عرض مصدر المعتمد بن عباد

{{صندوق معلومات ملكية
| نوع الحكم = ملكي
| الاسم = اَلْمُعْتَمِدُ بْنُ عَبَّادٍ
| الصورة = Al-Mu'tamid ibn Abbad by Khalil Gibran.png
| حجم الصورة = 200بك
| تعليق = المعتمد بن عبَّاد بريشة [[جبران خليل جبران]]
| الخلافة = [[أمير]] [[بنو عباد|دولة بني عباد]] في الأندلس
| فترة الحكم = [[461 هـ]] - [[484 هـ]]/[[1069]] - [[1091]]م
| نوع-التتويج = [[بيعة]]
| الحاكم السابق = [[المعتضد بن عباد|أبو عمرو المعتضد]]
| الحاكم اللاحق = سقوط الإمارة
| الذرية = 30 صبياً، 34 بنتاً<ref name="تراجم الأعلام" />
| الاسم الكامل = محمد بن [[المعتضد بن عباد|عباد]] بن [[أبو القاسم بن عباد|محمد]] بن إسماعيل بن قريش بن عباد بن عمر بن أسلم بن عمرو بن عطاف بن نعيم اللخمي أبو القاسم المعتمد على الله<ref name="الإحاطة في أخبار غرناطة، ص182">الإحاطة في أخبار غرناطة، ص182.</ref>
| العائلة الملكية = [[بنو عباد]]
| الأب = [[المعتضد بن عباد|أبو عمرو المعتضد عبَّاد]]
| تاريخ الولادة = [[431 هـ]]/[[1040]]م
| مكان الولادة = [[باجة (البرتغال)|باجة]]، الأندلس
| تاريخ الوفاة = 11 شوال [[488 هـ]]/أكتوبر [[1095]]م<ref name="الحكواتي" />
| مكان الوفاة = [[أغمات]]، مراكش
| المثوى الأخير = [[ضريح المعتمد بن عباد]]، المغرب
| الديانة = [[أهل السنة والجماعة|مسلم سني]]
| الجنسية = لا
}}
'''أَبُو اَلْقَاسِمِ اَلْمُعْتَمِدُ عَلَىٰ اَللّٰهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ''' (وكذلك لُقِّب بـ'''الظافر''' و'''المُؤَيَّد''') ([[431 هـ]] - [[488 هـ]] / [[1040]] - [[1095]]م)<ref name="التاريخ الأندلسي2">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الحجي| Ref =التاريخ الأندلسي: من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة|1978|p=391}}</ref> هو ثالث وآخر ملوك [[بنو عباد|بني عَبَّاد]] في الأندلس، وابن [[المعتضد بن عباد|أبي عمرو المعتضد]] حاكم إشبيلية، كان ملكاً [[إشبيلية|لإشبيلية]] و[[قرطبة]] في عصر [[ملوك الطوائف]] قبل أن يقضي على إمارته [[الدولة المرابطية|المرابطون]].<ref name="السير أعلام النبلاء1">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الذهبي| Ref =سير أعلام النبلاء - الجزء التاسع عشر|2001|p=58-59}}</ref> ولد في [[باجة (البرتغال)|باجة]] (إقليم في [[البرتغال]] حالياً)، وخلف والده في حكم إشبيلية عندما كان في الثلاثين من عمره، ثم وسَّع ملكه فاستولى على [[بلنسية]] و[[مرسية]] و[[قرطبة]]، وأصبح من أقوى ملوك الطوائف فأخذ الأمراء الآخرون يجلبون إليه الهدايا ويدفعون له الضرائب. وقد زعم شاعره [[أبو بكر بن اللبانة]] أنه امتلك في الأندلس 200 مدينة وحصن، وأنه ولد له 173 ولداً.<ref name="السير أعلام النبلاء3" />
اهتم المعتمِد بن عباد كثيراً بالشعر، وكان يقضي الكثير من وقته بمجالسة الشعراء، فظهر في عهده شعراء معروفون مثل [[أبو بكر بن عمار|أبي بكر بن عمَّار]] و[[ابن زيدون]] و[[أبو بكر بن اللبانة|ابن اللبانة]] وغيرهم.<ref name="أحمد تمام">أحمد تمام: [http://www.hispanoarabe.org/arabe/version_arabe/doc/benabad.htm المعتمد بن عبّاد.. من المُلك إلى المنفى]. تاريخ الولوج 09-07-2013. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150924030239/http://www.hispanoarabe.org/arabe/version_arabe/doc/benabad.htm |date=24 سبتمبر 2015}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref> وقد ازدهرت إشبيلية في عهده، فعُمِّرت وشيدت. وفي خلال فترة حكم المعتمِد، حاول [[ألفونسو السادس ملك قشتالة]] مهاجمة مملكته، فاستعان بحاكم المرابطين [[يوسف بن تاشفين]]، وخاض معه [[معركة الزلاقة]] التي هزمت بها الجيوش القشتالية. لكن في عام 484 هـ (1091م)، شنَّ يوسف بن تاشفين حرباً على المعتمِد، فحاصر إشبيلية، وتمكَّن من الاستيلاء عليها وأسر المعتمِد،<ref name="تراجم الأعلام">إسلام ويب، تراجم الأعلام: [https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=4478&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=60&ayano=0&surano=0&bookhad=0 المعتمد بن عباد]. تاريخ الولوج 30-05-2013. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20131203034551/http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?id=4478 |date=03 ديسمبر 2013}}</ref> ونفاه إلى مدينة [[أغمات]] في المغرب حيث توفّي أسيراً بعد ذلك بأربع سنوات.<ref name="السرجاني">[[راغب السرجاني]]: [http://islamstory.com/ar/%D9%85%D9%84%D9%83_%D8%A5%D8%B4%D8%A8%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AA%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%AF المعتمد بن عباد]. تاريخ النشر 28-07-2008. تاريخ الولوج 09-07-2013. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161005011517/http://islamstory.com/ar/ملك_إشبيلية_المعتمد_بن_عباد |date=05 أكتوبر 2016}}</ref> رغم ذلك، فقد أثار إسقاط يوسف بن تاشفين لإمارة بني عباد الكثير من الجدل بين المؤرّخين قديماً وحديثاً، ووُجِّهت انتقادات كثيرة له لما فعله بالمعتمِد.<ref name="المعتمد في المغرب">[http://habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/1383 المعتمد بن عباد في المغرب]. مجلة دعوة الحق، العددان 60 و61. [[وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (المغرب)|وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية]]. {{استشهاد بويب |مسار=http://habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/1383 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=30 مايو 2013 |تاريخ أرشيف=8 فبراير 2014 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20140208065944/http://www.habous.net/daouat-alhaq/item/1383 |حالة المسار=bot: unknown }}</ref>
== أصله ونسبه ==
نسبه الكامل هو محمد بن [[المعتضد بن عباد|عباد]] بن [[أبو القاسم بن عباد|محمد]] بن إسماعيل بن قريش بن عباد بن عمر بن أسلم بن عمرو بن عطاف بن نعيم اللخمي أبو القاسم المُلقّب ''بالمعتمِد على الله''.<ref name="الإحاطة في أخبار غرناطة، ص182"/> ينتمي المعتمِد بن عباد إلى أسرة [[بنو عباد|بني عباد]]، وهم سلالة عربية تعود أصولها إلى مدينة [[العريش]] في [[شبه جزيرة سيناء]] بإقليم [[بلاد الشام|الشام]]، وهم يُنسبون إلى [[النعمان بن المنذر]] حاكم [[الحيرة]] قبل [[محمد|النبوة]]. قدم جد بني عباد إلى الأندلس مع طالعة [[بلج بن بشر القشيري|بلج]] في بداية القرن الثاني الهجري. وفي مطلع القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي)، استقلَّ [[أبو القاسم بن عباد|أبو القاسم محمد بن عباد اللخمي]] بإشبيلية، فبرع في الفقه والقضاء، وحكم إشبيلية لفترة، ثم خلفه فيها ابنه [[المعتضد بن عباد|أبو عمرو المعتضد عباد]]، وأخيراً حفيده المعتمِد.<ref name="السير أعلام النبلاء2">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الذهبي| Ref =سير أعلام النبلاء - الجزء التاسع عشر|2001|p=58}}</ref>
== نشأته وحياته قبل الحكم ==
ولد أبو القاسم محمَّد ''المعتمِد على الله'' في عام [[431 هـ|431]]<ref name="التاريخ الأندلسي2" /> أو [[432 هـ]] في مدينة [[باجة (البرتغال)|باجة]] غرب الأندلس، والتي تقع حالياً بدولة [[البرتغال]]. أراد والده المعتضد أن يدرّبه على الحكم منذ سنٍّ مبكرة، فولاَّه منذ كان عمره 12 عاماً - على الأكثر - حاكماً لمدينة [[ولبة|أونبة]]، ثم عيَّنه قائداً لجيشٍ أرسل لحصار مدينة [[شلب]] والاستيلاء عليها، وفي أثناء قيادة هذا الجيش تعرَّف المعتمِد على الشاعر [[أبو بكر بن عمار]]، الذي أصبح منذ ذلك الحين من الرجال المقرّبين إليه، وكان له دورٌ كبيرٌ في إدارة دولته.<ref name="المعتمد1">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=94}}</ref> توطَّدت العلاقة بسرعةٍ بين المعتمِد وابن عمَّار، فما إن تولَّى حكم شلب بعد الاستيلاء عليها حتى عيَّن ابن عمَّار وزيراً له.<ref name="المعتمد2">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=96}}</ref> وأخذت علاقة الصداقة بينهما تقوى بسرعةٍ كبيرة، خصوصاً لتشاركهما بحبّ الشعر وموهبته، حتى قال [[عبد الواحد المراكشي|المراكشي]] عن المعتمِد في ابن عمَّار: {{اقتباس مضمن|يشاركه فيما لا يشارك به الرجل أخاه ولا أباه}}، بل ويروي المراكشي أنه في إحدى الليالي خلال إقامتهما بشلب استدعى المعتمِد ابن عمَّارٍ وأكرمه أكثر من المعتاد، فعندما حان وقت النوم قال له: {{اقتباس مضمن|لتضعنَّ رأسك معي على وسادٍ واحد}}. ويروي ابن عمَّار أنه في تلك الليلة خطر له فجأة أن المعتمِد سيقتله،<ref name="المعتمد3">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=97}}</ref> فانتابه الفزع وأخذ منه مأخذاً كبيراً، ولفَّ نفسه بإحدى الحصر وفرَّ هارباً إلى دهاليز القصر، ونوى الهرب واجتياز البحر إلى المغرب باليوم التالي قاصداً «[[جبال الأطلس|جبال البربر]]». لكن في الصباح افتقده المعتمِد، فأخذ بالتفتيش عنه، وأمر جميع رجال القصر بالبحث عن ابن عمَّار، ثم وجده بنفسه وهو ملفوف بالحصير، فسأله مستغرباً: «يا أبا بكر، ما الذي حملك على هذا؟»، فحكى له قصَّته، فضحك المعتمِد وقال: «يا أبا بكر، أضغاث أحلام، هذه آثار الخمار. وكيف أقتلك؟ أرأيت أحداً يقتل نفسه؟ وهل أنت عندي إلا كنفسي؟» فشكره ابن عمَّارٍ ودعى له.<ref name="المعتمد4">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=98}}</ref> وقد كان ابن عمَّار منذ ذلك الحين يصحب المعتمِد دائماً، فيأخذه معه في أسفاره ورحلاته إلى إشبيلية وباقي مدن الأندلس.<ref name="المعتمد5">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=99-100}}</ref>
