
== الكتب التي اعتنت بتفسير التابعين للقرآن الكريم ==
من أهم مصادر تفسير التابعين للقران الكريم هي كتب [[التفسير بالمأثور]] ومنها:
# [[تفسير الطبري]]
# [[تفسير ابن كثير]]
# [[الدر المنثور في التفسير بالمأثور]]
# [[موسوعة التفسير المأثور]]
== أمثله على تفسير التابعين للقرآن ==
* قال [[مجاهد بن جبر]]: (فلنسألن الذين أرسل إليهم) ، الأمم أي ولنسألن الذين أرسلنا إليهم عما ائتمناهم عليه: هل بلغوا؟<ref>{{استشهاد بكتاب
| عنوان = تفسير الطبري
| ناشر = مؤسسة الرسالة
| مؤلف = محمد بن جرير الطبري
| محرر1 = أحمد محمد شاكر
| سنة = 2000
| طبعة = الاولى
| المجلد = 12
| صفحة = 306
}}</ref>
* عن [[مسروق بن الأجدع]] أنه سئل عن الآية التي في [[سورة النساء]] {فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين} صيام الشهرين عن الرقبة وحدها أو عن الدية والرقبة قال: من لم يجد فهو عن الدية والرقبة<ref>{{استشهاد بكتاب
| عنوان = الدر المنثور في التفسير بالمأثور
| ناشر = دار الفكر
| مؤلف = جلال الدين السيوطي
| مؤلف1 = جلال
| المجلد = 2
| صفحة = 622
}}</ref>
* قال [[الضحاك بن مزاحم]]: (وما تحت الثرى) قال الضحاك: يعني ما وارى الثرى من شيء.<ref>{{استشهاد بكتاب
| عنوان = تفسير البغوي
| ناشر = دار إحياء التراث العربي
| مؤلف = الحسين بن مسعود البغوي
| محرر1 = عبدالرزاق المهدي
| سنة = 2000
| طبعة = الأولى
| المجلد = 3
| صفحة = 255
}}</ref>
== تعارض التفسير النبوي مع تفسير تابعي ==
إذا تعارض تفسير الحديث لآية مع تفسير صحابي أو تابعي، يرى علماء التفسير أن يُوفق بين التفسيرين، وإن لم يمكن، فالواجب أن نقدم تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم على تفسير غيره مهما كان.<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://www.alukah.net/sharia/0/137280/تفسير-القرآن-بأقوال-الصحابة-وأقوال-التابعين/
| عنوان = تفسير القرآن بأقوال الصحابة وأقوال التابعين
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220627163022/https://www.alukah.net/sharia/0/137280/تفسير-القرآن-بأقوال-الصحابة-وأقوال-التابعين/ | تاريخ أرشيف = 27 يونيو 2022}}</ref>
== تنبيهات حول تفسير التابعين ==
# لا بد من الاعتناء بصحة السند، وإلا اعتبر القول قولاً مجرداً في التفسير.<ref name=":7">{{استشهاد ويب|موقع=www.jamaa.net|ناشر=دار ابن حزم، 2015م|صفحات=300-308،230-232|الأخير=بدر|الأول=عبد الله أبو السعود|عنوان=كتاب تفسير الصحابة رضي الله عنهم|تاريخ الوصول=2023-05-02|تاريخ أرشيف=7 مايو 2023|مسار =https://www.jamaa.net/books.library/?id=115507#main|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230507002931/https://www.jamaa.net/books.library/?id=115507}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://quranpedia.net/book/996|عنوان=أسانيد التفسير|تاريخ=2023-05-02|موقع=quranpedia.net|ناشر=مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع، الرياض، 1434هـ|صفحات=218 – 263|لغة=en|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230502225259/http://www.altarelibrary.com/favicon.ico|تاريخ أرشيف=2023-05-02|تاريخ الوصول=2023-05-02|الأخير=الطريفي|الأول=عبد العزيز بن مرزوق}}</ref>
# لا بد من جمع طرق التفسير عن الصحابي أو التابعين، لتمييز الاختلاف في الرواية عنهم والنظر فيها، مثل ما روي عن ابن عباس في تفسير الكرسي بأنه العلم، أو بأنه موضع قدمي الرحمن. قال [[أبو منصور الأزهري]]: «والصحيح عن ابن عباس في الكرسي ما رواه الثوري وغيره عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: الكرسي: موضع القدمين، وأما العرش فإنه لا يقدر قدره»، وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها، والذي روي عن ابن عباس في الكرسي أنه العلم، فليس مما يثبته أهل المعرفة بالأخبار.<ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://shamela.ws/book/7031|عنوان=كتاب تهذيب اللغة - المكتبة الشاملة|موقع=shamela.ws|ناشر=دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، ٢٠٠١م|صفحات=54|تاريخ الوصول=2023-05-02|الأخير=الهروي|الأول=محمد بن أحمد بن الأزهري|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230507003008/https://shamela.ws/book/7031|تاريخ أرشيف=2023-05-07}}</ref>
# إذا صح عن الصحابي أو التابعي قولان مختلفان في التفسير ولا يمكن الجمع بينهما فهما كالقولين، إلا إذا دل الدليل على أنه رجع عن أحدهما.