في يومٍ بينما كان المعتمِد يتنزَّه مع ابن عمار في مرج الفضة - أحد متنزهات إشبيلية المطلة على نهر [[الوادي الكبير]] - قال له:<ref name="المعتمد6">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=101}}</ref> «صنع الريح من الماءِ زَرَد» (يقصد أن يكمل رفيقه بيت الشعر)، إلا إنَّ بديهة ابن عمار كانت بطيئة، فسكت طويلاً ولم يكمله، وفي هذه الأثناء كانت بقربهما امرأة تغسل الملابس في النهر، فقالت: «أيُّ درعٍ لقتالٍ لَو جَمَد». وقد تعجَّب المعتمِد من موهبتها بالشعر، وفتن بجمالها، فسأل عنها، فقيل له أنها جارية لرميك بن حجاج واسمها اعتماد، فذهب إلى صاحبها واشتراها منه وتزوجها، وعُرِفَت بعد ذلك بلقب [[اعتماد الرميكية]]، وكانت أقرب زوجات المعتمِد إليه.<ref name="المعتمد7">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=102}}</ref> وقد كان يغدق المعتمِد الكثير من الأموال لإرضاء رغبات الرميكية، ومن أشهر قصص تبذيره لأجل إرضاءها يومٌ أرادت فيه أن تسير على الطين، فأمر المعتمِد بأن يسحق لها الطيب وتغطى به كل ساحة القصر، ثم تصبّ الغرابيل، ويصبّ [[ماء ورد|ماء الورد]] عليهما، وقد عُجِنَ ذلك حتى أصبح كالطين، فسارت عليه الرميكية مع جواريها.<ref name="المعتمد8">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=103}}</ref> بل وقد كان لقب المعتمِد بالأصل هو «المُؤَيَّد بالله»، لكن بعد زواجه من الرميكية غيَّر لقبه إلى المعتمِد على الله تيمُّناً باسمها «اعتماد».<ref name="المعتمد12"/> وقد تسبَّبت الرميكية وابن عمَّار بانغماس المعتمِد في حياة اللهو، وانتشر الكلام عن ذلك بين الناس، ممَّا أغضب والده المعتضد، فأمر بنفي ابن عمَّارٍ إلى أقصى شمال الأندلس، وبقي منفياً حتى وفاة المعتضد.<ref name="المعتمد9">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=105-106}}</ref>
أرسل المعتضد في عام 458 هـ (1066م) ابنيه المعتمِد وجابر على رأس جيشٍ لانتزاع [[مالقة]] من [[زيريون|بني زيري]]، فحاصراها، إلا إنَّ المدينة قاومت مقاومة شديدة،<ref name="دولة الإسلام في الأندلس">[[محمد عبد الله عنان]]، دولة الإسلام في الأندلس، الكتاب الثاني "الدّول البربريَّة في جنوبيِّ الأندلس". ص119.</ref> وبحسب إحدى الروايات فقد سقطت في أيدي المعتمِد وأخيه لفترةٍ قصيرة،<ref name="ديوان الشعر3">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|بدوي وعبد المجيد| Ref =ديوان المعتمد بن عبَّاد: ملك إشبيلية|1951|p=5}}</ref> لكن سرعان ما جاءها بعد ذلك [[باديس بن حبوس]] بقوَّة للنجدة وخاض مع بني عبَّاد معركة شديدة، فقتل وأسر الكثير منهم، وفرَّ المعتمِد وجابر مع ما بقي من جيشهما إلى [[رندة]].<ref name="البيان في المغرب">[[ابن عذاري]] (712 هـ/1313م)، البيان المُغرِب في أخبار الأندلس والمَغرِب، الجزء 3، ص 274 و275.</ref> وقد غضب المعتضد كثيراً من ابنيه لهزيمتهما،<ref name="ديوان الشعر3"/> فكتب إليه المعتمِد من رندة<ref name="ابن الأبَّار">[[ابن الأبار (توضيح)|ابن الأبار]]، الحلة السيراء ([[القاهرة]]). الجزء 2، ص 56 - 58.</ref> أطول قصائده على الإطلاق ليستعطف والده، وفاتحتها:<ref name="ديوان الشعر3"/>
{{أبيات|
سكّن فؤادك لا تذهبْ بك الفِكَرُ\\ماذا يُعيد عليك البتُّ والحذرُ؟}}
== سيرته ==
=== تولّيه الحكم ===
توفّي [[المعتضد بن عباد|أبو عمرو المعتضد]] في 2 جمادى الآخرة عام [[461 هـ]] ([[1069]]م)، وترك لابنه المعتمِد بن عبَّاد إمارة قويَّة، فتولَّى المعتمِد الحكم وعمره 30 عاماً.<ref name="التاريخ الأندلسي2"/><ref name="السير أعلام النبلاء3" /> ما إن تولَّى المعتمِد حتى استدعى ابن عمَّارٍ من منفاه، وطلب منه اختيار أيّ منصبٍ يريده في الدولة، فاختار أن يلي مدينته ومسقط رأسه [[شلب]] في غربيّ الأندلس،<ref name="المعتمد10">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=106}}</ref> وقد حزن المعتمِد لأنه سيبتعد عنه، لكنه رضي بالأمر نزولاً على رغبته.<ref name="المعتمد12">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=107}}</ref> ومع مرور الوقت لم يتحمَّل المعتمِد بُعْدَ ابن عمَّار عنه، فاستدعاه إلى إشبيلية وعيَّنه كبير وزرائه، وبقي يستعين به لاستشارته ونصحه.<ref name="المعتمد12" />
=== الحرب مع طليطلة ===
[[ملف:Bab al Mardum. Cristo de la Luz. MPLC 19.jpg|تصغير|يمين|240بك|[[مسجد باب المردوم]]، أحد أقدم معالم مدينة [[طليطلة]] التي خاض المعتمِد ووالده حرباً طويلة معها.]]
في عام 435هـ/1043م (خلال عهد والد المعتمِد، المعتضد عبَّاد) تولَّى [[المأمون بن ذي النون]] إمارة مدينة [[طائفة طليطلة|طليطلة]]، فعقد حلفاً مع [[مملكة قشتالة]] لمساعدته في إسقاط [[أبو الوليد بن جهور|محمد بن جهور]] أمير [[طائفة قرطبة|قرطبة]] والاستيلاء على مدينته. وعندما سمع المعتضد حاكم إشبيلية و[[بنو الأفطس]] حكام [[طائفة بطليوس|بطليوس]] بالأمر سارعوا إلى قرطبة لإيقافه، وسرعان ما توافد باقي ملوك الطوائف فشكَّلوا حلفاً كبيراً.<ref name="الزلاقة1">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=13}}</ref> لكن وعندما آلت الحال إلى هذا، لم يرسل المعتضد لقرطبة سوى قوة صغيرة، وبينما كان باقي ملوك الطوائف منشغلين سار بجيوشه واستولى على [[طائفة لبلة|لبلة]] و[[طائفة ولبة وجزيرة شلطيش|ولبة وجزيرة شلطيش]]، وبعد ذلك بأعوامٍ على [[طائفة قرمونة|قرمونة]]. استمرَّت الحرب بين قرطبة وطليطلة طويلاً، حتى بدأت قرطبة تُهزَم ووقعت تحت الحصار، فأرسل إليها المعتضد على الفور جيشاً فك الحصار عنها ثم استولى عليها وأسقط إمارة [[بنو جهور|بني جهور]]، وبات المعتضد أقوى ملوك الطوائف في الأندلس.<ref name="الصلابي1">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الصلابي| Ref =دولة المرابطين|2007|p=60}}</ref> تخوَّف ملك طليطلة من ذلك، فحاول عقد حلفٍ مع صهره [[عبد الملك بن عبد العزيز المظفر|عبد الملك المظفر]] أمير [[طائفة بلنسية|بلنسية]]، إلا إنَّه رفض، فتحالف مع ملك قشتالة [[فرناندو الأول ملك ليون وقشتالة|فرناندو الأول]]، واستوليا معاً على بلنسية في عام 457 هـ (1065م).<ref name="الزلاقة2">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=15}}</ref>
إلا إنَّ وفاة فرديناند المفاجئة ونشوب الحرب بين أبنائه على حكم قشتالة تسبَّبا بإيقاف خطة الهجوم على بني عباد، فاستمرَّت الأمور متوقّفة على هذه الحال حتى وفاة عباد المعتضد وتولّي ابنه المعتمِد الذي حكم الإمارة، في عام 461هـ (1069م).<ref name="الصلابي2">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الصلابي| Ref =دولة المرابطين|2007|p=60-61}}</ref> أخذ المأمون حاكم طليطلة بتوسيع حكمه أكثر في عام 1073م، فاستولى على [[طائفة مرسية|مرسية]] و[[أوريولة|أريولة]]، وعقد حلفاً وثيقاً مع [[ألفونسو السادس ملك قشتالة|ألفونسو السادس]] حاكم قشتالة الجديد - الذي انتهى الصراع بين أبناء فرديناند لصالحه -، كما تحالف مع بني الأفطس حكام بطليوس و[[بنو هود|بني هود]] حكام [[طائفة سرقسطة|سرقسطة]]. وهكذا، لم يبقَ من منافسٍ للمأمون بن ذي النون وحلفائه في الأندلس سوى بني عباد، فشنوا الحرب على المعتمِد،<ref name="الصلابي3" /> وسُرعَان ما سقطت قرطبة بمقاومة بسيطة في عام 468هـ، بعد أن تسلَّل إليها قائدٌ للمأمون يدعى ''ابن عكاشة'' في الليل مع رجاله، وقُتِلَ في المعركة ابن المعتمِد ''[[عباد بن المعتمد|عبَّاد سراج الدولة]]''، وأخذت البيعة من أهل قرطبة للمأمون.<ref name="ديوان الشعر4">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|بدوي وعبد المجيد| Ref =ديوان المعتمد بن عبَّاد: ملك إشبيلية|1951|p=6}}</ref><ref name="المعتمد18">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=144-145}}</ref> لكن في هذه الأثناء توفّي المأمون بن ذي النون في عام 468هـ (1074م)، فتوقَّفت الحرب،<ref name="الصلابي3" /> وعاد المعتمِد بعدها بثلاث سنوات في عام 471هـ واستعاد قرطبة من جديد،<ref name="المعتمد19">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=146}}</ref> وقتل ابن عكاشة قائد جيش ابن ذي النون انتقاماً لابنه. كان [[القادر بن ذي النون|القادر]] حفيد المأمون وخليفته في حكم طليطلة حاكماً ضعيفاً، فاستغلَّ المعتمِد الفرصة وهاجم طليطلة، ونجح بالاستيلاء على الكثير من المدن التابعة لها مثل [[بلنسية]].<ref name="ديوان الشعر4" />
=== غزو مرسية ومقتل ابن عمَّار ===
[[ملف:Arcoarabedesantaclara.jpg|تصغير|240بك|قوس عربي في [[دير سانتا كلارا|متحف سانتا كلارا]] بمرسية.]]
في تلك الفترة زادت أطماع ابن عمَّارٍ بتوسيع الدولة وتقويتها، فأغرى المعتمِد بالاستيلاء على [[مرسية]] من حاكمها [[أبو عبد الرحمن بن طاهر|أبي عبد الرحمن بن طاهر]]، وفي طريقه توقَّف في مرسية فتفاوض مع بعض وجهائها، وقدَّم لهم إغراءاتٍ ووعوداً للثورة على حاكمها، وكان حريصاً فذهب إلى ملك [[برشلونة]] الكونت [[ريموند برانجيه الأول|ريموند برانجيه]] وتحالَفَ معه بعرض منحه عشرة آلاف مثقالٍ من الذهب لقاء مساعدته بفتح مرسية.<ref name="المعتمد1923">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=152}}</ref> لكن ابن عمار وضع شروطاً أخرى، فعرض رهن ابن أخ برانجيه عند المعتمِد لضمان أن يساعده ملك برشلونة، وفي المقابل يصبح ابن المعتمِد وقائد الحملة ''[[الرشيد بن المعتمد|الرشيد]]'' رهينةً عند برانجيه إذا لم يصل المال الذي وُعِدَ به، إلا إنَّ ابن عمار لم يخبر المعتمِد بهذا الشرط. ضرب الجيشان الحصار على مرسية، وعاد المعتمِد إلى قرطبة ومعه الرهينة، وتأخَّر بإرسال المال عن الموعد المُحدَّد، فظنَّ [[كونت برشلونة]] أنه خدع، فقبض على الفور على ابن عمار والرشيد، وفشل جيش إشبيلية بتحريرهما. عاد المعتمِد إلى إشبيلية، وسجن ابن أخ الكونت،<ref name="المعتمد1943">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=153}}</ref> وبعد بضعة أيامٍ أطلق سراح ابن عمار، فكان خجلاً من مقابلة المعتمِد، وأرسل إليه قصيدة مطولة،<ref name="المعتمد41">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=154}}</ref> إلا إنَّ المعتمِد أحسَّ بأنه كان هو المخطئ، ودعا ابن عمار للعودة إليه.<ref name="المعتمد41" />
لكن عند الاتجاه إلى الصلح مع كونت برشلونة مقابل تسليمه المال وتبادل الرهائن، طالب هذا بمضاعفة أمواله ثلاث مرات، لتصل إلى ثلاثين ألف مثقالٍ من الذهب، ولم يكن في استطاعة المعتمِد تدبير هذا المبلغ، فصنع عملة زائفة من خليط من الذهب والمعادن، ولم ينتبه الكونت لذلك، فتمَّت المبادلة، وعاد ابن أخ ريموند إليه في حين عاد الرشيد إلى المعتمِد. ومع الفشل في الاستيلاء على مرسية، حاول ابن عمَّار إقناع المعتمِد بضرورة إعادة الكرَّة، ونجح في الحصول منه على جيش، بل وطالبه بجمع البضائع النفسية من تجار إشبيلية لإغراء أهل مرسية بها،<ref name="المعتمد42">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=156}}</ref> وقد وافق المعتمِد على ذلك، لكنه بدأ يتشكَّك، فقال لابن عمار وهو خارج مع الحملة: «سر إلى خيرة الله ولا تظنَّ أني مخدوع»، وأما ابن عمَّار فقد أجاب لثقته بعدم قدرة المعتمِد على التخلِّي عنه: «لستَ بمخدوعٍ ولكنك مضطَّر».<ref name="المعتمد43">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=157}}</ref> وصل ابن عمار إلى مدينة [[مولة (إسبانيا)|مولا]]، مركز تموين مرسية، فاستولى عليها، ثم سرعان ما سقطت مرسية تحت وطأة الحصار والمجاعة، وفتحت أبوابها بالخيانة، وأخذت البيعة للمعتمد.<ref name="المعتمد44">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=158}}</ref>
[[ملف:Catedral de Murcia. Fachada principal y torre..jpg|تصغير|يمين|305بك|المسجد الجامع في مرسية سابقاً، قبل تحويله إلى [[كاتدرائية مرسية]].]]
ازدادت ظنون وشكوك المعتمِد بابن عمَّارٍ مع تماديه في إعلاء نفسه وتجاهله أوامره، كطلبه إطلاق سراح حاكم مرسية السابق [[أبو عبد الرحمن بن طاهر]]، فشعر المعتمِد بالحزن والأسى،<ref name="المعتمد45">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=160-163}}</ref> وكتب إليه شعراً ساخراً يهجوه، ممَّا أغضب ابن عمار، فردَّ على ذلك بقصيدة شتم بها المعتمِد وزوجته وأبناءه،<ref name="المعتمد47">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=168}}</ref> ورغم أن ابن عمار بعد كتابته القصيدة ندم عليها وأحرقها، فقد كان بين حاشيته رجل يهودي من المياسير سارع إلى أخذها وإرسالها إلى [[أبو بكر بن عبد العزيز|أبي بكر بن عبد العزيز]] حاكم بلنسية، الذي أرسلها بدوره إلى المعتمِد، فغضب هذا غضباً شديداً،<ref name="المعتمد48">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=170}}</ref> لكنه لم يُقْدِم على أيّ إجراءٍ اتجاه ابن عمار. بعد مدة، تأخَّر ابن عمار في إعطاء جنده بمرسية أجورهم، فثاروا عليه، وفرَّ هارباً، وحاول اللجوء إلى ألفونسو السادس ملك قشتالة لمساعدته باستعادة مرسية، إلا إنَّه طرده، فتوجَّه إلى [[بنو هود|بني هود]] في [[سرقسطة]].<ref name="المعتمد49">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=171}}</ref>
أغرى ابن عمَّار [[المقتدر بن هود]] حاكم سرقسطة بغزو حصن شقورة شمال مرسية،<ref name="المعتمد50">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=172}}</ref> ونجح بذلك، فحصل على جيشٍ صغيرٍ من بني هود وقاده إلى الحصن، لكن غُدِرَ به هناك، فقبض عليه أصحاب الحصن من بني سهيل بخديعة، وسجنوه، وفرَّ جيشه عائداً إلى سرقسطة، فعرض بنو سهيلٍ بيعه لمن يدفع أكبر ثمنٍ من ملوك الأندلس. فقرَّر المعتمِد شراءه، وأرسل ابنه [[الراضي بن المعتمد|الراضي]] ليحضره إلى قرطبة،<ref name="المعتمد51">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=173}}</ref> واقتيد إليها مَهيناً مُقيَّداً على ظهر [[بغل]]، وأجلسه المعتمِد وأخذ يتلو ويعدّد عليه ما فعله له من إحسانٍ وفضائل قبل أن يتمرَّد عليه، وعندما انتهى من ذلك قال ابن عمَّار: {{اقتباس مضمن|ما أنكر شيئاً ممَّا ذكره مولانا أبقاه الله، ولو أنكرتُه لشهدتْ عليَّ به الجمادات فضلاً عمَّن ينطق، ولكني عثرتُ فأقِل، وزللتُ فاصفَح}}، فأجابه المعتمِد: «هيهات، إنَّها عثرةٌ لا تُقَال»، وزجَّ به في سجن إشبيلية.<ref name="المعتمد52">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=174}}</ref>
أخذ ابن عمار يستعطف المعتمِد بالقصائد والأشعار، ويرجوه ويتوسَّل إليه، فبدأ يرقُّ قلب المعتمِد، وفكَّر بالصفح عنه.<ref name="المعتمد53">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=175-176}}</ref> وقد أيقن ابن عمار قرب الإفراج عنه، وغمرته الفرحة، فكتب ذلك إلى ابنه الرشيد، وانتشر الخبر، وبدأت تسري الشائعات بأنَّه يريد التمرُّد بعد خروجه، وقد قال المراكشي عن الإضافات التي ألحقها الناس برسائل ابن عمَّار: {{اقتباس مضمن|صنتُ كتابي عن ذكرها}}.<ref name="المعتمد54">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=177}}</ref> وقد وصلت هذه الأخبار للمعتمد، فغضب غضباً شديداً، خصوصاً من ادعاء ابن عمار أنه سيخرج لا محالة.<ref name="المعتمد55">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=177-178}}</ref> فجاء إليه وقال له: «هل أخبرت أحداً بما كان بيني وبينك في الأمسية الأخيرة؟»، فأنكر تماماً، إلا إنَّ رسول المعتمِد قال: «قل له الورقتان اللتان استدعيتهما، كتبتَ في إحداهما القصيدة فما فعلتَ بالأخرى؟»<ref name="المعتمد56"/> (يعني ورقتين كان قد طلبهما سابقاً من حراس السجن، حيث كان المعتمِد قد منع عنه الورق لملله من كثرة الشفاعات التي جاءته للعفو عن ابن عمار ممَّن راسلهم هذا، إلا إنَّ ابن عمار أصرَّ على منحه ورقة لأنه نوى أن يراسل بها ابنه)،<ref name="المعتمد54"/> فادعى ابن عمار أنه بيَّض بها القصيدة، فقال المعتمِد: «قل له هلمَّ المسودة»، فاعترف ابن عمار بأنه كتب بها الرسالة التي أبلغ فيها ابنه الرشيد بالعفو عنه. عند ذلك تملَّك المعتمِدَ غضبٌ شديد، فجاء ثائراً ومعه فأسٌ كبير (كان قد أهداها إليه ألفونسو السادس)، ورآه ابن عمَّار وفي عيونه الشَّرر ففزع وأخذ يحاول الزحف مع قيوده إلى قدمي المعتمِد وأخذ يقبّلهما، لكن المعتمِد انهال عليه وقتله، ثم أمر بغسله وتكفينه، ودُفِنَ في [[قصر المورق|القصر المبارك]].<ref name="المعتمد56">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=178}}</ref>
=== العلاقة مع قشتالة ===
بعد وفاة المأمون بن ذي النون أمير طليطلة عقد المعتمِد حلفاً مع مملكة قشتالة، فأرسل إلى ألفونسو وزيره [[أبو بكر بن عمار|ابن عمَّار]]، واتُّفِقَ على أن تدعم قشتالة المعتمِد عسكرياً للاستيلاء على باقي إمارات ملوك الطوائف، مقابل جزية يؤدّيها هو إلى قشتالة، ومقابل أن لا يقاوم القشتاليين في حربهم على طليطلة.<ref name="الصلابي3">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الصلابي| Ref =دولة المرابطين|2007|p=61}}</ref> وقد كان ذلك ما حدث، فحاصرت جيوش ألفونسو طليطلة، أما المعتمِد فسار إلى [[طائفة غرناطة|غرناطة]] ليضمُّها إلى مملكته،<ref name="الزلاقة3">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=17}}</ref> واتُّفِقَ على أن يأخذ المعتمِد المدينة ويحصل ألفونسو على أموالها وثرواتها،<ref name="المعتمد2240">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=209-210}}</ref> وعندما حاول [[المتوكل على الله بن الأفطس|المتوكل عمر بن الأفطس]] أمير بطليوس السير لفك الحصار عن طليطلة حاصر المعتمِد مدينته ومنعه، فسقطت طليطلة في 27 من محرم عام 478هـ (1085م).<ref name="الصلابي4">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الصلابي| Ref =دولة المرابطين|2007|p=62}}</ref>
[[ملف:Patio de las doncellas 200901.jpg|تصغير|310بك|[[قصر المورق|قصر المبارك]] الذي كان مقرَّ حكم المعتمِد بن عبَّاد طوال عهده.]]