# جمع مرويات الصحابة والتابعين في تفسير الآية أدل على المقصود، ولذا يلزم الاهتمام بجمع مروياتهم فيها.<ref name=":23"/>
# ليس كل اختلاف وارد عنهم يعد اختلافا؛ كما في «اختلاف التنوع».
# هل يجوز إحداث قول بعد إجماعهم على قول في الآية أم لا؟، في المسألة تفصيل<ref name=":7" /><ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://shamela.ws/book/14103|عنوان=كتاب التمهيد في أصول الفقه - المكتبة الشاملة|موقع=shamela.ws|ناشر=مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي - جامعة أم القرى، دار المدني للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة: الأولى، ١٤٠٦ هـ - ١٩٨٥م|صفحات=321|تاريخ الوصول=2023-05-02|الأخير=الكَلْوَذَاني الحنبلي|الأول=محفوظ بن أحمد بن الحسن أَبُو الخطاب|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230502230016/https://shamela.ws/book/14103|تاريخ أرشيف=2023-05-02}}</ref><ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q115756274|ج=1|ص=0|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref><sup>:</sup>
#* إن كان القول المحدث مضادا لقولهم فهو مردود غير مقبول.
#* وإن كان غير مضاد بل تحتمله الآية فإنه يقبل؛ لأنه ليس مسقطا لهم في القول.<ref name=":14"/>
== انظر أيضا ==
* [[الأمثال في القرآن]]
* [[تفسير القرآن بأقوال الصحابة]]
* [[تفسير القرآن باللغة العربية]]
* [[علم الوجوه والنظائر]]
== مراجع ==
{{مراجع}}
== وصلات خارجية ==
* [https://asfar.io/product/interpretation-of-the-followers-muhammad-alkhudairi/?wcpbc-manual-country=SA?&wcpbc-manual-country=SA&gclid=Cj0KCQjw6cKiBhD5ARIsAKXUdyapeGT_j2gNZpFTcVQOYVR9synBVWA006sUJTii3mIkY7mIYaJd8qoaAtlAEALw_wcB تفسير التابعين]
* [https://web.archive.org/web/20230502230356/https://www.alukah.net/sharia/0/137280/%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A8%D8%A3%D9%82%D9%88%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D9%88%D8%A3%D9%82%D9%88%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D9%86/ تفسير القرآن بأقوال الصحابة وأقوال التابعين]
* [https://www.wikiwand.com/ar/%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86_%D8%A8%D8%A3%D9%82%D9%88%D8%A7%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D9%86 تفسير القرآن بأقوال التابعين]
{{علم تفسير القرآن الكريم}}
{{شريط بوابات|الأديان|الإسلام|القرآن|علوم}}
[[تصنيف:تابعون]]
[[تصنيف:علم التفسير]]
[[تصنيف:مصطلحات إسلامية]]
[[تصنيف:تفسير القرآن]]