أخذ ألفونسو السادس، بعد سقوط طليطلة، بالإعداد لغزو باقي ممالك الأندلس، إلا أن ابن عبَّاد شعر بالندم على فعلته وتحالفه مع قشتالة، فطلب من ألفونسو ألا يتقدم أكثر في بلاد الأندلس وراء طليطلة، وإلا فإن العهد القائم بينهما سينتهي. إلا أنَّ ألفونسو لم يكترث لذلك،<ref name="الزلاقة4">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=20-21}}</ref> ووجَّه أنظاره نحو مملكة المعتمِد، فطلب منه إعطاءه بعض القرى الحدودية، ثم طلب أن يترك زوجته الحامل تلد في [[كاتدرائية قرطبة وجامعها|جامع قرطبة]]<ref name="التاريخ الأندلسي3" /> بناءً على نصيحة القسّيسين (لأن الجامع كان موقعاً لكنيسة في السابق) وكذلك أن تنزل في [[الزهراء (مدينة)|مدينة الزهراء]]، إلا أنَّ المعتمِد رفض هذه الطلبات،<ref name="الصلابي5" /> وأخيراً أرسل إليه ألفونسو عام [[475 هـ|475هـ]] ([[1082]]م)<ref name="التاريخ الأندلسي3">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الحجي| Ref =التاريخ الأندلسي: من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة|1978|p=393}}</ref> خمسمائة فارسٍ لأخذ الجزية على رأسهم رجل [[يهود]]ي اسمه «ابن سالب»، فقال للمعتمد عندما رأى نقود الجزية: {{اقتباس مضمن|لا تعتقدوني بسيطاً لأقبل مثل هذه النقود المزيفة، لا آخذ إلا الذهب الصافي، السنة القادمة ستكون مَدِيناً}}،<ref name="الصلابي5">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الصلابي| Ref =دولة المرابطين|2007|p=74}}</ref> وعندما سمع المعتمِد ذلك ثار وقال: {{اقتباس مضمن|لا أستطيع بعد أن أتحمل طغيان النصارى الأوغاد}}، ثم أمر رجاله بالليل فذهبوا وقتلوا جند قشتالة وطردوا السفير.<ref name="الزلاقة8" /> وفي هذه الأثناء كان ألفونسو سائراً بجيوشه إلى قرطبة ليحاصرها، فلما وصله خبر إعدام البعثة حوَّل جيوشه إلى إشبيلية - عاصمة بني عبَّاد - على الفور. وفي طريقه، قام ألفونسو بتدمير ونهب كل القرى والمدن التي مرَّ بها، واستمرَّ بسيره حتى وصل [[طريفة|جزيرة طريف]] عند الحدود الجنوبية للأندلس، فوطئ مياه المتوسط، وأرسل إلى أمير المرابطين ابن تاشفين، يخبره بمصير ملوك الطوائف، ويدعوه إلى القدوم لقتاله.<ref name="الصلابي6">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الصلابي| Ref =دولة المرابطين|2007|p=75}}</ref>
وصل ألفونسو إلى إشبيلية، فضرب عليها الحصار لمدة ثلاثة أيام. وفي خلال ذلك أرسل إلى المعتمِد طالباً منه مروحة لطرد الذباب لإهانته،<ref name="الصلابي6" /> فردَّ عليه المعتمِد: {{اقتباس مضمن|قرأتُ كتابك، وفهمت خيلاءك وإعجابك، وسأنظر إليك في مراوح من الجلود اللمطية، في أيدي الجيوش المرابطين، تروح منك، ولا تروح عليك إن شاء الله}}، وعندما ترجمت هذه الرسالة لألفونسو بدا عليه التفاجؤ، كأنه لم يتوقع فكرة استدعاء المرابطين.<ref name="التاريخ الأندلسي4">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الحجي| Ref =التاريخ الأندلسي: من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة|1978|p=394}}</ref> ففك ألفونسو بعد الأيام الثلاثة الحصار،<ref name="الصلابي6" /> ويقال إن ذلك كان بعد أن هزمه ابن عمَّار في لعبة [[شطرنج|بالشطرنج]] اشترط عليه فيها أن يترك إشبيلية إن تغلَّب عليه باللعبة،<ref name="المعتمد20">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=147-150}}</ref> وقد اتجه ألفونسو عوضاً عن ذلك نحو باقي إمارات الأندلس، فأسقط إمارة بني هود في [[سرقسطة]]، وبني ذي النون في [[بلنسية]]، وأخيراً [[بنو صمادح|بني صمادح]] في [[المرية]]، حتى بلغ نابار قريباً من غرناطة.<ref name="الصلابي6" /> في هذه الأثناء، عقد ألفونسو حلفاً مع [[سانشو الأول ملك نافارا|سانشو الأول]] ملك أراغون ونافارا، و[[برانجيه ريموند الثاني|برنغار ريموند]] كونت برشلونة، لكي يقضوا معاً على ما تبقَّى من الدول الإسلامية في الأندلس. فزحفت جيوشهم إلى [[قورية (قصرش)|قورية]] و[[طريفة|طريف]] وحتى ضواحي إشبيلية، فأحرقوا ودمَّروا القرى والمزارع المحيطة بها.<ref name="الزلاقة5">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=31}}</ref> ويلاحظ بعض الباحثين عدم وضوح تسلسل الأحداث التاريخية للتصاعدات بين المعتمِد بن عبَّاد وألفونسو، مثل وقت حصار ألفونسو لإشبيلية، وبلوغه بعد ذلك في غزواته جزيرة طريف، ووقت حدوث قصة وفد ابن سايب، وكذلك بعض الأحداث الأخرى.<ref name="التاريخ الأندلسي5">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الحجي| Ref =التاريخ الأندلسي: من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة|1978|p=390-394}}</ref>
=== الاستنجاد بالمرابطين ===
عندما بدأت مدن الأندلس بالتساقط في يد حلف الممالك النصرانية، عُقِدَ اجتماعٌ كبيرٌ في قرطبة، حضره الكثير من فقهاء وقضاة ووجهاء المدينة، وبعد أن ناقش الحاضرون حال الأندلس والخطر المحدق من قشتالة،<ref name="المعتمد4124">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=205}}</ref> اتُّفق على أن يكون الحل هو استدعاء مسلمي إفريقية ([[زيريون|الزيريون]] آنذاك) والتحالف معهم على اقتسام الأموال، مقابل أن يساعدوا ملوك الطوائف بحماية ملكهم. وعرضوا هذا المقترح على القاضي عبد الله بن محمد بن أدهم، فقال لهم: {{اقتباس مضمن|أخاف أن يخرّبوا الأندلس كما فعلوا بإفريقيَّة، ويتركوا الإفرنج ويبدؤوا بكم، و[[الدولة المرابطية|المرابطون]] أقرب إلينا وأصلح حالاً}}، فكان الاتفاق على استدعاء يوسف بن تاشفين ملك المرابطين بدلاً من الزيريّين. وكانت فكرة استدعاء المرابطين تدور في خاطر المعتمِد منذ مدة،<ref name="المعتمد4224">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=206}}</ref> لذا عندما سمع بهذا، بادر إلى عقد اجتماعٍ مماثل لملوك الطوائف في قرطبة ثم في إشبيلية بزعامته، وقرَّر ملوك الطوائف طلب النجدة من يوسف بن تاشفين، ولم يعارض ذلك أحد منهم سوى [[تميم بن بلقين]] حاكم [[طائفة مالقة|مالقة]]، فاتهموه بالخيانة والتواطؤ. قام المتوكل بكتابة رسالة الاستغاثة، ووقَّع عليها 13 أميراً من أمراء الأندلس.<ref name="الزلاقة7">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=32-33}}</ref>
[[ملف:Jura de Santa Gadea.jpg|تصغير|يمين|260بك|[[ألفونسو السادس ملك قشتالة|ألفونسو السادس]]، ملك [[قشتالة (توضيح)|قشتالة]].]]
يقول عددٌ من المؤرخين (مثل [[ابن دحية الكلبي|ابن دحية]] في كتابه ''[[المطرب من أشعار أهل المغرب]]'') أن المعتمِد أبحر إلى المغرب بنفسه في عام 479هـ، حيث التقى بيوسف بن تاشفين في [[المهدية (المغرب)|المهدية]]،<ref>مؤلف مجهول، الحلل الموشية في تلخيص الأخبار المراكشية، دار الرشاد الحديثة، الدارالبيضاء، 1979، ص. 54</ref><ref name="قنطرة">[https://www.qantara-med.org/qantara4/public/show_document.php?do_id=1184&lang=ar قصبة المهدية. موقع قنطرة] {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150924083520/http://www.qantara-med.org/qantara4/public/show_document.php?do_id=1184&lang=ar |date=24 سبتمبر 2015}}</ref> فطلب منه نصرته في حربه مع الفرنجة.<ref name="الشاملة7" /> رغم ذلك، فإن بعض المؤرخين الآخرين يقولون بأنَّ الأمر اقتصر على مراسلاتٍ وسفاراتٍ متبادلة بين المعتمِد وابن تاشفين، وقد ذكره المعتمِد في تلك الرسائل بألقاب «أمير المؤمنين» و«ناصر الدين»، وذكر ألفونسو باسم «الكلب المسعور»، ووصف له الحال السيئة التي وصل إليها ملوك الطوائف والجرائم التي يرتكبها ملوك النصارى بقرى الأندلس. وكذلك كتب وزير المعتمِد ابن عمَّار رسالة أخرى شبيهة كانت خاتمتها: {{اقتباس مضمن|إن يوسف بن تاشفين قد غدا معقد الآمال، وإنه يُعتَقَد أن الله قد اصطفاه لإنقاذ الإسلام}}.<ref name="الزلاقة18">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=37-38}}</ref> وقد لامَ المعتمِدَ بعض معاونيه على طلبه العون من المرابطين<ref name="المعتمد في المغرب" /> قائلين: «المُلك عقيم، والسيفان لا يجتمعان في غمدٍ واحد» (يقصدون أنه لا يمكن أن يترك المرابطون له ملكه)، فقال لهم جملته التي اشتهرت فيما بعد: {{اقتباس مضمن|تالله إني لأؤثر رعي الجمال لسلطان مراكش على أن أغدو تابعاً لملك النصارى وأن أؤدي له الجزية، ''إنَّ رعي الجمال خيرٌ من رعي الخنازير''}}.<ref name="الزلاقة19">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=37}}</ref> وقد اعترض عليه ابنه الرشيد قائلاً: {{اقتباس مضمن|يا أبت، أتدخل على أندلسنا من يسلبنا ملكنا ويبدّد شملنا؟}}،<ref name="الصلابي11">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الصلابي| Ref =دولة المرابطين|2007|p=76}}</ref> فأجاب ابنَه: {{اقتباس مضمن|أي بني، والله لا يُسمَع عني أبداً أني أعدتُّ الأندلس دار كفر، ولا تركتها للنصارى، فتقوم عليَّ اللعنة في منابر الإسلام مثل ما قامت على غيري}}،<ref name="الزلاقة9">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=33-37}}</ref>
تأخر ابن تاشفين في السير إلى الأندلس، ممَّا أجبر المعتمِد وباقي ملوك الطوائف على دفع الجزية إلى ألفونسو ريثما يصل.<ref name="الزلاقة8">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=35}}</ref> وفي هذه الأثناء قرَّر المعتمِد الاستجابة إلى طلبٍ من ابن تاشفين وإعطائه [[الجزيرة الخضراء (إسبانيا)|الجزيرة الخضراء]] ليعسكر بها،<ref name="الصلابي12">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الصلابي| Ref =دولة المرابطين|2007|p=77-78}}</ref> وقد قال ابنه الرشيد في ذلك: {{اقتباس مضمن|يا أبتِ، ألا ما تنظر إلى ما طلب؟}}، فأجاب المعتمِد: {{اقتباس مضمن|يا بني، هذا قليلٌ في حقّ نصرة المسلمين}}،<ref name="الصلابي13">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الصلابي| Ref =دولة المرابطين|2007|p=78}}</ref> ثم أرسل المعتمِد ابنه يزيد الراضي لتسليم الجزيرة إلى المرابطين.<ref name="الزلاقة10">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=38}}</ref> في نهاية الأمر استجاب يوسف بن تاشفين، فعبر [[مضيق جبل طارق]] على رأس جيشٍ كبير إلى الأندلس لقتال الممالك النصرانية.<ref name="الدويلات الإسلامية">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|شبانة| Ref =الدويلات الإسلامية في المغرب: دراسة تاريخية حضارية|2001|p=44}}</ref>
=== معركة الزلاقة ===
{{مفصلة|معركة الزلاقة}}
[[ملف:B Osma 85v.jpg|تصغير|260بك|رسم قديم لمعركة الزلاقة.]]
وصل جيش ابن تاشفين إلى الجزيرة الخضراء<ref name="الزلاقة11" /> بعد أن عبرت آخر قواته البحر في يوم الخميس بمنتصف ربيع الأول عام 479 هـ (30 يونيو عام 1086م)،<ref name="التاريخ الأندلسي6">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الحجي| Ref =التاريخ الأندلسي: من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة|1978|p=403}}</ref> فاستقبله المعتمِد هناك بنفسه وسط احتفالٍ كبير، وسلَّمه القلعة، ووصف ابن عبَّاد الجيش المرابطيَّ بأنه رأى «عسكراً نقياً ومنظراً بهياً»،<ref name="الصلابي14">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الصلابي| Ref =دولة المرابطين|2007|p=79}}</ref> ثم سارت الجيوش باتجاه إشبيلية عاصمة بني عباد. بقيت الجيوش في إشبيلية لثمانية أيام<ref name="الزلاقة11" /> (وقيل ثلاثة أيام)،<ref name="الصلابي14" /> حيث اجتمعت قوات مختلف ملوك الطوائف لتشارك في المعركة، وعمل المعتمِد على توفير كمٍّ هائلٍ من المؤن للجيش.<ref name="الزلاقة11">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=40}}</ref> انقسم الجيش إلى ثلاثة أقسام، ففي المقدمة 10,000 من الفرسان، تليهم قوات الأندلس التي يرأسها ويقودها المعتمِد بن عبَّاد، وأخيراً على مسافة يومٍ كان جيش المرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين.<ref name="الزلاقة12">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=41}}</ref> وقد استدعى ألفونسو أيضاً على وجه السرعة حلفاءه ملوك أراغون وبرشلونة، فحشدوا جيشاً كبيراً،<ref name="الزلاقة13">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=42}}</ref> واجتمعت الجيوش في سهل الزلاّقة، حيث عسكر المعتمِد مع الجيش الأندلسي مباشرة أمام جيش النصارى، وأما المرابطون فعسكروا وراء أحد الجبال المجاورة.<ref name="الزلاقة14">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=43}}</ref> وقد اختلفت المصادر التاريخية بشكلٍ كبيرٍ فيما يتعلَّق بقوام الجيشين الإسلامي والنصراني وعدد جنودهما.<ref name="التاريخ الأندلسي7">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الحجي| Ref =التاريخ الأندلسي: من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة|1978|p=405}}</ref>
بدأت المعركة في يوم الجمعة 12 رجب عام [[479 هـ|479هـ]] الموافق 23 أكتوبر [[1086]]م،<ref name="الزلاقة15" /> فقاد المعتمِد بن عبَّاد الجيش الأندلسي في القلب،<ref name="الصلابي16">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الصلابي| Ref =دولة المرابطين|2007|p=80}}</ref> وأما الفرسان والأندلسيّين فأخذوا الميمنة والميسرة على التوالي، وخصَّص ألفونسو لمواجهة المعتمِد وجيشه جيشاً بقيادة الكونت جارسيان والكونت رودريك.<ref name="الزلاقة15">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=47}}</ref> اشتد الهجوم على قلب الجيش الأندلسي، وتكبَّد فرسان المسلمين خسائر كبيرة، ممَّا دفع ببعض ملوك الطوائف إلى الفرار خوفاً من هزيمتهم. بقي المعتمِد والفرسان ليومٍ واحد وحدهم وبدؤوا ينهزمون ويتراجعون، لكن في اليوم الثاني<ref name="الزلاقة16">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=47-53}}</ref> جاءتهم النجدة من جيش ابن تاشفين، الذي هاجم جيش قشتالة من الخلف، فحوصر ألفونسو بين جيش المعتمِد من جهةٍ وجيش ابن تاشفين من جهةٍ أخرى، فهُزِمَ وانسحب.<ref name="الصلابي18">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الصلابي| Ref =دولة المرابطين|2007|p=83-84}}</ref> كان قد جهَّز المعتمِد [[حمام الزاجل|حمامة زاجلة]] حملها معه إلى المعركة لإرسال الأخبار العاجلة، فأرسل على الفور إلى ابنه الرشيد بإشبيلية يُنبِؤُه بالنَّصر، وأُعْلِنَ الخبر من على منبر المسجد الجامع في المدينة.<ref name="الزلاقة17">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=55}}</ref> بعد المعركة استمرَّ المعتمِد بقيادة جيشه لاستعادة الأراضي التي كان قد خسرها لقشتالة، ففتح حصوناً في [[طليطلة (مقاطعة)|ولاية طليطلة]]، إلا أنه تراجع بعد ذلك نتيجة هزيمةٍ تلقاها في [[مرسية]].<ref name="الزلاقة20">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=57}}</ref>
بعد المعركة، وصلت ابن تاشفينَ أنباء وفاة ولده أبي بكر، لذلك قرَّر أن يعود سريعاً إلى مراكش، فسار جنوباً، ومرَّ بإشبيلية فدعاه المعتمِد إلى النزول عنده، وقضى هناك ثلاثة أيام.<ref name="مولد تلقائيا6">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=236}}</ref> أُخِذَ ابن تاشفين بجمال إشبيلية خلال إقامته بها، وأغدق عليه المعتمِد فأراه ترفه في المأكل والمشرب والعيش، وأخذ مساعدو ابنِ تاشفينَ يحاولون إغراءه باتخاذ شيءٍ مماثل،<ref name="مولد تلقائيا3">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=237}}</ref> فاعترض قائلاً: {{اقتباس مضمن|الذي يَلُوح لي من أمر هذا الرجل (المعتمد) أنه مُضَيِّعٌ لما في يديه من الملك، لأن هذه الأموال التي تُعِينه على هذه الأحوال لا بد أن يكون لها أربابٌ لا يمكن أخذ هذا القدر منهم على وجه العدل، فأخَذَهُ بالظُّلم، وأخرَجَهُ في هذه الترَّهات، وهذا من أفحش الاستهتار}}. ثم سأل أصحابه عن رضا معاوني المعتمِد عنه، فقيل له إنَّهم غير راضين.<ref name="مولد تلقائيا4">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=238}}</ref> ورغم انزعاج ابن تاشفين من ذلك فقد أكنَّ الاحترام للمعتمد، وكان يقول عنه {{اقتباس مضمن|إنَّما نحن في ضيافة هذا الرجل وتحت إمرته، وواقفون عند ما يحدُّه}}.<ref name="مولد تلقائيا1">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=247}}</ref> حشد ألفونسو جيشاً جديداً بعد الزلاقة بمساعدة الممالك النصرانية الأخرى، فعبر يوسف بن تاشفين إلى الأندلس من جديد، واجتمع بجيوش المعتمِد وبعض ملوك الطوائف الآخرين،<ref name="الزلاقة21">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=58}}</ref> وساروا فحاصروا حصن لبيط الذي كان يعسكر فيه آلاف الجنود، إلا أن الحصار فشل بسبب قلة العتاد والسّلاح. لكن عندما قرَّر يوسف والمعتمِد متابعة الزحف ضد النصارى اعترض عليهم أمراء مرسية، فدار سجالٌ بين [[عبد الرحمن بن رشيق]] صاحب مرسية وبين المعتمِد، انتهى بأن أشهر [[ابن رشيق]] سيفه على المعتمِد، فأمر ابن تاشفين بأسر أمير مرسية على الفور، إلا أنَّ ذلك تسبب في ثورة جند الأمير، فانسحبوا وصاروا يقطعون طرق المؤن على الجيش المرابطي، كما انسحب بعض ملوك الطوائف الآخرين، وأما ابن تاشفين فقد عاد إلى المغرب تاركاً وراءه حامية مرابطية.<ref name="الزلاقة22">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=59}}</ref>
== نهايته ==
=== حصار إشبيلية وسقوط الإمارة ===
[[ملف:Column of King Al-Mutamid - Jardin de la Galera - Alcazar of Seville.JPG|تصغير|260بك|عمودٌ نُقِشَ [[اللغة الإسبانية|باللغة الإسبانية]] في [[قصر المورق|قصر المبارك]] تخليداً لذكرى المعتمِد، كتب عليه: «[[إشبيلية]]: لأجل الملك الشاعر المعتمِد بن عبَّاد في الذكرى المئوية التاسعة لنفيه المؤسف في [[7 سبتمبر]] [[1091]]، [[رجب]] [[484 هـ]]. [[إشبيلية]] [[1991]]».]]
عاد [[يوسف بن تاشفين]] إلى [[مراكش]] وفي نفسه من [[الأندلس]] «الكثير المقعد» كما يقول المراكشي، وقد رغب بها فقال لوجهائه: {{اقتباس مضمن|كنتُ أظنُّ أني قد ملكت شيئاً، فلمَّا رأيت تلك البلاد صَغُرَت في عيني مملكتي، فكيف الحالة في تحصيلها؟}}، وقد شجَّعه على ذلك أعيانه الذين طمعوا بخيرات [[الأندلس]] لأنفسهم، وأشاروا عليه بأن يرسل إلى المعتمِد يطلب منه وضع بعض رجال [[الدولة المرابطية|المرابطين]] في حصون [[الأندلس]]، ليكونوا مساعدين له لاحقاً في انتزاعها.<ref name="مولد تلقائيا2">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=264}}</ref> وقد أعجبت الفكرة [[يوسف بن تاشفين|ابن تاشفين]]، فأرسل خيرةً من رجاله أمَّر عليهم رجلاً يدعى «بُلُجِّين»، ووافق المعتمِد، وفيما بعد ساعد هؤلاء الرجال على خلع ملكه.<ref name="مولد تلقائيا5">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=265}}</ref> بعد استفتاء [[أبو حامد الغزالي|أبي حامد الغزالي]] وعددٍ من الفقهاء والعلماء الآخرين، قرَّر [[يوسف بن تاشفين]] أن يضمُّ إمارات [[ملوك الطوائف]] إلى [[الدولة المرابطية]] بالقوة،<ref name="الزلاقة24"/> وكان أغلب مثقّفي [[الأندلس]] والكثير من أهاليها يدعمونه في ذلك ويتأمَّلون قدومه،<ref name="المعتمد57">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=266}}</ref> فعبر إلى [[الأندلس]] مرة أخرى، وحاصر [[غرناطة]] واستولى عليها من أميرها [[عبد الله بن بلقين]]. وقد تعجَّب المعتمِد بن عبَّاد من ذلك، فأرسل إليه يستفسر ويطلب مقابلته، إلا أنَّ [[يوسف بن تاشفين|ابن تاشفين]] رفض رؤيته.<ref name="الزلاقة24">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=60-61}}</ref> وقال المعتمِد في ذلك [[المتوكل على الله بن الأفطس|للمتوكل]] أمير [[بطليوس]]: {{اقتباس مضمن|والله لا بدَّ أن يسقينا من الكأس التي أسقى بها عبد الله}}.<ref name="المعتمد58">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=274}}</ref>
عيَّن [[يوسف بن تاشفين]] [[سير بن أبي بكر]] قائداً للجيوش التي ستقضي على [[ملوك الطوائف]]، وأمره بأن يطلب منهم الرحيل، فإن لم يفعلوا فليحاصرهم وليقاتلهم.<ref name="المعتمد59">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=275}}</ref> وفي عام [[484 هـ]] ([[1091]]م) اجتازت جيوش المرابطين [[مضيق جبل طارق]]،<ref name="المعتمد60"/> وانقسمت إلى أربع فرق: فتوجَّه جيش بقيادة [[سير بن أبي بكر]] إلى [[إشبيلية]]، وثانٍ بقيادة أبي عبد الله بن الحاجّ إلى [[قرطبة]]، والثالث بقيادة جرور اللتموني إلى [[رندة]]، وكلُّها من مدن [[بنو عباد|بني عبَّاد]]، وأما الجيش الأخير فقد اتَّجه إلى [[المرية|ألمرية]]، وبقي [[يوسف بن تاشفين|ابن تاشفين]] في [[سبتة]] بالمغرب ليتدخَّل إذا ما اقتضت الضرورة.<ref name="الزلاقة2424">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=62}}</ref> كانت أولى مدن المعتمِد سقوطًا في أيدي [[الدولة المرابطية|المرابطين]] هي [[طريف (توضيح)|طريف]]، وسُرعَان ما وصل جيش ابن الحاج إلى مدينة [[قرطبة]]، فنجح في الاستيلاء عليها بعدما سلَّمها أهلها<ref name="المعتمد60">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=276}}</ref> في شهر صفر من عام [[484 هـ]]،<ref name="الزلاقة2425">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=62-63}}</ref> وقَتَلَ واليها [[الفتح بن المعتمد|الفتح بن المعتمِد]] (المعروف بالمأمون)، وهربت زوجته [[زائدة الأندلسية|زائدة]] إلى [[قشتالة (توضيح)|قشتالة]]،<ref name="التاريخ الأندلسي9">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الحجي| Ref =التاريخ الأندلسي: من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة|1978|p=423}}</ref> وكذلك قتل ابن المعتمِد [[الراضي بن المعتمد|الراضي]] في [[رندة]]، وأخيراً سقطت [[قرمونة]] في شهر ربيع الأول، فلم تبقَ في يد المعتمِد بن عبَّاد أي مدينةٍ في [[الأندلس]] عدا [[إشبيلية]].<ref name="الزلاقة2426">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=63}}</ref>
[[ملف:Medina of Larache.jpg|تصغير|يمين|250بك|زقاق المعتمِد بن عبَّاد في مدينة [[العرائش]] شمال المغرب.]]
اشتبك المعتمِد مع [[الدولة المرابطية|المرابطين]] في معارك صغيرة متكرّرة، آملاً استنزاف قواهم، إلا أنَّه فشل في ذلك.<ref name="الزلاقة2424"/> فوصلت جيوش [[الدولة المرابطية|المرابطين]] أخيراً إلى عاصمته [[إشبيلية]]، وحاصرها جيشان، واحدٌ من جهة الغرب - يفصله نهر [[الوادي الكبير]] وأسطول للمعتمد عن المدينة - والثاني من الشرق، وبدأ يضيق الخناق على المعتمِد، ثم اندلعت ثورة ضدَّه في [[إشبيلية]] نفسها، ورغم نصح من حوله له بالقضاء على الثورة بالقوة فقد أبى.<ref name="المعتمد62">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=277}}</ref> أصيب المعتمِد باليأس، فراسل [[ألفونسو السادس ملك قشتالة|ألفونسو السادس]] ملك [[قشتالة (توضيح)|قشتالة]]، وطلب منه إنقاذه، وتغاضى ألفونسو عن خلافاتهما السابقة، فأرسل جيشاً كبيراً إلى [[قرطبة]]،<ref name="الزلاقة2426"/> إلا أنَّ المرابطين تمكَّنوا من هزيمته بالقرب من [[حصن المدور]]. وتفاجأ المعتمِد من ذلك، حيث كان يؤمن [[تنجيم|بالتنجيم]]، ولذلك كان يعقد آمالاً كبيرة على نبوءات منجّمه أبي بكر الخولاني. أخذت المؤامرات تُحَاك داخل [[إشبيلية]] لتسليم المدينة، وكان المعتمِد يحاول وضع عيونٍ لمراقبة مثل هذه الأمور، لكنها لم تكن كافية، وعندما يئس ترك إدارة المدينة لابنه الرشيد.<ref name="المعتمد62"/>
في النهاية، نجح بعض الثائرين بحفر ثغرةٍ في سور المدينة، فاقتحمها الجنود المرابطيُّون،<ref name="المعتمد63">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=278}}</ref> وعندها خرج المعتمِد من قصره ممسكاً سيفه دون ترسٍ أو درعٍ يحمي جسده، ووجد عند أحد أبواب المدينة (واسمه [[باب الفرج (توضيح)|باب الفرج]]) فارساً من [[الدولة المرابطية|المرابطين]]، فرماه الفارس برمحٍ، إلا أنَّه نجا منه، وتمكَّن من قتل عدوّه، وبعد معركةٍ قصيرةٍ تراجع جنود المرابطين الذين اقتحموا المدينة وانسحبوا، فاعتُقِدَ أنها قد نجت. لكن عندما حلَّ عصر اليوم ذاته عاد [[الدولة المرابطية|المرابطون]] لاقتحام المدينة، واشتدَّت المعركة، وأصيب الأهالي بالهلع وأخذوا يقفزون من على الشرفات ويفرُّون إلى النهر،<ref name="المراكشي">[[عبد الواحد المراكشي]]، المعجب في تلخيص أخبار أهل المغرب، ص140-143.</ref> وسقطت [[إشبيلية]] في يوم الثلاثاء من منتصف شهر [[رجب]] عام [[484 هـ]] بعد مقاومة عنيفة<ref name="التاريخ الأندلسي9" /><ref name="المعتمد63"/> (وقيل كذلك في يوم الأحد 21 من رجب)،<ref name="المراكشي"/> وقتل أربعة من أبناء المعتمِد خلال المعركة.<ref name="المعتمد في المغرب" />
=== النفي ===
[[ملف:Tumulo Al-Mu'tamid.jpg|تصغير|260بك|قبر المعتمِد بن عباد وزوجته [[اعتماد الرميكية]] في داخل [[ضريح المعتمد بن عباد|ضريحهما]].]]
[[ملف:Túmulo do poeta português (nascido em Beja) Al-Mu’tamid (3).jpg|تصغير|260بك|[[ضريح المعتمد بن عباد|ضريح المعتمِد بن عباد]] في [[أغمات]]، [[المغرب]].]]
اقتيد المعتمِد وعائلته أسرى من إشبيلية، وأُخِذُوا إلى المغرب حيث قرَّر يوسف بن تاشفينَ نفيهم، فمكثوا أولاً في [[طنجة]] لفترةٍ وجيزة، حيث التقى المعتمِد ببعض شعراء المدينة، ومن أبرزهم أبو الحسن بن عبد الغني الفهري الذي أهداه كتابه ''«المستحسن من الأشعار»''، فكافأه بمبلغٍ مما تبقَّى معه من المال. غير أنَّ ذلك تسبب بتهافت باقي شعراء طنجة عليه حالما سمعوا بالخبر رجاءً للمكافآت، فردَّهم المعتمِد، وكتب شعراً إجابة لهم يرثي فيه حالَه وما آل إليه. نُقِلَ المعتمِد مجدداً من طنجة إلى [[مكناسة]] ليمكث شهوراً عدَّة، وقد أورد ابن الطوسي في كتابه ''[[الاستبصار فيما اختلف من الأخبار]]'' أنه نقل أيضاً إلى قلعة فازار في جبال المغرب، رغم أن ذلك لم يرد في معظم المصادر الأخرى.<ref name="المعتمد في المغرب" /> في نهاية الأمر، نُقِلَ المعتمِد أخيراً - مع بعض ملوك الطوائف السابقين الآخرين - إلى [[أغمات]]، حيث قضى آخر أيام حياته في الأسر بظروفٍ مزرية ومعاملة سيئة،<ref name="المعتمد86">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=291-292}}</ref> ولعلَّه ممَّا ساهم في إساءة معاملته - على عكس أمراء [[زيريون|بني زيري]] - أن ابنه [[عبد الجبار بن المعتمد|عبد الجبار]] حاول شنَّ ثورة على المرابطين بعد سقوط إمارة بني عباد.<ref name="المعتمد في المغرب" /> وربَّما يكون سبب نقل المعتمِد إلى أغمات هو إبعاده عن سواحل الأندلس، بحيث لا يكون الفرار عليه سهلاً، ولا الثورة على ابن تاشفين.<ref name="المعتمد85">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=291}}</ref> وقد قال شاعر المعتمِد ابن اللبانة في وصف رحيله عن إشبيلية:<ref name="الحكواتي" />
{{أبيات|
حان الوداعُ فضجّت كل صارخةٍ\\وصارخٍ من مُفداة ومن فادِي
سارت سفائنُهم والنوْحُ يتبعها\\كأنها إبل يحدو بها الحادي
كم سال في الماء من دمعٍ وكم حملت\\تلك القطائعُ من قطعاتِ أكبادِ}}
داوم على زيارة المعتمِد في أسره عددٌ من شعرائه وأصدقائه القدامى الذين كانوا من المُقرَّبين إليه في أيام ملكه، ومن أبرزهم ابن اللبانة الذي زاره أكثر من مرَّة، وقد ألَّف هذا كتاباً كاملاً عن تاريخ دولة بني عبَّاد أطلق عليه ''«السلوك في وعظ الملوك»''.<ref name="المعتمد88">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=311}}</ref> وكذلك شاعره [[ابن حمديس|ابن حمديس الصقلي]] الذي نظم له الكثير من القصائد،<ref name="المعتمد89">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=320-321}}</ref> وأبو محمد عبد الله بن إبراهيم صاحب كتاب «المسهب». وساعدت هذه الزيارات على تخفيف وطأة السجن عن المعتمِد.<ref name="المعتمد90">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=326}}</ref> عانى المعتمِد بن عبَّاد في سنتيه الأخيرتين بالأسر من المرض والكرب بسبب ما أصابه،<ref name="المعتمد91">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=327}}</ref> ويقول [[الفتح بن خاقان]] في كتاب ''القلائد'' عن أيامه الأخيرة: «ولم تزل كبده تتوقَّد بالزفرات، وجلده يتردَّد بين النكبات والعثرات، ونفسه تنقسم بالأشجان والحسرات، إلى أن شفته منيته، وجاءته بها أمنيته»،<ref name="المعتمد94"/> فتوفّي في أغمات بتاريخ 11 شوال عام 488هـ (أكتوبر 1095م)، وقيل في شهر ذي الحجة من العام ذاته،<ref name="الحكواتي" /><ref name="المعتمد94">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=329}}</ref> عن عمر 56 عاماً،<ref name="المعتمد9834">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=331}}</ref> وصُلِّيت عليه في جنازته بأغمات صلاة الغريب.<ref name="الصلابي2395">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الصلابي| Ref =دولة المرابطين|2007|p=105}}</ref> وقد أثار سجن المعتمِد وإساءة معاملته من طرف المرابطين الكثير من انتقادات المؤرخين إلى يوسف بن تاشفين،<ref name="الزلاقة2428">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أبو خليل| Ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|1979|p=64}}</ref> وجذبت إلى المعتمِد تعاطف الكثير من الأدباء والشعراء.<ref name="الصلابي2365">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الصلابي| Ref =دولة المرابطين|2007|p=106}}</ref> زار قبره بعد وفاته الكثير من الشعراء والأدباء المعروفين، وقد قال أبو بحرٍ بن عبد الصمد في المعتمِد، بينما كان يزور قبره في أحد الأعياد يرثيه:<ref name="المعتمد94"/>
{{أبيات|
ملكَ الملوكِ أسامعُ فأنادي\\أم قد عدُّتكَ عن السَّماع عوادي}}
== العلم والحضارة في عصره ==
[[ملف:Reino de Sevilla s. XI.ar.png|تصغير|دولة [[بنو عباد|بني عباد]] زمن المعتمِد في أقصى اتساع لها.]]
[[ملف:Alcázar di Siviglia.jpg|تصغير|260بك|[[قصر المورق|قصر المبارك]]، من أهمّ القصور التي أقام فيها [[بنو عباد]] ب[[إشبيلية]].]]
شهد عهد المعتمِد بن عبَّاد نهضة حضارية كبيرة في [[إشبيلية]] والمدن الأخرى التي حكمها. فقد عمرت المدينة بالقصور الكبيرة، التي شيدها [[بنو عباد]] ورجالات الدولة الكبار. كما ظهر ونبغ الكثير من الشعراء المشهورين في [[تاريخ الأندلس]] خلال عهده، ومن أبرزهم [[أبو بكر بن عمار]] و[[ابن زيدون]] و[[ابن حمديس|ابن حمديس الصقلي]] و[[أبو بكر بن اللبانة|ابن اللبانة]] و[[ابن وهبون]]، بل وكان المعتمِد نفسه وزوجته [[اعتماد الرميكية]] شاعرين.<ref name="الحكواتي">[http://al-hakawati.la.utexas.edu/2011/12/27/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AA%D9%85%D8%AF-%D8%A8%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%AF/ المعتمد بن عباد]. الحكواتي. تاريخ الولوج 30-05-2013. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171207025358/http://al-hakawati.la.utexas.edu/2011/12/27/المعتمد-بن-عباد |date=07 ديسمبر 2017}}</ref><ref name="المعتمد15">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=120-125}}</ref> وقد عُرِفَ المعتمِد و[[بنو عباد]] بصورةٍ عامة بعلمهم وأدبهم، واهتمامهم الكبير بالعلماء والأدباء والشعراء خلال حكمهم ل[[إشبيلية]] و[[قرطبة]]،<ref name="التاريخ الأندلسي8">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الحجي| Ref =التاريخ الأندلسي: من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة|1978|p=413-414}}</ref> وإغداقهم الأموال والمكافآت على البارعين منهم.<ref name="ديوان الشعر1" /> ويقال إن المعتمِد لم يكن ينصّب كاتباً أو وزيراً ما لم يكن شاعراً.<ref name="ديوان الشعر2">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|بدوي وعبد المجيد| Ref =ديوان المعتمد بن عبَّاد: ملك إشبيلية|1951|p=4}}</ref> وقد كانت للمعتمد علاقة وثيقة بالكثير من هؤلاء الشعراء، ومن أبرزهم [[أبو بكر بن عمار|ابن عمار]] و[[ابن زيدون]]. وكان يستخدم أحياناً كثيرة الشعر في مراسلاته معهم، أو يقوم بالتنافس معهم في سرعة تأليف أبيات الشعر. وكانت بينه وبين [[ابن زيدون]] مراسلاتٌ يسمّيها ''المعميات''، حيث يتبادلان رسائل بها أبيات من الشعر يَصِفُ كل حرفٍ منها نوعاً من الطيور يسمَّى بيتها «المطيَّر».<ref name="المعتمد14">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=102-115}}</ref> وكذلك كان يخوض المعتمِد مع شعرائه المناقشات النقدية الأدبية، ومنها أنه طلب منهم يوماً ملاحظة عيبٍ في بيت [[أبو الطيب المتنبي|للمتنبي]] «أزورهم وسواد الليل يشفع لي»، فعجزوا، فقال لهم {{اقتباس مضمن|الليل لا يُطَابَق بالنهار، ولا يُطابَق بالصباح، لأن الليل كلي والصبح جزئي}}، فتعجب الشعراء من ملاحظته.<ref name="المعتمد16">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=127}}</ref> إلى جانب الأدب والشعر، فقد اشتهر عهد المعتمِد بن عبَّاد بانتشار العمران وكثرة الخضرة في [[إشبيلية]]،<ref name="ديوان الشعر1">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|بدوي وعبد المجيد| Ref =ديوان المعتمد بن عبَّاد: ملك إشبيلية|1951|p=3}}</ref> وازدهرت المدينة في عهده بالكثير من القصور الكبيرة، مثل [[قصر المورق|قصر المبارك]] والزاهي والثريا والوحيد.<ref name="المعتمد124426">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=295}}</ref>
== شخصيته ==
قال عنه [[شمس الدين الذهبي|الإمام الذهبي]] في كتاب [[سير أعلام النبلاء]]: {{اقتباس مضمن|كان فارساً شجاعاً، عالماً أديباً، ذكياً شاعراً، محسناً جواداً ممدحاً، كبير الشأن، خيراً من أبيه. كان أندى الملوك راحة، وأرحبهم ساحة، كان بابه محطَّ الرحال، وكعبة الآمال}}.<ref name="السير أعلام النبلاء3">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الذهبي| Ref =سير أعلام النبلاء - الجزء التاسع عشر|2001|p=61}}</ref> وكذلك وصفه [[ابن الأبار القضاعي]] بأنه كان {{اقتباس مضمن|من الملوك الفضلاء، والشجعان العقلاء، والأجواد الأسخياء المأمونين. عفيف السيف والذيل}}.<ref name="التاريخ الأندلسي1">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الحجي| Ref =التاريخ الأندلسي: من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة|1978|p=390}}</ref> يُوصَف المعتمِد بأنه كان شبيهاً إلى حدٍّ كبيرٍ بأبيه [[المعتضد بن عباد|أبي عمرو المعتضد]]، إلا إنَّه كان أقلَّ قسوة وشدة، وقد عرف كلاهما بالقوة والشجاعة والكرم والموهبة بالشعر.<ref name="ديوان الشعر1" /> وقد كان المعتمِد شديد البراعة والموهبة في الشعر والأدب، إلا إنَّه لم يتوسَّع في أي علمٍ من العلوم عدا هذين.<ref name="ديوان الشعر293">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|بدوي وعبد المجيد| Ref =ديوان المعتمد بن عبَّاد: ملك إشبيلية|1951|p=33-35}}</ref> وكان يقضي معظم وقته إما في مجالسة الشعراء أو مع جواريه الكثيرات، وكان يغدق عليهم الكثير من الأموال، ويكنّ لهم الكثير من المكانة،<ref name="المعتمد1394">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=131-135}}</ref> وكذلك كان يُعجَب بالنابغين في مختلف الأمور ويحبّ تقربتهم منه.<ref name="المعتمد1294">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=129}}</ref>
=== شعره ===
كان ابن عباد شاعراً ينظم [[شعر (أدب)|الشعر]]، وقد حاول أن يجعل حياته كلها قصيدة من قصائد الشعر المترف، وأن يجعل بلاطه موئل الشعراء، وقد انضم إليه [[أدب أندلسي|شعراء الأندلس]] و[[إفريقية]] و[[صقلية]]. وقد ألف الكثير من الأشعار، كما جمع له شاعره [[أبو بكر بن اللبانة|ابن اللبانة]] كتاباً من شعره باسم «سقيط الدرر ولقيط الزهر».<ref name="المعتمد في المغرب" />
قال أثناء أسره في [[أغمات]] عندما رأى بناته بثيابٍ رثة في العيد:<ref name="تراجم الأعلام" />
{{أبيات|
فيما مضى كنت بالأعياد مسروراً\\فسائك  العيد في [[أغمات]] مأسوراً
ترى بناتك في الأطمار جائعةً\\يغزلن  للناس ما يملكن قطميراً
برزن نحوك للتسليم خاشعةً\\أبصارهنَّ حسيرات مكاسيراً
يطأن في الطين والأقدام حافيةً\\كأنها لم تطأ مسكاً وكافوراً
أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه\\فعاد فطرك للأكباد تفطيراً
قد كان دهرك إن تأمره ممتثلاً\\فردّك الدهر منهياً ومأموراً
من بات بعدك في ملكٍ يسرّ به\\فإنَّما بات في الأحلام مغروراً}}
وقال يعبّر عن ما يمرُّ به في أسره بعد سقوط دولته:<ref name="تراجم الأعلام" />
{{أبيات|
تبدلت مـن ظـل عـز البنود\\بذل الحـديد وثقل القيود
وكان حديدي سناناً ذليقاً\\وعـضباً رقيقـاً صقيل الحديد
وقد صار ذاك وذا أدهماً\\يعـضّ بساقي عــضَّ الأسود}}
وقال أيضاً:<ref name="الشاملة7">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|ابن دحية الكلبي| Ref =المطرب من أشعار أهل المغرب - الجزء الأول|1955|p=7}}</ref>
{{أبيات|
لكِ الله كم أودعت قَلبي أسهماً\\وكم لكِ ما بين الجوانح من كَلْم
لحاظُكِ طولَ الدّهر حربٌ لمُهجتي\\ألا رحمةٌ تَئنيك يوماً إلى سَلْمِى}}
== الأعمال الفنية ==
تم عمل العديد من الأعمال عن سيرة المعتمِد بن عباد والأندلس وملوك الطوائف ومنها:
=== كتب ===
* [[1920]] : كتاب [[المعتمد - آخر ملك لإشبيلية (كتاب)|المعتمِد، آخر ملك لإشبيلية]] لكاتبه [[بلاس إنفانتي]].
=== مسلسلات ===
ومثل شخصيته عدد من الممثلين منهم:
* [[2005]] : مسلسل '''[[ملوك الطوائف (مسلسل)|ملوك الطوائف]]'''، وقام بدور المعتمِد بن عباد الممثل [[تيم حسن]].
* [[2005]] : مسلسل '''[[المرابطون والأندلس (مسلسل)|المرابطون والأندلس]]'''، وقام بدور المعتمِد بن عباد الممثل [[سامر المصري]].
* [[2000]] : مسلسل '''[[ميراث السنين (مسلسل)|ميراث السنين]]'''، وقام بدور المعتمِد بن عباد الممثل [[محمود سعيد (ممثل)|محمود سعيد]].
* [[1982]] : مسلسل '''[[المعتمد بن عباد (مسلسل)|المعتمِد بن عباد]]'''، وقام بدور المعتمِد بن عباد الممثل [[أسامة المشيني]].
=== مسرحيات ===
* [[2003]] : مسرحية '''[[ملوك الطوائف (مسرحية)|ملوك الطوائف]]'''، وقام بدور المعتمِد بن عباد الممثل [[غسان صليبا]].
== طالع أيضاً ==
* [[جوهرة جارية المعتمد بن عباد|جارية المعتمِد جوهرة]].
* [[ضريح المعتمد بن عباد|ضريح المعتمِد]].
* [[زائدة الأندلسية]].
* [[البازي الأشهب]].
== المراجع ==
{{مراجع}}
=== الكتب ===
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=المعتمد بن عبَّاد|الأول=أدهم|الأخير=علي|ناشر=الإدارة العامة للثقافة، [[وزارة الثقافة (مصر)|وزارة الثقافة والإرشاد القومي]]، [[القاهرة]] - [[مصر]]|سنة=2000| ref =المعتمد بن عبَّاد}}
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=[[سير أعلام النبلاء]] - الجزء التاسع عشر|الأول=الذهبي|الأخير=محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي|ناشر=مؤسسةالرسالة ناشرون، [[بيروت]] - [[لبنان]]|سنة=2001|ref=سير أعلام النبلاء|وصلة مؤلف=شمس الدين الذهبي}}
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين|الأول=أبو خليل|الأخير=شوقي|ناشر=دار الفكر، [[دمشق]] - [[سوريا]]|سنة=1979| ref =الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين}}
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=التاريخ الأندلسي: من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة|الأول=الحجي|الأخير=عبد الرحمن علي|ناشر=دار القلم، [[دمشق]] - [[سوريا]]. دار المنارة، [[بيروت]] - [[لبنان]]|سنة=1987| ref =التاريخ الأندلسي: من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة}}
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=المطرب من شعار أهل المغرب|الأول=ابن دحية الكلبي|الأخير=أبو الخطاب عمر بن حسن الأندلسي الشهير بابن دحية الكلبي|ناشر=دار [[العلم للجميع]] للطباعة والنشر والتوزيع، [[بيروت]] - [[لبنان]]|سنة=1955|ref=المطرب من شعار أهل المغرب|وصلة مؤلف=ابن دحية الكلبي}}
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=ديوان المعتمد بن عبَّاد: ملك إشبيلية|الأول=بدوي وعبد المجيد|الأخير=أحمد أحمد وحامد|ناشر=إدارة نشر التراث القديم، الإدارة العامة للثقافة، وزارة المعارف العمومية. [[القاهرة]] - [[مصر]]|سنة=1951| ref =ديوان المعتمد بن عبَّاد: ملك إشبيلية}}
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=الدولايات الإسلامية في المغرب: دراسة تاريخية حضارية|الأول=شبانة|الأخير=محمد كمال|ناشر=دار العالم العربي، [[القاهرة]] - [[مصر]]|سنة=2008| ref =الدويلات الإسلامية في المغرب: دراسة تاريخية حضارية}}
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=دولة المرابطين|الأول=الصلابي|الأخير=علي محمد|ناشر=دار ابن الجوزي، [[القاهرة]] - [[مصر]]|سنة=2007|مؤلف-وصلة=علي محمد الصلابي| ref =دولة المرابطين}}
== وصلات خارجية ==
* {{روابط فنية}}
* [https://midan.aljazeera.net/intellect/history/2018/5/10/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AA%D9%85%D8%AF-%D8%A8%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%AF-%D9%85%D9%84%D9%83-%D8%A3%D9%86%D8%AF%D9%84%D8%B3%D9%8A-%D8%A3%D8%B6%D8%A7%D8%B9-%D8%A3%D8%B4%D8%A8%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B9%D8%A7%D8%B4-%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A7 المعتمِد بن عباد.. ملك أندلسي أضاع أشبيلية وعاش أسيرًا]. بِقلم مُحمَّد شعبان أيُّوب.
* [https://www.aldiwan.net/cat-poet-almatmud-ban-ebad ديوان المعتمِد بن عبَّاد من موسوعة الشعر العربي].
* [https://web.archive.org/web/20190224231523/https://www.alukah.net/social/0/32514/ دروس من حياة المعتمِد بن عبَّاد]. بِقلم البشير عصام، [[شبكة الألوكة]].
* [https://web.archive.org/web/20190224231602/https://www.ida2at.com/the-plight-of-almoatamed-best-tragedies-in-history/ محنة المعتمِد: أروع المآسي الملوكية في التاريخ]. بِقلم أحمد عبد الحافظ محمد.
{{بداية صندوق}}
{{تعاقب-سبقه وتبعه
|سبقه       = [[المعتضد بن عباد|أبو عمرو المعتضد]]
|عنوان اللقب= حاكم [[بنو عباد|طائفة إشبيلية]]
|الأعوام     = [[461 هـ|461]] - [[484 هـ]]<br />[[1069]] - [[1091]]
|تبعه       = نهاية إمارة بني عباد في إشبيلية
}}
{{نهاية صندوق}}
{{شجرة نسب بني عباد}}
{{المعتمد بن عباد}}
{{شعراء عرب}}
{{ضبط استنادي|}}
{{شريط بوابات|التاريخ الإسلامي|الأندلس|أدب عربي|شعر|أعلام|التاريخ|السياسة|المغرب|إسبانيا}}
{{شريط محتوى متميز|مختارة|النسخة=11692855|تاريخ=25 سبتمبر 2013}}
{{لا للتصنيف المعادل}}
{{روابط شقيقة}}
[[تصنيف:ملوك الطوائف|معتمد]]
[[تصنيف:بنو عباد|معتمد]]
[[تصنيف:شعراء مسلمون]]
[[تصنيف:شعراء الأندلس]]
[[تصنيف:كتاب الأندلس]]
[[تصنيف:كتاب من الأندلس القرن 11]]
[[تصنيف:مواليد 431 هـ]]
[[تصنيف:مواليد 1040]]
[[تصنيف:مواليد في باجة (البرتغال)]]
[[تصنيف:وفيات 488 هـ]]
[[تصنيف:وفيات 1095]]
[[تصنيف:وفيات في أغمات]]